"كأنها لم تكن".. هذا هو أكثر وصف يمكن إطلاقه على الهجوم المنسوب لإسرائيل ضد أهداف إيرانية، فلم تسبب تلك الضربة أي أضرار لإيران، ولم تعلن تل أبيب المسؤولية عنها حتى الآن، في وقت تواصل إيران تأكيد انتظارها للرد على هجماتها التي استهدفت الداخل الإسرائيلي مباشرة، مطلع الأسبوع المنقضي.
صور الأقمار الاصطناعية
وأفاد تقرير منسوب لـ"Umbra Space" الأمريكية المتخصصة في الصناعة الفضائية، بأن "صور الأقمار الاصطناعية التي تم التقاطها بعد الضربة الإسرائيلية لم تظهر أي أضرار جسيمة في قاعدة أصفهان الجوية في إيران"، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
وبحسب التقرير: "لا يبدو أن هناك أي أضرار جسيمة في القاعدة الجوية التي يُزعم أنها استهدفت بضربة عسكرية إسرائيلية، وفقًا لصور الأقمار الاصطناعية الحصرية التي حصلت عليها Umbra Space".
دون خسائر
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تصريحات أدلى بها لمبعوثي الدول الإسلامية في نيويورك، أن "الطائرات المسيرة التي تقول مصادر إن إسرائيل أطلقتها على مدينة أصفهان يوم الجمعة لم تسبب خسائر مادية أو بشرية".
وحسب وصف وزير الخارجية الإيراني: فإن "وسائل الإعلام الداعمة للنظام الصهيوني حاولت يائسة تصوير الهزيمة على أنها نصر في حين أن الطائرات الصغيرة التي أُسقطت لم تسبب أي أضرار أو إصابات"، وفق وكالة "تسنيم" الإيرانية.
لعب أطفال
وقلل "عبد اللهيان"، من الضربة المنسوبة إلى إسرائيل ضد بلاده، ووصف الهجوم بقوله: "ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجومًا، هذه كانت أشبه بلعب للأطفال وليس بالطائرات المسيرة، وأن طهران لا تزال تحقق في تبعية المسيرات التي سقطت قرب أصفهان"، وفق تصريحات نقلتها قناة "إن بي سي" الأمريكية.
وقال "عبد اللهيان" "إن التحقيق بشأن من يقف وراء إطلاق تلك المسيرات لا يزال مستمرًا، وإنه إن لم تكن هناك أي مغامرة جديدة من قبل إسرائيل ضد مصالحنا، فنحن لا نعتزم القيام بأي رد فعل جديد"، مضيفًا: "إذا اتخذت إسرائيل أي خطوة حاسمة ضد بلادي، وتم إثبات ذلك، فإن ردنا سيكون فوريًا وبأكبر قوة ممكنة وسيجعلهم يندمون على ذلك".
نسف للضربة
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني أن "الانفجار الذي سُمع في أصفهان كان نتيجة لتفعيل نظام الدفاع الجوي، ولم يكن هناك هجوم صاروخي على البلاد".
فيما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بأنه رُصدت 3 مسيرات في سماء أصفهان، وجرى تفعيل منظومة الدفاع الجوي للتعامل مع جسم يشتبه في أنه طائرة مسيرة، وأن ثلاثة انفجارات سُمعت بالقرب من قاعدة عسكرية في شمال غربي المدينة.
صمت أمريكي
ولم تأت الضربة المنسوبة لإسرائيل ضد إيران ضمن فحوى اتصال هاتفي دار بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، رغم أنه جاء بعد ساعات من تلك الضربة.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن "وزير الدفاع (أوستن) تحدث مع نظيره الإسرائيلي، وبحثا الاستقرار الإقليمي، وكذلك الحرب المستمرة في غزة"، والتزمت إدارة الأمريكية الصمت في أعقاب هذه الضربات.
الرد الإيراني
ويأتي ذلك على خلفية إطلاق إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل يوم 13 أبريل الجاري، ردًا على الغارة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية بدمشق، التي أسفرت عن مقتل عدد من الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني.
وفي الصباح الباكر من الجمعة 19 أبريل تم إسقاط عدة طائرات مسيرة في محيط قاعدة عسكرية إيرانية بالقرب من أصفهان، وبعض المواقع الأخرى داخل إيران.
ووصفت تقارير إعلامية، خاصة العبرية منها الأمريكية، إطلاق المسيرات ضد الأهداف الإيرانية بأنه كان ردًا إسرائيليًا على الهجوم الإيراني، لكن إسرائيل لم تتبن استهداف القاعدة في أصفهان رسميًا.