الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارثة بيئية.. حادث غريب يؤدي لـ"أكبر تسمم جماعي" للطيور بأوروبا

  • مشاركة :
post-title
حادث التسمم الجماعي للطيور

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

اكتشفت منظمات حماية الطيور كارثة حلت بمئات الطيور بالقرب من الأراضي الزراعية في صربيا، إذ اكتشفوا تعرضها للتسمم الجماعي في جميع أنحاء المنطقة بصورة غريبة، وهو الحادث الذي إذا أثبتته التحاليل المخبرية، فسيعد واحدة من أكبر حالات التسمم الجماعي المسجلة على الإطلاق في أوروبا.

وتزدهر الحقول المحيطة بقرية ناكوفو في صربيا، بحسب المنظمة العالمية لحماية الطيور "BirdLife"، بعائلات الغربان التي تجوب المكان بحثًا عن الحشرات واليرقات والحبوب، إلا أن المزارعين فوجئوا بحالة صمت رهيبة خيمت على المكان، كسرتها أصوات الغربان وهي تتساقط تباعًا من على الأشجار والشجيرات.

حادث مأساوي

ورجحت المنظمة العالمية، أن تكون الطيور تعرضت لعملية اصطياد قاتلة ووضع طعوم في الأراضي الزراعية، مشيرة إلى أنه يمكن أن تكون الوجبات مليئة بالسموم، وقامت الغربان عن غير قصد باستهلاكها، ما جعلها الوجبة الأخيرة والنهائية لها.

يعتبر الحادث الأكبر في حالات التسمم الجماعي على مستوى أوروبا

وسرعان ما جذبت الكارثة انتباه عامة الناس، وفي غضون ساعتين، وصل عدد كبير بشكل غير متوقع من ضباط الشرطة والمفتشين البيطريين ومسؤولي الخدمة المجتمعية إلى موقع المأساة، إذ كانت الحيوانات النافقة متناثرة في دائرة نصف قطرها نحو كيلومترين، وتم إحصاء الجثث واحدة تلو الأخرى ووضعها في أكياس سوداء، وتم دفن المئات وإرسال البعض لإجراء اختبارات لكشف أسباب الحادث.

النسور الإمبراطورية

وأثار اكتشاف الطيور النافقة المزيد من المخاوف على حياة النسور الإمبراطورية الشرقية المهددة بالانقراض، التي بنت عششًا قريبة من موقع الحادث، ومن المعروف وفقًا للمنظمة أن العدد الكبير من الطيور النافقة يجذب بسهولة الطيور الجارحة الكبيرة المهددة بالانقراض في صربيا، وهو الأمر الذي دفع المنظمة للتواصل مع كل السلطات لإبلاغهم بالشبهات المتعلقة بحادث التسمم الجماعي.

الوفيات تهدد بانتشار القوارض والفئران التي تهدد الأراضي الزراعية

وأكد العلماء أن تلك الطيور تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي، خاصة بالمناطق الزراعية، في السيطرة على أعداد القوارض، كاشفين عن أنه إذا انخفضت أعداد الغربان، تُترك الطيور الجارحة دون مواقع تعشيش، ما يؤدي بها إلى هجر موطنها، إذ يؤدي هذا الغياب إلى زيادة كبيرة في أعداد فئران الحقل والجرذان، ما يؤدي إلى تلف كبير في المحاصيل.

التدهور البيئي

وتعتبر تلك الطيور النافقة، بحسب المنظمة البيئية، بمثابة قمة جبل الجليد من المشكلة الأساسية، التي تواجهها الزراعة الحديثة في المقاطعة، إذ أدى السعي لتحقيق الربح إلى قيام المزراعين باستغلال وحرث كل شبر من الأرض، وإزالة جميع الأشجار وتجريد الموائل الطبيعية، وسمموا التربة التي يحتاجونها بالمواد الكيميائية السامة، ما أدى إلى خسائر فادحة في أعداد الحيوانات البرية، وهو ما أدى لزيادة أعداد القوارض.

وفي مثل هذه الظروف، تتعرض صحة البشر وسلامتهم للخطر أيضًا، إذ يتطلب الحفاظ على التوازن الاصطناعي، الاستخدام الواسع النطاق لمبيدات القوارض ومبيدات الآفات، وتجد هذه المواد الكيميائية طريقها إلى الخضروات والفاكهة، ما أكد من وجهة نظرهم الترابط بين التدهور البيئي ورفاهية الإنسان.