الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الزراعات اختفت.. التغيرات المناخية تهدد الناجين من عنف العصابات في هايتي

  • مشاركة :
post-title
محاولة لبناء قناة لري الأراضي بعد جفاف الأنهار

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يترك القدر مواطني هايتي المقيمين في الجزء الأكبر من الشمال، يعيشون في أمان كامل، فبعدما نجوا من عنف العصابات المسلحة، التي استولت على العاصمة، باتت التغيرات المناخية، عاملًا مهمًا يؤرق حياة المزارعين وأصحاب الأراضي، وبالتالي غالبية المواطنين الذين يعتمدون عليهم للحصول على الطعام الكافي.

وأطلق تحالف غير مسبوق بين العصابات المتحاربة في هايتي سلسلة من الهجمات الضخمة والمنسقة على المؤسسات الحكومية ومراكز الشرطة وحتى القصر الرئاسي، وأدت هذه العمليات إلى تحرير آلاف السجناء، وأجبر إطلاق النار المستمر المطار الدولي على الإغلاق وعزل العاصمة "بورت أو برنس" عن العالم الخارجي.

أنهار جافة

في منطقة ليموناد الريفية في شمال هايتي، كان الأطفال يسبحون في الأنهار التي تركت خلفها مئات الكيلومترات من الأراضي الخصبة، وكانت الأمطار كافية لإنتاج طعام كافٍ للإقليم بالكامل، دون الاحتياج للحكومة في شيء، حيث كانت تشتهر بحقول الأرز الخصبة.

ولكن بحسب شبكة NPR الأمريكية، تغير المناخ على مدى العقد الماضي، وأصبح من غير الممكن التنبؤ بهطول الأمطار، وباتت غالبية تلك الأراضي جافة، وأكد عشرات المزارعين -على سبيل المثال- أنهم لم يستطيعوا حصاد مزروعات الفستق والفاصوليا والبطاطا، التي كانوا يحصدوها في مثل ذلك الوقت كل عام.

سيدة تسير داخل حقل خالٍ من الزراعات لعدم وجود مياه
الأرز المستورد

وفي الماضي، كان الأرز عنصرًا أساسيًا ورخصيًا في الشمال وحتى الجنوب، ولكن الآن بات السكان يأكلون الأرز المستورد، إذ يتم استيراد 80% منه من الولايات المتحدة، وأكد المزارعون أن الحكومة تركتهم لقدرهم، في الوقت الذي يحتاجون فيه للآبار والمضخات اللازمة لمواصلة الزراعة والحصول على الماء.

وأمام تلك التغيرات الكبيرة، قرر الشباب في تلك المناطق، الهجرة إلى جمهورية الدومينيكان لمواجهة الإحباط المتزايد بعدم وجود مؤشر على إمكانية تحسن الوضع في أي يوم من الأيام، وتدخل الحكومة لإنقاذهم.

زمام المبادرة

وعلى طول الساحل الشمالي للبلاد، في وانامينتي، قرر الهايتيون، بحسب الشبكة الأمريكية أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم، ومنذ عام مضى، قرر المواطنون العاديون المضي قدمًا في إنشاء قناة تم التخطيط لها منذ فترة طويلة لتحويل بعض المياه من نهر مشترك مع جمهورية الدومينيكان إلى قناة مصممة لري الأراضي الزراعية الشاسعة في المنطقة.

شرطة البيئة تشارك المواطنين بناء القناة رغم رفض الحكومة

ومن أجل ذلك تطوع الآلاف من الهايتيين بوقتهم لإكمال القناة، وقرر أعضاء قوة الشرطة البيئية المسلحة الانشقاق عن الحكومة للقيام بدوريات في المشروع، وأكد لواء أمن المناطق المحمية، أن "الحكومة لم تفعل أي شيء وعاجزة عن توفير الأساسيات لشعبها، ونحن لن نتخلى عنهم"، حيث وجد الهايتيين الأمل في مشاريع مثل القناة.

وضع صعب

وبات وضع العاصمة بورت أو برنس في غاية الصعوبة، حيث المدارس والمستشفيات مغلقة، أما الذين لديهم وظائف، فإن العديد منهم لا يذهبون؛ خوفًا من التعرض للقتل على طول الطريق، وبات الحصول على الغذاء والمياه للملايين أمرًا صعبًا على نحو متزايد، وتشكل المجاعة تهديدًا حقيقيًا، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى.

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أصدر قرارًا بالتدخل المُسلح في هايتي، بهدف كسر القبضة الخانقة التي تفرضها العصابات شبه المسلحة في العاصمة بورت أو برنس، وكان من المُقرر أن يتولى ألف ضابط شرطة من كينيا زمام المبادرة على الأرض، وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، فإن العصابات تُسيطر الآن على ما يقدر بنحو 80% من العاصمة.