في إحاطة قُدمت لأعضاء مجلس النواب الأمريكي، بشأن محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قال جهاز الخدمة السرية (USSS) إنه تلقى ملاحظات حول "أشخاص مشبوهين" قبل 9 دقائق على الأقل من صعود الرئيس السابق إلى المنصة في تجمع بنسلفانيا، حيث تم إطلاق النار عليه، السبت الماضي.
وجاءت هذه الإحاطة وسط إحباطات من جانب المشرعين في الكابيتول بسبب نقص المعلومات المقدمة حول واقعة إطلاق النار، في الوقت الذي أطلقت فيه لجان متعددة في مجلس النواب تحقيقات في محاولة اغتيال ترامب.
ووفق موقع "أكسيوس"، أطلع مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز الخدمة السرية المشرعين في مجلس النواب على النتائج الأولية التي توصلوا إليها.
مع هذا، طلب رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لويزيانا)، وزعيم الأقلية حكيم جيفريز (ديمقراطي من نيويورك) عقد إحاطة سرية الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن يحصل الأعضاء على معلومات إضافية بشأن الحادث.
وقالت الخدمة السرية إنها حددت المبنى الذي استُخدِم في محاولة الاغتيال باعتباره "منطقة مثيرة للقلق" قبل خمسة أيام من الحدث، وفقًا لتسجيل صوتي. بينما قال مسؤولون لأعضاء مجلس النواب إنه لم يتم العثور على أي معلومات سياسية أو أيديولوجية في منزل المشتبه به، بما في ذلك غرفة نومه.
ماذا حدث؟
وفق نائب مدير جهاز الخدمة السرية رونالد رو، في الساعة 5:51 مساءً، أبلغت الخدمة السرية الأمريكية عن وجود شخص مشبوه يحمل جهاز تحديد المدى على المحيط الخارجي لتأمين الرئيس السابق.
وبعد دقيقة واحدة، نقلت غرفة أمن الخدمة السرية المعلومات إلى فريق الاستجابة للقناصة التابع لها، وعملاء الاستجابة الإضافيين على الأرض.
في السادسة مساءً، صعد ترامب على المسرح، وبعد 10 دقائق، أبلغت وحدة مكافحة القناصة غرفة الأمن أن الشرطة المحلية كانت تتعامل مع مشكلة على المحيط الخارجي؛ وبعد دقيقة أخرى اتصل العميل الموجود في موقع ترامب بنظيره في الخدمة السريّة للاستفسار عن المشكلة في المحيط الخارجي، وبعدها تم إطلاق النار.
تحركات كروكس
خلال الإحاطة، أفاد نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بول أباتي، بتحركات المشتبه به توماس ماثيو كروكس، قبل الهجوم على ترامب.
في 6 يوليو، بحث "كروكس" عن "أين سيتحدث ترامب يوم السبت 13"، و"متى سيعقد مؤتمر الحزب"؛ وفي 7 يوليو، سافر إلى بتلر بولاية بنسلفانيا للحصول على تصريح مسبق للوجود في المكان، وبقي هناك لمدة 20 دقيقة.
وفي 11 يوليو، تم البحث عن "صور معرض مزرعة بتلر" على كمبيوتر المشتبه به، والذي ذهب في اليوم التالي 12 يوليو، إلى نادي كليرتون الرياضي، حيث أطلق النار من بندقيتين ناريتين.
ويوم الحادث، 13 يوليو، تجول المشتبه به في موضع تجمع ترامب المنتظر في بتلر؛ وفي الساعة العاشرة صباحًا، زار ساحة مزرعة بتلر وظل هناك لمدة 70 دقيقة.
وفي الساعة 1:30 ظهرًا، عاد المشتبه به كروكس إلى منزله، وأعطاه والده بندقية لغرض ما كان يعتقد أنه العودة إلى النادي الرياضي لإطلاق النار؛ وفي الساعة 1:54 ظهرًا، اشترى المشتبه به 50 طلقة من الذخيرة وعاد إلى أرض المؤتمر الانتخابي.
وأشارت تحريات أجهزة الأمن الأمريكية إلى أن كروكس كان يعيش في المنزل مع والديه وأخته، ووصفه أفراد الأسرة بأنه "ذكي إلى حد ما، ومنعزل، وغريب الأطوار بعض الشيء"، كما أنه "لم يناقش السياسة أبدًا، أو يعبر عن أي أيديولوجية سياسية".
كما لفتت التقارير إلى أن المشتبه به "تلقى دورات في استخدام الأسلحة النارية في ميدان الرماية، وقال أحد المدربين إنه كان هادئًا وغير عدواني ومنعزلًا".
وبينما استخدم كروكس ثلاث منصات رقمية مشفرة في ألمانيا ونيوزيلندا وبلجيكا، اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عددًا من عمليات البحث التي أجراها عن "صور لشخصيات عامة متنوعة، بما في ذلك الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب، وبعض الأنشطة المحدودة عبر الإنترنت التي تعكس الحالة الذهنية للمشتبه به".
وأشار المكتب الفيدرالي إلى أن الاتصالات المشفرة حدت من قدرتهم على الحصول على معلومات معينة؛ لكنه اتخذ إجراءات قانونية تجاه 30 شركة، وينتظر الآن العائدات من 18 من تلك الشركات، بما في ذلك التطبيقات الأجنبية المشفرة.