نجحت عدد من المسلسلات التلفزيونية في جذب أنظار المشاهدين، واكتساب جمهور كبير في النصف الثاني من رمضان الجاري، واللافت للنظر أن موضوعاته تتنوع ما بين مناقشة قضايا عربية، أو موضوعات اجتماعية وقضايا تطرح نفسها على الساحة، أو تعتمد على الخيال والفانتازيا.
من أبرز الأعمال التي جذبت الانتباه، التي بدأ عرضها في النصف الثاني من رمضان مسلسل "مليحة" أولى بطولات دياب المطلقة في الدراما التلفزيونية ومعه الفلسطينية سيرين خاص وميرفت أمين وعلي الطيب، وإخراج عمرو عرفة، إذ يسلط الضوء على القضية الفلسطينية مستعرضًا جذورها وبداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والممارسات الوحشية لجيش الاحتلال.
ويعتمد السرد الدرامي لمسلسل "مليحة" على صوت الراوي قبل بداية كل حلقة، لنسمع صوت الفنان سامي مغاوري بهلجة سيناوية يتحدث لحفيده عن تاريخ القضية الفلسطينية والمعاناة التي عاشها أهل فلسطين، ومساندة الغرب لإسرائيل ودور إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية في تقوية شوكة الاحتلال.
وبعد تتر البداية تنطلق أحداث المسلسل الذي يتناول قصة فتاة فلسطينية تُدعى "مليحة" ترغب في العودة إلى وطنها مرورًا بالقاهرة، حيث تلتقي بضابط بالجيش المصري الذي يبذل جهدًا كبيرًا لمساعدتها، وضمن أحداث العمل يتم تسليط الضوء على كثير من الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ومنها اغتيال غسان كنفاني، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، وأيضا العديد من التواريخ المهمة في القضية الفلسطينية ومنها إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، وتكوين كتائب القسام، وتأسيس حركة فتح.
ومن الواقع إلى عالم الخيال يأخذ مسلسل "جودر" الجمهور في أجواء من "ألف ليلة وليلة"، هذه الروايات التي عاشت آلاف السنوات وتشكل جزءًا كبيرًا من الذاكرة السمعية والبصرية للمشاهد العربي، إذ يجسد ياسر جلال دور "شهريار" وأيضًا "جودر المصري" ابن الصياد الذي يتوفى والده ويخوض رحلة مليئة بالمخاطر للوصول إلى الكنوز الأربعة.
في عالم "ألف ليلة وليلة" كل شيء قابل للتصديق، ليتابع المشاهد رحلة "جودر" الذي يخوض أيضًا صراعًا مع الساحر الشريرة "شاهي" وتجسد دورها نورا اللبنانية، ونجح العمل في أن يثبت نفسه بقوة في الدراما الرمضانية، خصوصًا مع الأجواء المبهرة في الحلقات، والمشاهد الأيقونية التي يذخر بها المسلسل، إذ اعتمد صناعه على بناء ديكورات ضخمة، وأيضًا الكثير من أعمال الجرافيك والخدع، لتظهر الحكايات التي تحكيها شهرزاد - ياسمين رئيس - بشكل مبهر للغاية يناسب التطور الكبير في عالم صناعة الدراما التلفزيونية.
وبهدوء يشوق آسر ياسين وعائشة بن أحمد جمهور الدراما الرمضانية لمتابعة مسلسل "بدون سابق إنذار"، والعمل قصة ومعالجة درامية ألما كفارنة وسيناريو وحوار عمار صبري وسمر طاهر وكريم الدليل، إذ بدأت أحداثه بمشاهد الجفاء بين الزوجين "مروان" و"ليلى" وانهيار العلاقة الزوجية بينهما، ثم اكتشاف أن ابنهما مصاب بمرض السرطان، قبل أن تقودهما الأقدار لمعرفة أنه ليس ابنهما من الأساس.
ويعتمد المسلسل الذي يسلط الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية والمجتمعية على عنصر التشويق في سرده الدرامي، إذ يعيش المشاهد لفترة مقتنعا بأن زوجة "مروان" تخونه، قبل أن يكتشفا أن ابنهما تم تبديله في المستشفى، ومع البحث يخبره أحدهم بأن ابنه توفى، قبل أن يكتشف زيف ذلك وتبدأ الأحداث من جديد بعد ظهور تفاصيل أخرى.
وشهدت الحلقات تسليط الضوء على عملية تجميد البويضات، إذ تخضع "أمينة" لهذه العملية بعد تأخر زواجها، كما يتعرض المسلسل للمضايقات في العمل والمشكلات التي تعاني منها المرأة وغيرها.