الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مصائد الموت قتلت 400 ألف.. الطيور المغردة تواجه شبح الإبادة في قبرص

  • مشاركة :
post-title
إحدى الطرق التي يتم بها اصطياد الطائر المغرد

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

حذّر تقرير جديد من أن الطيور المغردة مهددة بشكل كبير بسبب الصيد الجائر الذي يتربص بها، عند قيامها بعملية الهجرة الضخمة في الخريف بقبرص، إذ كشف عن أن ما يقرب من نصف مليون طائر تمت محاصرتها عن طريق خداعها، واصطيادها بصورة غير قانونية، ثم قتلها في النهاية بهدف تقديمها كوجبة غذاء، الأمر الذي يهدد بتعرضها للانقراض.

ويعتبر اصطياد الطيور المغردة واستهلاكها أمر غير قانوني في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، إلا أن تجارة تلك الطيور في أقفاص تعد صناعة ضخمة بجميع أنحاء أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، وبحسب موقع "flightforsurvival"، يتم بيع تلك الطيور المغردة في الأسواق الخارجية ومتاجر الحيوانات الأليفة للجمهور، كما أنها تعتبر في أماكن أخرى وجبة طعام شهية وتقليدية، وأيضًا يتم استخدامها في أماكن أخرى كشراك خادعة للصيد أو لمكافحة الآفات.

مكبر صوت يتم خداع الطائر به واصطياده
الفخاخ والمكبرات

تعد قبرص نقطة انطلاق للعديد من الطيور في هجرات الخريف الضخمة بين مناطق تكاثرها في أوروبا إلى مناطق الشتاء بإفريقيا كل عام، منها الطيور المغردة، ووفقًا للجارديان البريطانية، تستخدم شبكات الجريمة المنظمة، الفخاخ الخداعية ومكبرات الصوت، التي تعزف أصوات الطيور لجذب هذه الطيور الصغيرة والهبوط في الشجيرات أو البساتين، ويتم اصطيادها بشبكات ضبابية أو فروع مغطاة بالغراء.

وفي عام 1974 تم حظر ممارسة اصطياد الطيور المغردة للاستهلاك البشري في قبرص، وقبل 20 عامًا كان يتم اصطياد أكثر من مليوني طائر بهذه الطريقة كل عام، إلا أن الأمر استفحل في التسعينيات وتم اصطياد أكثر من 10 ملايين طائر، وهو الأمر الذي دفع الحكومة للعمل مع المنظمات البيئية لحمايتها من الانقراض.

طائر مغرد معلق بعد اصطياده
طبق "الأمبيلوبوليا"

ووجد التقرير، الذي أعدته منظمة BirdLife CyberLife، أن 435 ألف طائر من هذا النوع قُتلت بهذه الطريقة في خريف عام 2023 وحده، مشيرين إلى أنه على الرغم التقدم الجيد للغاية الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الخريف كان بمثابة تذكير بسرعة انقلاب الأمور رأسًا على عقب مرة أخرى، إذا لم يتم الحفاظ على موارد الإنفاذ.

ويتم بيع تلك الطيور المهددة بالانقراض، عبر السوق المخفية إلى المطاعم لتناولها كطبق محلي يُسمى "الأمبيلوبوليا"، عبارة عن طيور مغردة مخللة أو مسلوقة، إذ وجدت السلطات أنه تم استخدام أكثر من 4.5 كيلومتر من الشباك لاصطياد الطيور، مؤكدين أن جزءًا كبيرًا من الأفخاخ يتم وضعه بالقرب من القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص، وكانت هناك زيادة بنسبة 41% في الشباك التي تم إطلاقها مقارنة بالعام السابق.

الصيد بالشباك
أرباح ضخمة

كشف التقرير عن أن السبب وراء عودة اصطياد تلك الطيور بكثافة، هو تخفيض موارد وحدة مكافحة الصيد الجائر في الحكومة بشكل كبير في بداية موسم الصيد، خريف 2023، الأمر الذي جعل الصيادين المنظمين يواصلون تحقيق أرباح ضخمة مقابل مخاطر قليلة، إلا أنهم في الوقت ذاته أكدوا أن هذا الموسم يعد بمثابة جرس إنذار لما سيحدث إذا تم إزالة موارد الشرطة لمكافحة المصائد وإجراءات الردع.

وطالب خبراء البيئة بإبقاء مستويات موارد الشرطة في نصابها الطبيعي، للحفاظ على الإبادة التي تحدث للطيور المغردة، مشيرين إلى أن التحدي الكبير يكمن في إطلاق حملة كبيرة لتوعية المواطنين بتغيير ثقافة أكل الطيور إلى حمايتها وتقديرها، إذ يعد ذلك بالنسبة لهم هو التحدي الكبير الذي يهدف في النهاية تغييرًا سلوكيًا إيجابيًا لصالح الحفاظ على الطيور.