تستمر تظاهرات المزارعين الهنود الذين يطالبون باعتماد قانون يضمن الحد الأدنى لسعر المنتجات الزراعية وشرائها المضمون من قِبل الحكومة، في وقت تخشى فيه الحكومة الهندية من تكرار ما حدث عام 2020، حيث توفي العشرات خلال احتجاج استمر لمدة عام.
كتلة تصويتية
ويشكّل المزارعون الهنود كتلة تصويتية مؤثرة، وفيما يبدو أن حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ستحرص على عدم خسارتهم، في وقت يسعى حزب بهاراتيا جاناتا، الذي يتزعمه مودي، إلى الفوز بولاية ثالثة على التوالي في الانتخابات هذا العام.
وعقدت الحكومة المركزية في الهند جولة رابعة من المحادثات مع قادة المزارعين المحتجين، لإنهاء الاحتجاجات على حدود دلهي في أقرب وقت ممكن، حيث قرر قادة المحتجين وقف مسيرة "دلهي تشالو" حتى إشعار آخر، مؤكدين ضرورة تلبية مطالبهم في أقرب وقت ممكن، وفق صحيفة "هندوستان تايمز".
مسيرة دلهي تشالو
بينما توقف احتجاج المزارعين بعد الجولة الرابعة من المحادثات مع وزراء الاتحاد مساء أمس الأحد، قال القادة إن مسيرة "دلهي تشالو" ستستمر في 21 فبراير، مضيفين أن النقاش سيجري أيضًا حول الاقتراح الذي اقترحته الحكومة.
وقال سارفان سينج باندهير، الأمين العام للجنة البنجاب كيسان مازدور سانجارش: "سنجري مناقشات حول الاقتراح المقدم من الحكومة في اليومين المقبلين، وستتداول الحكومة أيضًا بشأن المطالب الأخرى، وسنواصل مسيرة دلهي تشالو في 21 فبراير إذا لم تكن هناك نتيجة".
وخلال المحادثات التي أجريت، ليلة أمس الأحد، مع نقابات المزارعين، عرضت الحكومة شراء عدد من المحاصيل من خلال الاتحاد الوطني الاستهلاكي التعاوني (NCCF)، والاتحاد الوطني للتسويق التعاوني الزراعي (نافد)، ومؤسسة القطن الهندية (CCI) لمدة خمس سنوات.
أسعار دعم مضمونة
وقال وزير التجارة الهندي بيوش جويال: "إن الهند تعرض على المزارعين أسعار دعم مضمونة للعديد من المحاصيل لمدة خمس سنوات تدفعها المجموعات التعاونية التي تدعمها الحكومة، ولن يكون هناك حد لكمية المحاصيل التي يمكن للتعاونيات شراءها".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت الشرطة في الهند قنابل الغاز المسيل للدموع على مئات المزارعين الذين كانوا يسيرون باتجاه العاصمة نيودلهي، في احتجاج حاشد للمطالبة بضمانات أسعار المحاصيل.
وفي بعض مواقع الاحتجاج، تم تعليق خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول وحجب حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
سلة الخبز للهند
وقال المتظاهرون، بقيادة مزارعين من ولايتي البنجاب وهاريانا شمال الهند المعروفتين باسم سلة الخبز للهند، إن الحكومة فشلت في الوفاء بالوعود التي قطعتها بعد أن ألغت احتجاجًا استمر عامًا في عام 2021.
ويريد المزارعون أن تفي الحكومة بالوعود التي قطعتها لمضاعفة دخولهم، ومنح معاشات تقاعدية للمزارعين وعمال المزارع، والتنازل عن القروض التي يأخذها المزارعون.
غلات أكثر غموضًا
ويقول المزارعون إن الزراعة لم تعد قابلة للحياة لأن أسعار المحاصيل لم تواكب ارتفاع التكاليف العامة مثل الأسمدة والديزل والبذور، ويقولون أيضًا إن غلات المحاصيل أصبحت أكثر غموضًا بسبب التكرار المتزايد للظواهر الجوية المتطرفة، وفق شبكة "صوت أمريكا".
واستطلعت صحيفة "تايمز أوف إينديا" الهندية، آراء علماء زراعة واقتصاديين وخبراء حول اقتراح الحكومة لشراء خمسة محاصيل على الحد الأدنى لسعر الدعم، بموجب إطار قانوني لمدة خمس سنوات، حيث رأى البعض أن العرض خطوة نحو تنشيط المحاصيل البديلة، بينما ظل البعض الآخر متشككًا، معتبرين أنه حل مؤقت للأزمة ويشككون في فعاليته كحل طويل الأجل.
دعم لا يعالج الأزمة
وانتقد الخبير الاقتصادي سوتشا سينج جيل الاقتراح، مشيرًا إلى أن الحد من الحد الأدنى من الدعم لأربعة أو خمسة محاصيل لا يعالج الأزمة بشكل شامل، وشدد على ضرورة إجراء حسابات الحد الأدنى لسعر المنتج لجميع المحاصيل الـ23 لضمان أسعار عادلة على الصعيد الوطني، مشيرًا إلى أن الطريقة التي تتحدث بها الحكومة عن التنويع تركز فقط على البنجاب وهاريانا بينما يزرع الأرز في العديد من الولايات، فيجب على الحكومة أن تأخذ في الاعتبار البلد بأكمله.