في تصريحات مثيرة للجدل، وصف البابا فرنسيس كلاً من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، بأنهما "ضد الحياة"، مشيرًا إلى أن على الناخبين الكاثوليك الأمريكيين اختيار "أهون الشرين" في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يسلط الضوء على التحديات الأخلاقية والسياسية التي تواجه الناخبين الكاثوليك في الولايات المتحدة.
موقف البابا
أدلى البابا فرنسيس بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة في أثناء عودته إلى روما بعد جولة طويلة في جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا، ووفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، انتقد البابا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب سياساته القاسية تجاه المهاجرين، في حين انتقد هاريس لدعمها حقوق الإجهاض.
وقال البابا: "إبعاد المهاجرين، وعدم السماح لهم بالنمو، وعدم السماح لهم بالحياة هو أمر خاطئ؛ إنه قسوة".
وأضاف: "إرسال طفل بعيدًا عن رحم الأم هو قتل لأن هناك حياة، ويجب أن نتحدث بوضوح عن هذه الأمور".
دعوة للناخبين الكاثوليك
في إشارة إلى الانقسام بين الناخبين الكاثوليك في الولايات المتحدة، دعا البابا فرنسيس، الناخبين إلى التفكير بعناية واختيار "أهون الشرين".
وأوضح: "يجب على المرء أن يصوت. ويجب أن يختار الشر الأقل. ما هو الشر الأقل؟ تلك السيدة أم ذلك السيد؟ لا أعرف. يجب على كل شخص أن يفكر ويقرر وفقًا لضميره".
موقف الكنيسة
تعكس تصريحات البابا فرنسيس موقف الكنيسة الكاثوليكية الثابت تجاه قضايا مثل الإجهاض والهجرة، إذ وصف البابا الإجهاض بأنه "قتل"، وأكد رفض الكنيسة له حتى في حالات الأجنة المريضة أو التي تعاني اضطرابات مرضية.
في الوقت نفسه، جعل البابا من قضية المهاجرين محورًا رئيسيًا في حبريته، داعيًا إلى التعاطف والإحسان تجاه الملايين الذين أُجبروا على ترك أوطانهم بسبب الحروب أو الفقر أو المجاعة.
تأثير تصريحات البابا
من المتوقع أن تثير تصريحات البابا فرنسيس جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والدينية الأمريكية، إذ تأتي هذه التصريحات في وقت حساس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ تعد قضايا الهجرة والإجهاض من القضايا المحورية في الحملات الانتخابية.
وسبق للبابا فرنسيس أن أدلى بتصريحات مؤثرة في السباقات الرئاسية الأمريكية السابقة.
وفي عام 2016، خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، أشار البابا إلى أن دونالد ترامب "ليس مسيحيًا"، بسبب وعوده الانتخابية بترحيل المزيد من المهاجرين وإجبار المكسيك على دفع تكاليف بناء جدار على الحدود.
موقف البابا من غزة
لم تقتصر تصريحات البابا فرنسيس على الانتخابات الأمريكية فحسب، بل تطرق أيضًا إلى الوضع في غزة، إذ عبّر عن استيائه من استمرار العنف، قائلًا: "عندما ترى جثث الأطفال القتلى، وعندما تسمع أن المدارس تتعرض للقصف بحجة وجود مقاتلين بداخلها، فهذا أمر مروع. إنه فظيع، إنه فظيع".
وأضاف البابا أنه يتحدث يوميًا مع رعية في غزة يحضر مدارسها كل من المسيحيين والمسلمين، مشيرًا إلى أنهم يخبرونه بقصص مروعة وصعبة، مؤكدًا أن الكرسي البابوي يعمل على المساعدة في التوسط لوقف إطلاق النار.