تبدو الولايات المتحدة هي من يحدد قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران، إذ تحاول الإدارة الأمريكية أن تكون الضربات المتبادلة بين الطرفين "محدودة ومدروسة"، للحيلولة دون اندلاع المواجهة الشاملة في المنطقة، والتي سعت واشنطن إلى منعها، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وشنت إسرائيل، في الساعات الأولى من أمس الجمعة، هجومًا على أصفهان وسط إيران، بعد أسبوع من توجيه طهران ضربة إلى دولة الاحتلال، انتقامًا لمقتل 7 من الحرس الثوري، في استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، في الأول من أبريل الجاري.
ومساء السبت الماضي، شنّت إيران هجومًا مباشرًا واسع النطاق على إسرائيل، باستخدام عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ردًا على استهداف القنصلية في دمشق.
وأعلنت طهران على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، أنها أطلعت واشنطن بقرار الضربة على إسرائيل، وأنها ستكون محدودة وللدفاع عن النفس.
وقبل الهجوم الإيراني، ظل المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، "على اتصال مستمر" مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة.
وزار الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة العسكرية المسؤولة عن الشرق الأوسط، المنطقة وقدم معلومات آنية، مؤكدًا التنسيق مع إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة كانت على اتصال أيضًا مع إيران عبر سلسلة اتصالات مباشرة، نُقلت عبر سويسرا.
كما نشرت واشنطن قوات إضافية في المنطقة لتعزيز الردع الإقليمي وحماية القوات الأمريكية، وفقًا لوزارة الدفاع.
وفى أعقاب الهجوم الإيراني بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم مضاد على إيران إذا قررت إسرائيل الرد.
كما سعت الإدارة الأمريكية إلى إقناع حكومة الاحتلال، بأن يكون الرد العسكري محدودًا ومدروسًا ولا يخلف خسائر كبيرة، تدفع إلى اتساع نطاق المواجهة المباشرة بين الطرفين.
وبعد الهجوم على إيران، مساء أمس الأول، نقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بنيتها تنفيذ ضربات في إيران مساء الخميس".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن إبلاغ تل أبيب لواشنطن بشأن الهجوم على إيران لم يتضمن تفاصيل، وأكد أن إبلاغ تل أبيب لواشنطن عن الهجوم أوضح تجنب طهران والمناطق المجاورة.
كما نقلت "فايننشيال تايمز" عن مصدر مطلع قوله، إن "الهجوم على إيران أصاب هدفًا عسكريًا كان متورطًا في القصف على إسرائيل السبت الماضي". ولفت إلى أن إسرائيل أرادت عبر الهجوم إيصال رسالة أن بإمكانها الوصول لأي مكان تريده في إيران.
وكانت وسائل إعلام إيرانية، أفادت في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة، بسماع دوي انفجارات وحرائق قرب مطار أصفهان بجنوب طهران وقاعدة هشتم شكاري الجوية التابعة للجيش الإيراني.
وقال المتحدث باسم منظمة الفضاء الإيرانية، إن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت عدة مسيرات صغيرة بنجاح.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بأن المنشآت النووية الإيرانية آمنة، ولم تتعرض لأي ضرر، وأن أصوات الانفجارات في عدة مناطق ناجمة عن تصدي الدفاعات الجوية لبعض المسيّرات.
وعلى الرغم من أن طهران أشارت إلى أنها لا تعتزم الرد على الضربة الإسرائيلية، فإن الهجمات المتبادلة أثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها، والتي تسعى الولايات المتحدة إلى منعها.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن إيران لا تريد على ما يبدو حربًا شاملة مع إسرائيل، وأيضًا قللت طهران من أهمية الضربة التي نفذت أمس الجمعة، ومع ذلك يحذر الخبراء من أن الوضع لا يمكن التنبؤ به.