حذر المزارعون في بريطانيا من نقص الغذاء، خلال موسم الحصاد المقبل، حيث تهدد الأمطار القياسية ببدء الموسم الأول دون حصاد في بعض المزارع، للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ووفق تقرير لصحيفة "التليجراف"، لا تزال هناك مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية مغمورة بالمياه بعد فترة غير مسبوقة من الفيضانات، مع مواجهة 11 عاصفة منذ سبتمبر الماضي، حيث كانت الأشهر الـ18 الأكثر رطوبة على الإطلاق.
وتوقع مجلس تنمية الزراعة والبستنة أن تنخفض غلات القمح بنسبة 15%، والشعير الشتوي بنسبة 22%، والبذور الزيتية بنسبة 28%، وهو أكبر انخفاض منذ ثمانينيات القرن العشرين.
وقال الاتحاد الوطني للمزارعين، إن المزارعين يواجهون احتمال ألا تنجو المحاصيل المزروعة، خلال الخريف من الفيضانات الناجمة عن العواصف المتكررة.
وحذر من أن الأسر البريطانية قد تشعر بآثار انخفاض إنتاجية المحاصيل وانخفاض أعداد الحملان، لأن العديد من الحملان لم تنجو من درجات الحرارة الباردة والأمطار الغزيرة بشكل غير معتاد.
ونقلت "التليجراف" عن مارك تشاتيرتون، مدير شركة "دونكان آند توبليس" لاستشارات الأعمال، تقديراته بأن التأثير على الشركات الزراعية يمكن أن يكون أسوأ بكثير من فيضانات 2019، التي أدت إلى انخفاض الأرباح بنسبة 18%.
وقال مارك سبنسر، وزير الزراعة: "أعرف مدى صعوبة هذا الشتاء بالنسبة للمزارعين، حيث كان للطقس القاسي مثل العاصفة هينك تأثير مدمر على كل من المحاصيل والرعي، فضلًا عن إتلاف الممتلكات والمعدات".
وأضاف: "سيدعم صندوق إنعاش الزراعة المزارعين الذين عانوا من أضرار غير قابلة للتأمين بمنح تصل 25000 جنيه إسترليني، ويتواجد جنبًا إلى جنب مع دعم أوسع في خططنا الزراعية لتحسين القدرة على مواجهة الفيضانات".
الغذاء البريطاني
تنتج المملكة المتحدة حاليًا نحو 60% بشكل عام من قيمة الاستهلاك المحلي، التي تنخفض إلى ما يصل 20% من نسبة الفاكهة والخضروات.
ويعّد الأمن الغذائي قضية رئيسية، خاصة وسط الصراع في أوكرانيا والوضع في غزة وتأثير تغير المناخ.
ومن الأمور الحاسمة في تخطيط بريطانيا لسياساتها الزراعية هم وزراء الحكومة الذين، في عالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعدوا المزارعين بصفقة أفضل، لكنهم فقدوا ثقة العديد من أعضاء اتحاد المزارعين (NFU)، البالغ عددهم 46 ألف عضو، بسبب جهودهم الفوضوية لاستبدال إعانات السياسة الزراعية المشتركة القديمة للاتحاد الأوروبي (CAP)، على أساس مساحة الأراضي المزروعة مع حوافز جديدة صديقة للبيئة.
وكان الغضب الذي شعر به بعض المزارعين الإنجليز قد دفعهم الشهر الماضي إلى قيادة جراراتهم أمام قصر وستمنستر في لندن، حيث أطلقوا أبواقهم، ولوحوا بعلم الاتحاد، ولوحوا بلافتات كتب عليها "لا مزارعون، لا طعام، لا مستقبل".