بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.. والتعاون والتبادل بين الجانبين في مجالات مختلفة بما في ذلك دعم التنمية والأمن الغذائي والصحة العامة والابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات، إضافة إلى تعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة في الشرق الأوسط، مثل الحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية.. كلها قضايا على طاولة المنتدى العربي الصيني في دورته العشرين، الذي سيبدأ غدًا الخميس في بكين بحضور الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والعديد من قادة الدول العربية.
وحول أهمية المنتدى وكيف سيسهم في تشكيل آليات جديدة للتعاون بين الصين والدول العربية، لترسم سياسات على أرض الواقع تحقق مستقبل أفضل لشعوب الجانبين، أجرى موقع "القاهرة الإخبارية" حوارًا مع "ليناج سوو لي"، الإعلامية في التلفزيون الصيني، للوقوف على آخر مستجداته.
وإلى نص الحوار:
كيف ترون أهمية منتدى التعاون الصيني العربي في تعزيز العلاقات بين بكين والدول العربية؟
سيعقد المنتدى العربي الصيني في دورته العشرين في بكين غدًا الخميس، وسيحضر الرئيس الصيني شي جين بينج حفلة افتتاح الاجتماع وسيلقي خطابًا مهمًا، بحضور قادة مصر والإمارات والبحرين وتونس، الأمر الذي يجسّد الرغبة المشتركة للجانبين بشكل كامل في الوحدة والتعاون ودفع العلاقات الصينية العربية إلى مستوى جديد.
وبعد ذلك سينعقد أول اجتماع وزاري بعد القمة الصينية العربية الأولى 2022 في الرياض، وله أهمية كبيرة في ربط الماضي بالمستقبل.
وانعقدت القمة الصينية العربية الأولى في ديسمبر 2022، وصدر "إعلان الرياض"، بأن الصين والدول العربية اتفقت على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
وبعد القمة، تم تعميق الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين بشكل مستمر، وأصبح التعاون العملي نشطًا، والتبادلات الشعبية غنية وملونة، وحقق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات نتائج مثمرة. أما هذا المنتدى، فإنه لا يعرض الإنجازات بين الصين والدول العربية فحسب، بل يشير أيضًا إلى اتجاه التعاون المستقبلي بين الصين والدول العربية.
ويصادف هذا العام الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى، وفي السنوات العشرين الماضية، شهدت العلاقات بين الصين والدول العربية تغيرات هائلة في مختلف الجوانب مثل الدبلوماسية والسياسية والتجارية والاقتصادية والتبادلات الثقافية.
من وجهة نظرك.. ما القضايا ذات الأولوية التي يجب أن تكون على جدول أعمال الاجتماع؟
يعد الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي آلية طويلة المدى للمنتدى، ويناقش الاجتماع بشكل رئيسي تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن وغيرها من المجالات؛ كما يتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذلك القضايا الساخنة التي تناقش في اجتماعات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة؛ ويراجع حالة تنفيذ خطة الأعمال للمنتدى؛ ويناقش المسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
وبالنسبة لهذه الدورة من الاجتماع، أعتقد أن القضايا الرئيسية التي يجب أن تكون على جدول أعمال الاجتماع هي كما يلي:
أولًا، يعمل الجانبان بشكل مشترك على تعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة في الشرق الأوسط، مثل الحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية، ورفع صوت مشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، ومواصلة تعزيز التوافق الاستراتيجي بين الجانبين بشأن القضايا الإقليمية والدولية المهمة، تعزيز الثقة في السلام والاستقرار والتنمية والرخاء على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ثانيًا، يركز الجانبان على ثماني مبادرات رئيسية بشأن التعاون الصيني-العربي على أرض الواقع، التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج في القمة الصينية العربية الأولى، لمناقشة التعاون والتبادلات بين الجانبين في ثمانية مجالات بما في ذلك دعم التنمية والأمن الغذائي والصحة العامة والابتكار الأخضر وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتنمية الشباب والأمن والاستقرار.
ثالثًا، يواصل الجانبان البحث عن إمكانات التعاون في الصناعات الناشئة والتكنولوجيا الفائقة مثل الطاقة الخضراء والمنخفضة الكربون والمعلومات والاتصالات والفضاء، والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات، لتعزيز تكامل التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد الحقيقي، وضخ زخم لا ينضب في التنمية المستدامة لكلا الطرفين، والإشارة إلى الاتجاه لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
كيف يمكن للاجتماع أن يسهم في تطوير الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين العربي والصيني؟
أصبح منتدى التعاون الصيني العربي منصة مهمة للتعاون بين الصين والدول العربية ومحركًا مهمًا لتعزيز تنمية العلاقات الصينية العربية. وفي المؤتمر الوزاري الثامن للمنتدى في عام 2018، اتفق الطرفان على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى "شراكة استراتيجية صينية عربية موجهة نحو المستقبل للتعاون الشامل والتنمية المشتركة". وحتى الآن، أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع 14 دولة عربية وجامعة الدول العربية.
وبعد عقدين من البناء والتطوير، تم إنشاء 19 آلية في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، بما في ذلك الاجتماع الوزاري ومؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة، وما إلى ذلك. ويغطي التعاون العديد من المجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والابتكار التكنولوجي والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والحوار بين الحضارات، كما تم إنشاء منتدى المرأة الصينية العربية ومنتدى تنمية الشباب الصيني العربي، ما أثرى بشكل فعّال دلالة العلاقات الصينية العربية.
وأصدر المنتدى إجمالي 85 وثيقة ختامية، لتصبح نقطة انطلاق فعالة لتعزيز التعاون العملي بين الصين والدول العربية وتقديم مساهمات مهمة لتعزيز تنمية العلاقات الصينية العربية.
إن المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى له أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات الصينية العربية، ويمثل مرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين، وهو أمر حاسم لتعزيز التنمية المشتركة ومواجهة التحديات العالمية. إن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لمواصلة تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى، واغتنام هذا الاجتماع الوزاري كفرصة لتعزيز التنشيط المستمر للشراكة الاستراتيجية الصينية العربية والسعي لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.