بينما يجمع العديد من قادة ومسؤولى العالم على أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، صدّقت سلطات الاحتلال على قرار إنشاء مستوطنة جديدة بالقدس الشرقية المحتلة.
وكشفت منظمة "عير عميم" الإسرائيلية اليسارية، أن السلطات الإسرائيلية صدّقت على قرار بناء "أول مستوطنة جديدة بالقدس الشرقية منذ عام 2012"، محذرة من تداعيات ذلك على المستقبل السياسي للقدس.
ووفق المنظمة المختصة بقضايا القدس الشرقية، أعلنت السلطات الإسرائيلية، موافقتها على مخطط القناة السفلية لبناء 1792 وحدة سكنية، على أراضي بلدة صور باهر بالقدس الشرقية.
وأشارت المنظمة إلى أن ذلك يشكل أول خطة استيطانية كبيرة جديدة تتم الموافقة عليها بالكامل في القدس الشرقية منذ مستوطنة جفعات هماتوس عام 2012.
وأفادت بأن الخطة تدعو إلى بناء نحو 1792 وحدة سكنية على نحو 46 فداناً من الأراضي المتاخمة لحي أم طوبا الفلسطيني، وتقع بين مستوطنة هار حوما الحالية ومستوطنة جفعات هماتوس المخطط لها جنوب مدينة القدس الشرقية.
وقالت: "بعيدًا عن تداعياتها الجيوسياسية، فإن التقدم في هذه الخطة يسلط الضوء على التمييز المنهجي المتضمن في التخطيط الإسرائيلي وسياسة البناء في القدس".
وأوضحت المنظمة أنه منذ بداية عام 2023، تم تقديم أكثر من 18500 وحدة سكنية للمستوطنات الإسرائيلية الجديدة أو القائمة في القدس الشرقية، في حين تم إهمال التطوير السكني للفلسطينيين رغم أنهم يشكلون قرابة 40 في المئة من سكان القدس.
وتابعت المنظمة أنه "من المقرر أن ينضم عام 2023 إلى عام 2022 ليكونا العامين اللذين يشهدان أكبر عدد من الوحدات الاستيطانية المقدّمة في العقد الماضي في القدس الشرقية المحتلة".
كانت إسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967، ولا تعترف الأمم المتحدة بسيادتها عليها، وتطالبها بالانسحاب منها، فضلًا عن اعتبار بناء المستوطنات على أراضيها غير قانوني.
وحسب معطيات حركة "السلام الآن"، اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، فإنه منذ مطلع العام الجاري دفعت الحكومة الحالية مخططات لإقامة 12 ألفًا و885 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، فضلًا عن بحث الحكومة الإسرائيلية خططا لإقامة 7 آلاف و82 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
ويقدر عدد المستوطنين في القدس الشرقية بـ230 ألف مستوطن. ولإقامة البؤر الاستيطانية، صادر الاحتلال أكثر من ثلث الأراضي الفلسطينية الخاصة في المدينة، إضافة إلى مئات الأفدنة الأخرى من المناطق المحيطة.
كانت إسرائيل التزمت فى اجتماع فلسطينى - إسرائيلى، عُقد فى مدينة العقبة الأردنية، شهر فبراير الماضى، بتجميد الاستيطان، وكان الاجتماع بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والأردن ودول أخرى.
ويعارض أعضاء الحكومة الإسرائيلية، الأكثر تطرفًا، فكرة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويقود هذا التوجه وزراء متطرفون مثل وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
فيما يصرّ الفلسطينيون على وجوب إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية وأن تكون خالية من المستوطنات.
ويعمل مسؤولو الاحتلال على تدمير "حل الدولتين" من خلال تصعيد العدوان على غزة، وتصاعد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة، ووجود المستوطنات التي تقطع أوصال المدن الفلسطينية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مارك ليفين، أستاذ التاريخ ورئيس برنامج دراسات الشرق الأوسط العالمية بجامعة كاليفورنيا في إيرفين، أن حل الدولتين "لم يعد ممكنًا.. انظر إلى الخريطة فقط"، في إشارة إلى مئات المستوطنات الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التي تحاصر المدن الفلسطينية.