الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين القصف المستمر وصعوبة التنسيق.. لماذا لا تصل المساعدات إلى غزة؟

  • مشاركة :
post-title
الفلسطينيون يبحثون عن الطعام - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إلقاء اللوم على منظمات الأمم المتحدة المتواجدة في غزة، بشأن عن جمع المساعدات وتوزيعها داخل غزة. إلا أن العاملين في منظمات الإغاثة الدولية اتهموا إسرائيل بأنها هي السبب في منع المساعدات من الدخول، نظرًا لغارتها الجوية المستمرة واستمرارها في استهداف موظفيها.

أوضاع مأساوية في كرم أبو سالم

وترى منظمة الأمم المتحدة أن عرقلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، يتحمل مسؤوليتها جيش الاحتلال. إذ تواصل إسرائيل عدوانها الغشيم على مختلف أنحاء القطاع، والذي تسبب في نقص الغذاء والدواء والوقود.

ويصف بعض عمال الإغاثة الغربيين الذين يشرفون على جهود الإغاثة في غزة معبر "كرم أبو سالم" بأنه يذكرنا بأفلام "ماد ماكس"، بحسب موقع "إم بي آر" الإخباري الأمريكي.

وكان مهند هادي، الذي يشرف على مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة والضفة الغربية، آخر من زار الجانب الغربي من المعبر واصفًا الوضع بأنه "قاتم".

وقال "هادي": "جميع الشاحنات التي مر بها في كرم أبو سالم متضررة بشدة، حيث حطم القصف المستمر من جيش الاحتلال الزجاج الأمامي والمرايات وأغطية المحركات".

وخلال زيارته الأخيرة إلى مدينة خان يونس، وصف المسؤول الأممي المدينة بأنها "تحولت إلى حد كبير إلى رمال وأنقاض، ولم يبق فيها مبنى واحد دون مساس".

وكتب "هادي" على صفحته الرسمية عبر منصة "إكس": "عمال الإغاثة يستجيبون، لكن ما يمكنهم تقديمه أقل بكثير من الاحتياجات. هناك حاجة ماسة إلى المزيد من التمويل - وكذلك بيئة آمنة داخل غزة".

الاحتلال يحتجز شاحنات المساعدات
صعوبة التنسيق

قال إدوارد كارينز، مدير العمليات الأول في "ميرسي كوربس"، وهي منظمة غير حكومية عالمية تعمل في مجال المساعدات الإنسانية في غزة: "إن هذا ليس تحديًا لوجستيًا. بل تحدٍ سياسي. وإذا توفرت الإرادة، فسوف يحدث ذلك".

وتحدثت منظمات الإغاثة أن تنسيق تحركاتها مع الجيش الإسرائيلي داخل غزة، يظل عملية معقدة وتستغرق وقتًا طويلًا، وأحيانًا تتطلب ساعات لتنسيق الوصول الآمن إلى الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم.

وعلى الرغم من هذه الجهود، فقد أصابت الغارات الجوية الإسرائيلية عمال الإغاثة في مناسبات متعددة. كما استهدف جيش الاحتلال أيضًا مستودعات الأمم المتحدة في القطاع.

وترى الأمم المتحدة أنه في ظل غياب قوة أمنية فلسطينية على الأرض في غزة، لن يكون هناك من يحمي شاحنات المساعدات.

وقال "كارينز" إنه لا يزال هناك قدر ضئيل من البضائع التي تدخل عبر هذه المنطقة، وكثير منها تحت تهديد السلاح. لكن هذا النوع من سيناريوهات "ماد ماكس" ليس بالأمر الذي تتسامح معه منظمة "ميرسي كوربس" أو أي منظمة غير حكومية تستحق الثقة.

ويقول خبراء مستقلون إن غزة معرضة لخطر المجاعة، وأن السكان بالكامل يعانون من نقص الغذاء، حيث أفادت بعض الأسر بأنها تعيش يومين أو ثلاثة أيام على وجبة واحدة.

الفلسطينيون يذهبون لرفح حاملين أمتعتهم
الفلسطينيون يبحثون عن ملاذٍ آمنٍ

قبل شهرين فقط، كان أكثر من مليون فلسطيني مكدسين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وكان العديد منهم يقيمون في مخيمات. ويقول الفلسطينيون ومنظمات الإغاثة إن القيود الإسرائيلية جعلت من المستحيل إدخال مساعدات كافية إلى غزة طيلة الحرب. ولكن عندما وصلت المساعدات إلى معبر رفح الحدودي مع مصر، أمكن توزيعها بشكل أسرع.

وفي مايو الماضي، توقف معبر رفح من الجانب الفلسطيني عن العمل بعد أن دمرته قوات الاحتلال وسيطرت عليه. واشترطت مصر الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من المعبر وتسليمه لإدارة فلسطينية لاستئناف العمل به من جديد.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان مدينة رفح الفلسطينية في الوقت الحالي، لا يتجاوز خمسين ألف نسمة ـ وهذا يعني أن أكثر من تسعين في المائة من الفلسطينيين فرّوا من المدينة خلال الشهرين الماضيين.

وقالت منظمة "ميرسي كوربس" إنها لم تتلق شحنة واحدة من المساعدات منذ أكثر من شهرين، مضيفة أن الأمر نفسه ينطبق على مجموعات أخرى أيضًا.

وألمح "كارينز" من "ميرسي كوربس"، أن الوضع في غزة أصبح أكثر يأسًا، وهذا يعني ارتفاع معدلات الجريمة. كما أن الوقود لا يدخل إلى غزة. وبسبب عدم دخول الوقود، ترتفع أسعار الوقود، وبالتالي تتضاءل قدرتنا على التعاقد مع السائقين في غزة لإدخال المساعدات.