مرة أخرى تظاهر آلاف المزارعين الإسبان باستخدام الجرارات في العاصمة مدريد، أمس الأحد، مطالبين بتحسين أسعار منتجاتهم، ومنددين بالسياسات الزراعية للاتحاد الأوروبي.
وحمل المزارعون لافتات احتجاجية على أصوات الأبواق والصفارات، فيما جاءت الجرارات بشكل رئيسي من مدريد، وقشتالة، وليون، وكاستيلا لامانشا.
وسار المزارعون من وزارة التحول البيئي إلى وزارة الزراعة، بعد أن اقترح الاتحاد الأوروبي تغييرات تشريعية لتخفيف القواعد البيئية للسياسة الزراعية المشتركة (CAP)، يوم الجمعة.
ويقول المزارعون إن سياسات البيئة والمسائل الأخرى، تشكل عبئًا ماليًا، وتجعل منتجاتهم أكثر تكلفة من الواردات من خارج الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد المزارعين الذي زيّن عربته بمقصلة وهمية: "يبدو الأمر كما لو أنهم يريدون قطع رقابنا".
وأضاف المزارع الذي جاء مسافة 50 كيلومترًا شرق مدريد، "إن القواعد الأوروبية تخنقنا".
البيروقراطية الأوروبية
تُعد هذه ليست المرة الأولى التي ينفس فيها المزارعون الإسبان عن إحباطهم من بيروقراطية الاتحاد الأوروبي.
ففي 21 فبراير الماضي، وصل نحو 500 جرار في خمس قوافل إلى مدريد، وطالب أصحابها بأسعار أكثر عدلًا وتقليل البيروقراطية المتعلقة بالإجراءات البيئية والمزيد من المساعدات الحكومية.
وبينما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إن تنازلات الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تخفيف الامتثال لبعض القواعد البيئية، أشار اتحاد النقابات، الداعم لاحتجاجات المزارعين، إلى أن هذه التنازلات "لا تذهب إلى حدٍ كافٍ".
وحذّر أحد أعضاء النقابة الحكومة الإسبانية، من أنه إذا لم تكن هناك حلول للقطاع الزراعي، فإن الضغط والتوتر سيزداد مرة أخرى.
وترى النقابة أن اللوائح الأوروبية يجب أن تركز على مساعدة المزارعين على تحسين جودة المحاصيل، وليس فقط على الحد من الالتزامات البيئية.