الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نتنياهو أكثر المستفيدين.. رغبة إسرائيلية في جر أمريكا لمواجهة مع إيران

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

جاءت التوترات والتصعيد العسكري بين كل من إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي كطوق نجاة سياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفك عزلته الداخلية والخارجية، ما بدا أن الحكومة الإسرائيلية تريد دفع طهران إلى الرد العسكري لصرف الانتباه عن المذبحة والمجاعة في غزة.

صرف العالم عن غزة

فقبل أيام كان القدر الأعظم من اهتمام العالم منصبًا على المجاعة والقتل في غزة، وعلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الحربية في الإطاحة بحماس وإعادة المحتجزين، بعد مرور أكثر من 6 أشهر على بدء الحرب.

وتعرض "نتنياهو" لضغوط من الرئيس الأمريكي جو بايدن، للسماح بدخول مساعدات إنسانية كافية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، فضلًا عن مناشدات المتظاهرين الإسرائيليين لإبرام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين وإجراء انتخابات جديدة.

لكن في ليلة السبت 13 أبريل، تلاشى كل ذلك على الفور عندما أطلقت إيران مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل، في ردّ انتقامي طال انتظاره على الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل ضباط عسكريين إيرانيين كبار في العاصمة السورية دمشق، في الأول من أبريل، وفق "فورين بوليسي" الأمريكية.

واعتبرت المجلة الأمريكية أن "الرد المباشر في دمشق وردّ إيران المباشر أدى إلى إخراج الصراع الطويل الأمد بين البلدين، الذي غالبًا ما يتسم بضربات سريّة واستخدام الوكلاء إلى خارج الظل، ما أدى إلى تقليص الانتباه عن فشل إسرائيل في غزة، وتوسيع المجهود الحربي الإسرائيلي ليشمل إيران، وإجبار منتقدي نتنياهو في الخارج للوقوف خلفه، على الأقل في الوقت الحالي".

وزير الخارجية الأردني

وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في أعقاب الضربة المنسوبة لإسرائيل على إيران: "أوقفوا هذا التصعيد وركزوا على القضية الحقيقية، وهي إنهاء المجازر والكارثة التي لا تزال تتكشف في غزة، وبالنسبة للأردن، لن نكون ساحة معركة لإسرائيل وإيران، ولا ينبغي لأي منهما أن ينتهك مجالنا الجوي، أو يعرض أمننا وشعبنا للخطر"، وفق شبكة "CNN".

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي

وأضاف: "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو أكثر المستفيدين من التصعيد الأخير في الشرق الأوسط"، متابعا "لقد حذرنا منذ فترة طويلة من أن نتنياهو قد يرغب في جر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران، وهذا لا ينبغي أن يحدث لأنه ببساطة سيكون مدمرًا للمنطقة بأكملها".

وقال محمد جمشيدي، نائب رئيس ديوان الرئيس الإيراني، إن "المعادلة الاستراتيجية قد تغيرت الآن بين طهران وإسرائيل"، فيما رأت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن "هذه الديناميكية الجديدة تعزز إلى حد كبير موقف نتنياهو في تأمين الدعم العسكري الدولي وتسمح له بمضاعفة حربه ضد حماس المدعومة من إيران في قطاع غزة، ومن ثم ربما التحول إلى حزب الله اللبناني، وهو وكيل شيعي آخر لإيران".

صراع من أجل البقاء

وأوضحت "بوليتيكو" في تقرير لها، أنه "الآن أصبح لدى نتنياهو مجال أكبر لتصوير حرب غزة على أنها صراع من أجل البقاء الوطني ضد قوة جيوستراتيجية ذات ثقل جيد التسليح، يقودها الأصوليون الإسلاميون الذين يسعون إلى امتلاك الأسلحة النووية".

ولم يكن بوسع إيران أيضًا أن تختار توقيتًا أفضل من ذلك، إذ أمدت نتنياهو بحبل النجاة في الوقت الذي كان فيه الصبر الدولي على الزعيم اليميني معلقًا بخيط رفيع، ومما زاد من تفاقم الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، كان نتنياهو يقاوم الرئيس الأمريكي، الذي أراد منه تجنب هجوم كامل على مدينة رفح الحدودية، وكان تحت ضغط شديد بسبب قتل إسرائيل لسبعة من عمال الإغاثة من المطبخ المركزي العالمي، وفق "بوليتيكو".

ويبدو أن طهران مستعدة للسماح له بالخروج من هذا المأزق، فالهجوم الذي وقع بين عشية وضحاها يجعل قضية دعم إسرائيل غير قابلة للرد تقريبًا، ويرجع الفضل في ذلك في المقام الأول إلى ما قد يثبت أنه خطأ استراتيجي كبير من قبل النظام الإيراني، وهو ما جعل القيادة الإيرانية تواجه الآن خطر الظهور بمظهر العاجزة عسكريًا.

محاولات جر واشنطن للحرب

وذكر مركز الأبحاث الأمريكي "كاتو"، أن الجهود الطويلة الأمد التي يبذلها نتنياهو لحمل واشنطن على مهاجمة طهران، إلى جانب الحوافز الجديدة وسط الحرب الإسرائيلية في غزة أصبحت تثير قلقًا كبيرًا في أمريكا.

وأضاف "كاتو"، أنه "يجب على واشنطن ألا تبتلع الطعم، مشيرًا إلى ما ورد في اتصال بين بايدن ونتنياهو، الذي أكد أن الولايات المتحدة لن تدعم أي هجوم مضاد إسرائيلي ضد إيران"، متابعًا: "يجب على إدارة بايدن أن ترسم خطًا مشرقًا وتوضح أن الأمريكيين لن يتم جرهم إلى حرب مع إيران".