الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من أجل "المفوضية".. فون دير لاين تفتح الباب أمام اليمين الأوروبي المتشدد

  • مشاركة :
post-title
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

يبدو أن رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورسولا فون دير لاين، لديها استعداد للتعاون مع الأحزاب اليمينية المتشددة في أوروبا، إذا كان هذا سيؤدي لتأمين فترة ولاية ثانية لها في أقوى منصب بالاتحاد الأوروبي.

وفي حديثها خلال المناظرة التي أقيمت في "ماستريخت" بهولندا، التي نظمتها مجلة "بوليتيكو" واستوديو "أوروبا ماستريخت"، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أنها ستكون منفتحة على التوصل إلى اتفاق مع مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين (ECR)، بعد الانتخابات المزمع إجراؤها هذا الصيف.

ويشير تحليل للنسخة الأوروبية من المجلة، إلى أن الارتباط بين المفوضية الأوروبية و"حزب الشعب" الأوروبي الذي تتزعمه فون دير لاين يمكن أن يعني تحولًا كبيرًا نحو اليمين في صنع سياسات الاتحاد الأوروبي، حول موضوعات عدة، بدءًا من الهجرة إلى تشريعات المناخ، وحقوق المرأة، والدفاع.

مقامرة انتخابية

يُعّد تعاون فون دير لاين مع اليمينيين مقامرة انتخابية عالية المخاطر، لأن مثل هذه الصفقة يمكن أن تؤدي إلى تفكك التحالف بين مجموعة فون دير لاين والاشتراكيين، الذين حكموا تقليديًا مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

لكن في الوقت نفسه، تجد فون دير لاين نفسها بحاجة إلى الحفاظ على هذا التحالف للفوز بولايتها الثانية كرئيسة للمفوضية.

وفي حين استبعدت رئيسة المفوضية القوية إبرام اتفاق مع التجمع اليميني الأكثر تطرفًا، وهو "حزب الهوية والديمقراطية" -الذي يضم الفرنسية مارين لوبان- إلا أنها كانت أكثر غموضًا عندما يتعلق الأمر بالعمل مع "المجلس الأوروبي للإصلاح"، الذي تدعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.

وقالت فون دير لاين للجمهور الذي تجمع في مسرح "فريتهوف" لحضور المناظرة، ليلة الإثنين، إن التعاون مع المجلس الأوروبي للحقوق الدستورية "يعتمد إلى حد كبير على كيفية تكوين البرلمان ومن ينتمي إلى أي مجموعة".

ويمثل عرض رئيسة المفوضية للزعيمة الإيطالية وحلفائها لحظة دراماتيكية في حملة السيطرة على مؤسسات الاتحاد الأوروبي القوية، وهي المنافسة التي من المقرر أن يتم حسمها بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في الفترة من 6 إلى 9 يونيو.

المشاركون في المناظرة التي أقيمت في "ماستريخت" بهولندا – وكالات
فرصة لليمين المتطرف

من خلال اتفاق غير معلن بين المنافسين الأكثر اعتدالًا، تم إبعاد الأحزاب اليمينية المتطرفة عن السلطة في معظم أنحاء أوروبا لفترة طويلة.

ويتولى ائتلاف فضفاض، يضم "حزب الشعب" الأوروبي بزعامة فون دير لاين، إضافة إلى الاشتراكيين والليبراليين -الذين ينضم إليهم أحيانًا حزب الخضر- قيادة الكتلة في البرلمان منذ عام 2019.

لكن في السنوات الأخيرة، حقق السياسيون اليمينيين، الأكثر تطرفًا بشأن قضايا مثل الهجرة، نجاحات كبيرة، حيث فازوا في الانتخابات الوطنية والإقليمية، وتصدروا استطلاعات الرأي في فرنسا وإيطاليا وهولندا وألمانيا، من بين دول أخرى.

وبموجب نظام الاتحاد الأوروبي، فإن المفوضية الأوروبية الجديدة التي رشحها زعماء الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات سوف تحتاج إلى دعم أغلبية من أعضاء البرلمان الأوروبي المنتخبين لعضوية البرلمان (720 عضوًا) حتى تتمكن من تولي مهامها.

وفي المرة الأخيرة، في عام 2019، تجاوزت فون دير لاين العتبة بفارق تسعة أصوات فقط.

وصوّرت فون دير لاين نفسها كمرشحة موحدة تتمتع بالخبرة اللازمة لمواصلة قيادة المفوضية في الأوقات العصيبة، محذرة من أن أوروبا تواجه مخاطر في شكل هجمات ممن وصفتهم بـ"وكلاء فلاديمير بوتين" الذين يسعون إلى تقويض ديموقراطية الاتحاد الأوروبي.

وحددت السياسية الألمانية شروط العمل مع أجزاء من "المجلس الأوروبي"، قائلة إن الأحزاب التي تنضم إلى ائتلافها المفترض يجب أن تكون مؤيدة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، والاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا، وسيادة القانون.

كما أوضحت أنها لن تعمل مع مجموعة "الهوية والديمقراطية" اليمينية المتطرفة. لذلك، يعتبر فتح الطريق أمام التوصل إلى اتفاق مع المفوضية الأوروبية يمثل استراتيجية محفوفة بالمخاطر.

ومن أجل تأمين فترة ولاية ثانية كرئيسة للمفوضية، من المرجح أن تحتاج فون دير لاين إلى دعم مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها ستأتي في المرتبة الثانية في انتخابات يونيو؛ حسب "بوليتيكو".

لكن، إذا تم تشكيل تحالف جديد يميل إلى اليمين، فإن الاتجاه الأخضر لسياسة الاتحاد الأوروبي، الذي تراجعت عنه فون دير لاين عندما تعلق الأمر بالقواعد البيئية للمزارعين، وتشريعات تقييد المبيدات الحشرية، سيكون أكثر عرضة للخطر.