تتخذ سُلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات متسارعة لتهويد القدس الشرقية وطمس هويتها العربية والفلسطينية، حيث قامت آليات بلدية الاحتلال، اليوم الثلاثاء، بهدم منشأة تجارية في حي وادي الجوز في المدينة.
وأفادت تقارير فلسطينية، بأن قوات الاحتلال برفقة طواقم وآليات البلدية، اقتحمت حي "المنطقة الصناعية" في وادي الجوز في مدينة القدس، وقامت بمحاصرة منشأة تجارية "عبارة عن محل لبيع وتعبئة الأكسجين الطبي" وأغلقت محيطها بالكامل ثم شرعت بعملية هدمها.
وعملية الهدم اليوم، هي الخامسة التي تنفذ في المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز، ففي نهاية أغسطس الماضي هدمت 4 محلات تجارية وسكنية، واليوم منشأة، فيما يهدد الهدم عشرات المنشآت التجارية والصناعية في المكان، لتنفيذ وبناء مشروع "وادي السيليكون" على أنقاض منشآت قائمة بعضها قبل احتلال القدس، وتعيل مئات العائلات الفلسطينية وتعتبر مصدر دخلهم الوحيد، كما تعتبر المنطقة الصناعية الوحيدة في القدس الشرقية.
وبدأت بلدية الاحتلال عام 2020، بملاحقة أصحاب المنشآت في المنطقة الصناعية بقرارات الهدم واستدعاء للبلدية، ومنذ ذلك الوقت يخوض السكان صراعًا في المحاكم الإسرائيلية لحماية العقارات من الهدم، فيما رفضت المحكمة المركزية قبل عدة أيام الالتماس الذي قدمه أصحاب العقارات، ورفضت المحكمة إلغاء مشروع "وادي السيليكون".
ويعد مشروع "وادي السيليكون" جزءًا من مبادرة حكومية للاحتلال مدتها خمس سنوات بقيمة 2.1 مليار شيكل.
وأعلنت بلدية الاحتلال في شهر يونيو 2020 عن مخطط لبناء "حديقة تكنولوجية مستوحاة من وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وتدعي حكومة الاحتلال أن مشروع وادي السيليكون "الهايتك" ذو التقنية العالية" هو الأضخم في القدس، يهدف لتقليل الفجوات وتحسين الوضع الاقتصادي للمقدسيين، لكنه فهو المقابل وجه مظلم يهدد بهدم عشرات المحلات الصناعية والتجارية التاريخية في المكان.
وحسب المشروع، سيتم تخصيص 200,000 متر مربع لشركات الهايتك، و50,000 للفنادق، و50,000 أخرى للمساحات التجارية، وسيتم زيادة المساحات الخضراء في المكان، ووسائل النقل العام، وإنشاء كلية تقنية جديدة خاصة بالتكنولوجيا المتقدمة.
ويمتد المشروع الاستيطاني "وادي السيليكون" على طول طريق وادي الجوز وشارع عثمان بن عفان، وسيتم بناء مبان من 8 إلى 14 طابقًا على أنقاض المحال التجارية والصناعية في منطقة القدس الصناعية بوادي الجوز.
ويقع المخطط غرب طريق وادي الجوز، وشرق وجنوب شارع ذو النورين، وشمال شارع عثمان بن عفان.
وتصنيف المخطط لمباني "هاي تك" يحد من المشاريع السكنية في الأرض الفلسطينية، فالمقدسيون يسمح لهم بالبناء على 10% فقط من مساحة أراضيهم في القدس.
وتجدر الإشارة إلى أن بلدية الاحتلال في القدس، أقرت في يناير الماضي، إقامة مكب نفايات على مساحة 109 دونمات في وادٍ قرب العيساوية وعناتا ورأس شحادة شرقي القدس المحتلة، حيث يقيم عشرات آلاف المقدسيين.
وبدأ هذا المخطط عام 2012، حيث كانت البلدية تنوي إقامة المكب على مساحة 520 دونمًا في المكان ذاته، لكن المقدسيين ناضلوا قانونيًا على مدار عقد كامل ضد إقامة هذا المكب.
وستبلغ مساحة المكب 350 ألف متر مكعب، وسيلحق أضرارًا بيئية بأراضي المقدسيين الخاصة، بعد أن هدم الاحتلال 70 منشأة سكنية وتجارية لتنفيذ هذا المخطط.