الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقرير: واشنطن سعت لإثناء إسرائيل عن ضرب أصفهان

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت مصادر أمريكية رفيعة المستوى عن تفاصيل تلقي الضوء على حالة الإحراج التي تعيشها إدارة الرئيس بايدن في أعقاب قصف إسرائيل لمدينة أصفهان الإيرانية، ففي حديث مطول لـ"بوليتيكو" الأمريكية الشهيرة، كشف مسؤولون كيف طلبت واشنطن بشكل غير مألوف من تل أبيب تجنب الرد على الهجمات الإيرانية، في خطوة وصفها أحد المسؤولين بأنها "محرجة للغاية" و"تضع الولايات المتحدة في مرمى النيران".

طلب أمريكي

في أحد أكثر التصريحات إثارة للجدل، كشف مسؤول أمريكي كبير عن أن الإدارة الأمريكية طلبت من الجانب الإسرائيلي عدم الرد على الهجوم الإيراني الأخير، الذي استهدف الاحتلال بالمئات من الصواريخ والطائرات المسيرة.

ولم يكتفِ المسؤول بذلك، بل أضاف أن جميع المؤسسات الأمريكية الأمنية والاستخباراتية الرئيسية، بما في ذلك وزارة الدفاع "البنتاجون"، وهيئة الأركان المشتركة، اعتبرت أن رد إسرائيل العسكري على إيران كان "خطوة غير حكيمة ولا تخدم المصالح الأمريكية".

إحراج واشنطن

وفي إشارة واضحة إلى حالة الإحراج التي باتت تعيشها الإدارة الأمريكية جرّاء عدم استماع حليفتها الإسرائيلية لنصائحها ونداءاتها المتكررة، علق المسؤول الأمريكي البارز: "في هذه المرحلة أصبح من المحرج حقًا عدم استماع إسرائيل إلينا وتجاهلها لتحذيراتنا، لكن هذا لا يمنع الرئيس بايدن من الولاء الأعمى لها في جميع الظروف".

وأضاف المسؤول: "إسرائيل تلعب لعبة خطيرة للغاية من خلال تصرفاتها، ويبدو أن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن وضعت نفسها في مرمى نيران الأزمة الراهنة".

التزام الصمت

على الرغم من حدة تصريحات المسؤول الأمريكي وقوتها، فإن العديد من المصادر أكدت للصحيفة أن التعليمات الصادرة من داخل البيت الأبيض إلى جميع المسؤولين الرسميين والجهات المعنية كانت واضحة في الالتزام بالصمت التام حول تفاصيل وخلفيات الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مدينة أصفهان الإيرانية.

ويأتي هذا الصمت المريب في محاولة لإخماد التصعيد وتجنب أي انزلاق أكبر نحو حرب شاملة في المنطقة، إذ تأمل إدارة الرئيس بايدن أن يُسهم هذا النهج في السماح بمرور هذه اللحظة الخطيرة والحرجة دون تصعيد أكبر قد يؤدي إلى شرارة مواجهة عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.

التقليل من الهجمة

على جانب آخر سارعت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إلى التقليل من أهمية وخطورة الهجمات الإسرائيلية، مدعية أن الدفاعات الجوية الإيرانية نجحت في التصدي للضربات وإسقاط أو تدمير "ثلاث طائرات مسيرة صغيرة" فقط.

وحرصت طهران على التأكيد بشكل قاطع عدم وقوع أي أضرار في مواقعها النووية بمدينة أصفهان، محاولة بذلك إظهار سيطرتها الكاملة على الموقف وعدم تأثرها بالهجمات الإسرائيلية، بل وإبراز عودة الحياة إلى طبيعتها بالمدينة في محاولة لتهدئة المخاوف وإشاعة الاطمئنان.