الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فقر الدم انتشر بين الحوامل.. "مستقبل غزة" يُدفن في بطون نسائها

  • مشاركة :
post-title
النساء الحوامل يواجهن كارثة في القطاع

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لا تزال الأوضاع في قطاع غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مع استمرار تعنت الاحتلال الإسرائيلي في السماح بإدخال المزيد من المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع المحاصر منذ أكثر من 4 أشهر، وفي أحدث مأساة، كشفت منظمة أممية أن فقر الدم ينتشر بين السيدات الحوامل، مشيرة إلى أنهن يلدن أطفالًا ميتين، ما يجعل خطر المجاعة يلوح في الأفق.

وواجهت مكاتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عقبات هائلة خلال محاولات إدخال المساعدات، التي تشمل إغلاق المعابر وقيود كبيرة يفرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحركة والاتصالات، بجانب إجراءات التدقيق المجحفة، والأضرار التي لحقت بالطرق، كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، تعليق بعثاته الطبية لمختلف أنحاء القطاع، علاوة على الأزمة الضخمة والمستقبل الغامض الذي يواجه وكالة الأونروا بعد قيام العديد من المانحين سحب دعمهم المالي.

معاناة الحوامل

ويتدهور الوضع الإنساني الكارثي في شمال غزة بسرعة كبيرة، بعد انقطاع المساعدات عنه بشكل كبير منذ بداية الصراع، وبحسب منظمة أكشن إيد الدولية، الخاصة بالنساء والفتيات اللاتي يعانين الفقر، فإن أكثر من 95% من النساء التي يذهبن لمستشفى العودة الوحيد الذي يقدم خدمات الولادة في شمال غزة يعانون من فقر الدم، مشيرة إلى أن هناك العديد من العمليات القيصرية التي يتم إجراؤها، بهدف إخراج الأجنة التي ماتت في بطون أمهاتهم بسبب سوء التغذية.

الأطفال يموتون في بطون أمهاتهم بسبب نقص الغذاء

وفي الأيام الأخيرة، أفادت وزارة الصحة في غزة بأن 20 طفلًا توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف، في حين أن ستة أطفال آخرين يعانون من سوء التغذية الحاد معرضون لخطر الموت، إذ تم تزويد مستشفى العودة قبل يومين بالوقود من منظمة الصحة العالمية، وهو ما يكفي لمدة أسبوعين فقط دون إمدادات جديدة من الأدوية الحيوية المنقذة للحياة.

الانهيار التام

ويحتاج قطاع غزة إلى حمولة 4.000 شاحنة لتغطية الاحتياجات الأساسية لجميع المواطنين، ووفقًا لشبكة المساعدات غير الحكومية في غزة، فإن وقف الحرب على الفلسطينيين في القطاع وفتح جميع المعابر، للسماح بوصول المساعدات المطلوبة إلى جميع الناس، مشيرين إلى أن ذلك مطلب عاجل من جميع الأهالي في الشمال والجنوب، الذين لا يزالون في الملاجئ من الأطفال والرضع والنساء.

وحذرت المنظمة الدولية من أن النظام الإنساني المتوتر للغاية بالفعل في غزة، سيواجه الانهيار التام وسط الهجوم الذي يلوح في الأفق على رفح الفلسطينية، لافتين إلى أن ربع السكان على بعد خطوة من المجاعة، منددين بقيام القوات الإسرائيلية بمنع قافلة مساعدات مكونة من 14 شاحنة في شمال غزة، التي كانت تعتبر أول محاولة لتوصيل المساعدات منذ أسبوعين من قبل برنامج الأغذية العالمي.

فلسطينيون يحملون دقيقًا من شاحنات المساعدات
منع المجاعة

ويعاني الأطفال حديثو الولادة من عدم وجود حليب أو حفاضات، مشيرين إلى أن احتياجات النساء والأطفال والناس بشكل عام، والإمكانات التي تصل قطاع غزة ضئيلة للغاية وبالكاد تُلبي هذه الاحتياجات المتزايدة، لافتين إلى أن الدواء أيضًا غير متوفر لأغلب المرضى خاصة مرضى السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم ومرضى غسيل الكلى.

وحذرت منسقة الاتصالات في المنظمة من أن نظام المساعدات المُثقل لن يتمكن من الاستجابة لآلاف الرضع والأطفال والنساء الحوامل، الذين يحتاجون لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المجاعة، خاصة مع احتمال إعلان لجنة السلام الدولية، الأسبوع المقبل، أن جيوبًا في غزة تواجه المجاعة، داعين الاحتلال الإسرائيلي لفتح نقاط دخول موثوقة وآمنة لتدفق المساعدات على نطاق واسع إلى غزة، دون إنكار أو تأخير أو حواجز، مشددين على أنه لم يمت الناس في غزة بسبب القنابل، فمن المرجح أن يموتوا من الجوع، وهذه حقيقة يجب على أي شخص أن يواجهها.