الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كلها مقبولة.. انتقادات حادة لتعامل أمريكا مع تجاوزات نتنياهو وإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
جو بايدن وبنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"احترام غير مبرر"، و"معاملة خاصة".. عبارتان يمكن أن تصفا العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها في الشرق الأوسط دولة الاحتلال الإسرائيلي، إذا ذُكِرت الانتهاكات أو أي تجاوز إسرائيلي، وفق ما أفاد به مسؤولون أمريكيون في عدد من اللقاءات.

تصريحات لاذعة

وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ضد تصرفات إسرائيل في غزة بمقار جامعات أمريكية في الأسابيع القليلة الماضية مع دخول حرب غزة شهرها السابع، قابلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات لاذعة حول ما يحدث في الشأن الأمريكي.

وقال "نتنياهو"، في كلمة مسجلة: "يتعين بذل المزيد للتصدي للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي انتشرت في الجامعات الأمريكية، فما يحدث في جامعات أمريكية مروع"، واتهم المشاركين فيها بأنهم "غوغاء معادون للسامية".

وأضاف أن هذا "غير معقول، ويتعين وقفه وإدانته على نحو لا لبس فيه، حيث كان رد فعل عدد من رؤساء الجامعات مخزيًا، ولحُسن الحظ، اختلفت استجابة كثيرين من المسؤولين الاتحاديين وعلى مستوى الولايات والمحليات لكن يجب بذل المزيد.. يتعين بذل المزيد".

نتنياهو

ونظم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين، خلال الأيام الماضية، مظاهرات في العديد من الجامعات الأمريكية يطالبون إدارات جامعاتهم بسحب الأموال من الشركات التي تستفيد من الحرب الإسرائيلية على غزة، ويطالبون أيضًا بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية.

ليس تدخلًا في الشأن الأمريكي

وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، على تصريحات نتنياهو، بشأن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات أمريكية، إذ قال المتحدث باسم الوزارة فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي: "نحن بالطبع ندعم حق أي شخص في الاحتجاج السلمي والتظاهر والتعبير عن نفسه بطريقة سلمية وغير عنيفة"، وفق "سي إن إن" الأمريكية.

وأضاف أن "الوزارة لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلًا، ونرحب برئيس الوزراء للإدلاء بأي تصريحات يريدها، وأن الإدارة الأمريكية تدعم الحق في الاحتجاج السلمي".

وردًا على سؤال عمّا إذا كانت أصوات المتظاهرين تصل إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، قال باتل: "بالتأكيد، لكننا أيضًا لسنا ساذجين إزاء حقيقة أنه عندما يتعلق الأمر بأي من السياسات الخارجية التي ننتهجها، فإن 100% من السكان لن يوافقوا على ما نحاول تحقيقه".

معاملة خاصة

وقال مسؤول أمريكي كبير سابق ساعد حتى وقت قريب في مراقبة امتثال الجيوش الأجنبية التي تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية لحقوق الإنسان، إنه لاحظ مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل تتلقى "معاملة خاصة" من المسؤولين الأمريكيين عندما يتعلق الأمر في مزاعم الانتهاكات العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين، وفق شبكة "سي تي في نيوز" الكندية.

ويأتي هذا الادعاء في الوقت الذي تواجه فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطًا شديدة بشأن انتهاكات حليفتها إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين خلال الحرب في غزة.

وكان تشارلز أو بلاها، المدير السابق لمكتب الأمن وحقوق الإنسان التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الذي ترك منصبه في أغسطس الماضي، وانخرط بشكل وثيق في المساعدة على ضمان التزام الجيوش الأجنبية التي تتلقى المساعدات العسكرية الأمريكية بالقوانين الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان الأمريكية والدولية.

تشارلز أو بلاها المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية
احترام غير مبرر

وقال "بلاها" -وهو ثاني مسؤول كبير في أمريكا يوضح أنه عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن الولايات المتحدة مترددة في تطبيق القوانين المطلوبة من الجيوش الأجنبية التي تتلقى المساعدات الأمريكية- في حوار شبكة "سي تي في نيوز" الكندية: "من خلال تجربتي، تحظى إسرائيل بمعاملة خاصة لا تحصل عليها أي دولة أخرى، وهناك احترام غير مبرر في كثير من الحالات للجانب الإسرائيلي من الأمور عندما تطرح الولايات المتحدة أسئلة حول مزاعم ارتكاب إسرائيل مخالفات ضد الفلسطينيين"، 

وشدد على أن هناك أدلة مقنعة وذات مصداقية على أن القوات الإسرائيلية تصرفت بشكل غير قانوني.

وتكررت تعليقات "بلاها" مع مسؤول آخر في وزارة الخارجية وعضو اللجنة "جوش بول"، الذي استقال من منصبه كمدير يشرف على عمليات نقل الأسلحة إلى جيوش الدول الأخرى في أكتوبر، احتجاجًا على قيام الولايات المتحدة بإرسال الأسلحة إلى إسرائيل وسط حربها في غزة.

أكبر متلق للمساعدات

وتعد إسرائيل تاريخيًا أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية للولايات المتحدة، ووقع بايدن يوم الأربعاء تشريعًا للحصول على 26 مليار دولار إضافية كمساعدات في زمن الحرب، لكن بايدن تعرض لضغوط متزايدة بشأن هذا الدعم مع تزايد الضحايا بين الفلسطينيين.

وبدأت الحرب الأخيرة لإسرائيل داخل قطاع غزة بعد هجوم 7 أكتوبر، وتسببت في دمار واسع النطاق وقتل أكثر من 34 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين.