قالت تقارير استخباراتية هندية، إن وكالات الأمن اعترضت سفينة مُبحرة من الصين إلى باكستان للاشتباه في نقلها مجموعة من البضائع ذات الاستخدام المزدوج لبرامج باكستان النووية والصاروخية.
ماذا حدث؟
وذكر موقع "إنديان تايمز"، أن مسؤولي الجمارك بالهند أوقفوا سفينة تجارية تحمل علم مالطا ومتجهة إلى كراتشي، في ميناء نهوا شيوا في مومباي بناءً على معلومات استخباراتية، ثم فحصوا هذه الشحنة، التي تضمنت آلة تحكم رقمية بالحاسوب صنعتها شركة إيطالية في الأصل.
وبحسب التقارير الهندية، فقد فحص فريق من منظمة البحوث والتطوير الدفاعي الهندي (DRDO) هذه الشحنة، وأكدوا استخدامها المحتمل في البرنامج النووي لباكستان. وقال المسؤولون إن عملية الاحتجاز هذه تتماشى مع الجهود المبذولة لمنع الانتشار النووي المحتمل لباكستان والصين.
وكشفت الوثائق الهندية، أن هذه الشحنة جاءت من الصين، إذ أرسلتها شركة "Shanghai JXE Global Logistics Co Ltd"، إلى شركة "Pakistan Wings Pvt Ltd" في سيالكوت الباكستانية. ومع ذلك، أظهر تحقيق أعمق من قِبل الوكالات الأمنية أن هذه الشحنة التي تزن 22180 كيلوجرامًا كانت مرسلة من شركة تايوان للتعدين والتصدير المحدودة إلى شركة Cosmos Engineering في باكستان.
حوادث سابقة
وفقًا للتقارير، كان مورد الدفاع الباكستاني شركة Cosmos Engineering تخضع للتفتيش منذ 12 مارس 2022 عندما اعترضت السلطات الهندية في ميناء نهوا شيوا شحنة من الأجهزة الحرارية الكهربائية المصنوعة في إيطاليا. وأعرب المسؤولون عن قلقهم من أن باكستان قد تستخدم الصين كقناة للحصول على السلع المقيدة من أوروبا والولايات المتحدة، وتتنكر لتجنب الكشف عنها.
وذكر التقرير أن القلق من دعم الصين لبرنامجي باكستان النووي والصاروخي ازداد، وأبرزت هذه الحالة التي وقعت في عام 2020، التي تتعلق بإخفاء غلاية صناعية عالية الضغط ذات أهمية حيوية لإنتاج الصواريخ كمعدات صناعية على متن سفينة صينية متجهة إلى باكستان. وتهدف التحقيقات الجارية إلى تحديد ما إذا كانت الكيانات الباكستانية المشتبه في تلقيها لهذه المواد ذات الاستخدام المزدوج قد قدمتها إلى منظمة العلوم والتكنولوجيا الدفاعية (DESTO)، وهي المسؤولة عن معظم أعمال البحث والتطوير الدفاعي في باكستان.
مخاطر آلة التحكم الرقمي
وتتميز آلة التحكم الرقمي بأنها تعمل بواسطة الحاسوب، وتتمتع بكفاءة واتساق ودقة في الإنتاج لا يمكن للعمل اليدوي تحقيقها. جدير بالذكر أن كوريا الشمالية كانت من بين الدول التي استخدمت آلات التحكم الرقمي بالحاسوب في برنامجها النووي.
ومنذ عام 1996، تم تضمين آلات التحكم الرقمي بالحاسوب ضمن نطاق "اتفاقية واسينار" للسيطرة على التصدير للأسلحة التقليدية والمنتجات والتقنيات ذات الاستخدام المزدوج، وهي نظام دولي للسيطرة على التسلح، يهدف إلى منع انتشار المعدات ذات الاستخدام المزدوج.
وتعد الهند واحدة من 42 دولة عضو في هذه الاتفاقية، وتشارك في تبادل المعلومات حول نقل الأسلحة التقليدية والمنتجات والتقنيات ذات الاستخدام المزدوج.
يعود النزاع بين الهند وباكستان إلى تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، حين انفصلت باكستان عن الهند، ومن بين أحد أهم النقاط الخلافية بين البلدين هو إقليم كشمير، الذي يطالب به كل منهما.
وخلال العقود الماضية، خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب على كشمير في أعوام 1947، 1965 1993، بالإضافة إلى حرب أخرى في 1971 على خلفية انفصال بنجلاديش عن باكستان.
كما شهدت العلاقات بين البلدين توترات واشتباكات متكررة على طول خط المراقبة، الذي يفصل بين الجزءين الهندي والباكستاني من كشمير.