تسببت ملاريا الطيور التي ينقلها البعوض في انقراض أعداد كبيرة من الطيور الصغيرة التي كانت تملأ الغابات المحلية في ولاية هاواي الأمريكية، حيث يعمل العلماء والباحثون والمنظمات على استخدام تقنية جديدة بهدف الحد من انقراض باقي الأنواع ومواجهة أعداد البعوض المتزايدة، بجانب إنقاذ الملاذ الأخير لتلك الطيور.
وتشكل طيور زواحف العسل، التي لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض، جزءًا لا يتجزأ من النظام البيئي في هاواي، وأطلق عليها هذا الاسم بسبب الطريقة التي تبحث بها عن الحشرات، وعن رحيق العسل، حيث تساعد في تلقيح نباتات هاواي وتناول الحشرات ودعم الغابة، حيث تعمل الأخيرة على تصفية مياه الأمطار التي توفر مياه الشرب للعديد من المجتمعات.
الملاريا وتغير المناخ
وخلال السنوات الماضية، كان هناك 50 نوعًا من طيور العسل في هاواي مختلفة الأشكال والألوان، إلا أنه بحسب شبكة إن بي أر الأمريكية، لم يتبق سوى 17 نوعًا منها، بسبب البعوض الذي نقل لها الملاريا وتغير المناخ، ومن المتوقع أن ينقرض بعضها أيضًا خلال الأشهر المتبقية من 2024.
وبات موطن تلك الطيور المتبقية في الغابات على المنحدرات العالية، التي لم يتمكن البعوض الذي يحمل ملاريا الطيور من الوصول إليها بسبب درجات الحرارة التي كانت شديدة البرودة، ولكن وفقًا للعلماء تسبب تغير المناخ في زحف البعوض بشكل متزايد إلى الملجأ الأخير لها.
تقنية الحشرات
ومن أجل الحد من أعداد البعوض، استخدم الباحثون تقنية تعرف باسم "تقنية الحشرات غير المتوافقة"، وهي طريقة علمية أثبتت نجاحها في عدة دول مثل الصين والمكسيك، وتقوم على نظرية مفادها أنه عندما يكون هناك حشرتين من نفس السلالة يمكنهما التكاثر بنجاح، ولكن عندما يكون الذكر والأنثى من سلالة مختلفة فإن بيضهما لا يفقس.
ويرى العلماء أن إطلاق البعوض المعدل غير القادر على التكاثر بنجاح، يساعد على قمع أعداده، وحتى الآن، تم إطلاق 10 ملايين من ذكور البعوض "سلالة مختلفة" بواسطة طائرات الهليكوبتر في الغابات المرتفعة في جزيرة ماوي، ووفقا للعلماء فإن تزاوج الإناث مع ذكر البعوض المعدل يضمن عدم إنجابها، مما يساعد على تقليص إجمالي عددها.
ويعمل العلماء على استمرار عمليات إطلاق المروحيات بصفة مستمرة لإبقاء أعداد البعوض منخفضة، حيث يتم إطلاقها في مواقع يصعب الوصول إليها بالطرق التقليدية، ولكن بحسب الشبكة الأمريكية فإن ذلك يحتاج إلى تمويل مستمر والذي يتم تقديمه الآن من خلال جمعيات خدمية، والأمر يحتاج إلى مشاركة مجموعات أخرى.
مناعة الملاريا
ويأمل العلماء في البدء في رؤية انخفاض في مستويات البعوض بعد أشهر الصيف، وهو الوقت الذي تزدهر فيه أعداد البعوض في العادة، كما يأملون في أن تكتسب طيور زواحف العسل، وغيرها من الأنواع الأخرى مناعة ضد ملاريا الطيور كما فعلت في أماكن أخرى حول العالم.
ومن ناحية أخرى يقوم العلماء بإحضار الطيور المتبقية إلى الأسر لحفظها في مراكز داخل حدائق الحيوان، والتي باتت الأن موطنًا لأندر الطيور على الأرض، والتي تنقرض في البرية ويتم العمل على تزاوجها بعناية لضمان صحتها الوراثية، مشيرين إلى إطلاقها مرة أخرى يعتمد على انخفاض أعداد البعوض.