- الدور أرهقني وشعرت بأن مشهد وفاة ابنتي كأنه حقيقي
- فخورة بكوني جزءًا من مسلسل "مليحة".. وأتمنى تكرار التجربة في مصر
- المسلسل يوجه رسالة لكل المتغافلين عن دعم فلسطين ورسالتي لشعبها المثابرة والصمود
- الفنانون جنود تحارب بالكلمة.. ومليحة هز الكيان الإسرائيلي
جسدت الفنانة اللبنانية ديانا رحمة دور المرأة القوية في الكثير من أعمالها الفنية، لكن القوة التي تجسدها في شخصية "الست ألطاف" بمسلسل "مليحة" تختلف كثيرًا عما سبق أن قدمته، فهي قوة تُعطي الأمل في غد أفضل للفلسطينيين، وتدعم من خلالها القضية الفلسطينية، ورغم تعرض الشخصية لأزمات كثيرة منها فقدان ابنتها، ومروها بلحظات انكسار إلا أنها تتمسك بالأمل في طريق عودتها إلى فلسطين رفقة حفيدتها الشابة "مليحة".
الممثلة اللبنانية التي بدأت مشوارها الفني في بلدها الأم ثم انتقلت إلى الدراما الأردنية، لفتت الأنظار بشدة في أولى خطواتها للدراما التلفزيونية من خلال مسلسل "مليحة"، الذي يُعرض في الماراثون الرمضاني الحالي، بعد إتقانها تجسيد دور الجدة الفلسطينية التي تتمسك بالعودة إلى وطنها، إذ تحدثت ديانا رحمة في حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية "عن كواليس تجربتها في مسلسل "مليحة"، وشخصية "ألطاف "، وأصعب المشاهد التي واجهتها في العمل، كما تطرقت إلى أبرز التعليقات التي تلقتها من الجمهور العربي حول الشخصية، وقدمت رسالة للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها، موضحة أهمية الفن في دعم القضية الفلسطينية والتصدي للكيان الإسرائيلي، وأمور أخرى...
دافع دعم القضية الفلسطينية يبدو مُحفزًا للغاية لقبول أي فنان عربي المشاركة في مسلسل "مليحة"، فهل هناك دوافع أخرى لديكِ؟
بالتأكيد تحمست لهذه التجربة لأنها تتحدث عن القضية الفلسطينية التي تعتبر همنا الأول والأخير كمواطنين عرب، تربينا على هذه القضية منذ طفولتنا، بالإضافة إلى وجود دوافع أخرى تتمثل في العمل مع فريق مصري، ولأنني أحب مصر وكنت أتمنى العمل فيها من قبل، إذ تعد تجربة "مليحة"، أولى تجاربي الدرامية في مصر وهذا يعد فخرًا وشرفًا كبيرين بالنسبة لي.
وأيضا عندما قرأت السيناريو تعلقت بشخصية الست "ألطاف"، هذه المرأة الجبارة الفلسطينية التي لا تخشى الموت، فالموت هو الذي يخشاها، وتربي شبابًا يتميزون بالقوة والعرفان والصلابة، فكل هذه العوامل جعلتني أخوض التجربة بكل سعادة وفخر.
شخصية "ألطاف" قوية.. كيف جاء التحضير والاستعداد لها؟
على الرغم من صعوبة الشخصية، لكنني لم أجد صعوبة في تجسيدها والتحضير لها، لأن القضية الفلسطينية في وجداني منذ الطفولة، وسبق أن تعايشت مع شخصيات كثيرة مثل "ألطاف"، فكان تجسيدها سهلًا بالنسبة لي، لكن التحدي الذي واجهني في هذه الشخصية هو تأثيرها عليّ، إذ إنني قدمتها بكل قلبي بما فيها من ألم وبكاء، فكنت أعيش مع الشخصية بكل دوافعها وتفاصيلها وكل شيء وهو ما تسبب في إصابتي بالإرهاق.
وماذا عن أصعب المشاهد التي واجهتك في هذا العمل؟
العمل كله صعب وبه مشاهد مؤلمة للغاية، لأنها نابعة من قلبي كما ذكرت، فأنا تعايشت مع تفاصيل شخصية "ألطاف"، ولم أمثلها، وكانت أصعب المشاهد بالنسبة لي هو موت ابنة "ألطاف"، وتوديعها لها في القبر وتركها في مدفن بليبيا وحيدة والفرار إلى مصر، بعد أن ماتت في حضنها على يد الإرهابيين الذين هجموا عليها ودمروا منزلها، فكنت أشعر بأن هذا المشهد حقيقي وفي نفس الوقت أريد إيصاله للناس بشكله المناسب حتى يشعروا بالفلسطينيين ومعاناتهم.
كيف تلقيتِ رد فعل الجمهور بعد عرض المسلسل على شخصية "ألطاف"؟
سعدت للغاية بردود فعل الجمهور الإيجابية على العمل بشكل عام وشخصية "ألطاف" بشكل خاص، وكانت من أبرز التعليقات التي تلقيتها على شخصية "ألطاف" أن الجمهور اعتقد أنني فلسطينية ولم يصدق أحد أنني من أصول لبنانية كما أشاد العديد بأدائي ووصفوه بالمتميز، فكنت فخورة للغاية لأنني أوصلت رسالتي وقدمت واجبي تجاه الشعب الفلسطيني.
ذكرتِ أن من أسباب موافقتك على "مليحة" مشاركتك العمل مع فنانين مصريين.. كيف كانت الكواليس؟
الكواليس كانت ممتعة ومليئة بالحب ولم نشعر بالغربة، الفنانون المصريون محترمون ويقدرون الضيوف وكان شرف لي العمل مع نجوم مميزة مثلهم، وأعجبت كثيرًا بتعاونهم وتضامنهم معنا، كما أنني أحيي الشركة المنتجة على هذا العمل وفخورة أنني كنت جزءًا منه وسعدت بالوقوف أمام كاميرا المخرج عمرو عرفة، فهو شخص محترف على المستويين الفني والشخصي، وأتمنى تكرار التجربة في مصر مرة أخرى، فمصر هي هوليوود الشرق ومكتشفة المواهب وصاحبة الإنتاجات الفنية المميزة.
معظم مشاهد المسلسل تجمعكِ بالممثلة الفلسطينية سيرين خاص.. كيف تصفيها في أولى تجاربها الدرامية؟
موهبة فنية جميلة وتستحق الدعم وقدمت الدور بشكل جيد للغاية، وعلاقتي بها كانت رائعة وسعدت للغاية بالتعرف عليها وأتمنى لها مستقبل كبير في مجال التمثيل.
كيف تلقيتِ ما كتبته الصحف الإسرائيلية عن العمل؟
هذا العمل أثبت أن للقوة الناعمة تأثيرًا كبيرًا على المحتل الإسرائيلي وقدرة على زعزعته، فنحن الفنانين كجنود نحارب العدو بالكلمة وليس بالسلاح، وعندما تتحدث الصحافة الإسرائيلية عن العمل، فهذا معناه أننا نجحنا في تقديم رسالتنا.
ما الرسالة التي يحرص العمل على إيصالها للجمهور؟
يتضمن العمل عدة رسائل، إذ يوجه رسالة إلى الجميع بأن الفلسطيني سيظل مستمرًا في الدفاع عن أرضه دون تخاذل، كما يوجه رسالة لكل المتغافلين عن دعم القضية ومساعدة الفلسطينيين في أزمتهم، وهناك تطلع في المرأة العجوز التي تريد العودة إلى أرض فلسطين والعيش عليها وتأمل في الخلاص والحرية.
ومن وجهة نظركِ.. هل العمل يحث الفنانين على تقديم أعمال جديدة عن القضية الفلسطينية؟
الفن يحمل وجهات نظر مختلفة ولا بد من الحديث عن قضية العرب الأولى والأخيرة وهي مادة دسمة ويمكن أن تُقدم بأكثر من شكل، ولا بد أن نستمر في دعم الفلسطينيين حتى الخلاص.
وكيف ترين الوضع الفلسطيني حاليًا وما رسالتك لهذا الشعب المثابر؟
الوضع الحالي مأساوي بمعنى الكلمة، فهناك مجازر تحدث في فلسطين لم تحدث من قبل في تاريخ الحروب.
وأقول للشعب الفلسطيني: "أنتم أصحاب الأرض وستظلون بها، ما عليكم إلا المثابرة والصمود أمام المحتل، ونحن ندعمكم بكل ما نقدر عليه بفننا وصوتنا".