وسط مزاعم عن تزوير واسع النطاق للأصوات، استهدف الحزب السياسي لرئيس الوزراء السابق عمران خان، وجماعات قومية أخرى، اندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء باكستان؛ اعتراضًا على نتائج الانتخابات العامة في البلاد.
وجاءت نتائج الانتخابات، التي أُجريت الخميس الماضي، مفاجأة لحزب "حركة الإنصاف" الباكستاني الذي يتزعمه "خان"، والذي فاز بأكبر عدد من المقاعد، على الرغم من مواجهته حملة كبيرة لإسقاطه.
ولكن مع عدم وجود فائز واضح بالأغلبية، ظلت البلاد في حالة من الاضطراب، حيث تضارب الإعلان بالفوز، وادعت عدة أحزاب أنها ستُشكل حكومة، وأغلقت الاحتجاجات مساحات واسعة من البلاد.
مزاعم تزوير
رغم أن موجة غير مسبوقة من الشعبية؛ أدت إلى حصول المرشحين المنتمين إلى حزب "حركة الإنصاف" الباكستاني على أكثر من 90 مقعدًا برلمانيًا، لكن هذا الفوز لم يكن كافيًا لتشكيل حكومة أغلبية.
ووفق صحيفة "الجارديان" البريطانية، يدّعي حزب خان أن العدد الحقيقي للمقاعد التي فاز بها هو أكثر من 150 مقعدًا، زاعمًا حدوث تزوير منهجي في فرز وتسجيل الأصوات.
وزعموا أن المقاعد التي فازوا بها -بأغلبية كبيرة في كثير من الأحيان- مُنحت لحزب "الرابطة الإسلامية" الباكستانية، الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق، نواز شريف.
ويوم الأحد، نظم الحزب احتجاجات خارج مكاتب لجنة الانتخابات في الدوائر الانتخابية في جميع أنحاء البلاد، حيث وقع التزوير المزعوم.
وفي لاهور، تجمع المئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب لتفريق احتجاجات الحركة، وفي بعض الحالات جرت اعتقالات.
ومع ظهور مزاعم عن تزوير الأصوات، اندلعت الاحتجاجات أيضًا في مناطق بلوشستان والسند وخيبر بختونخوا.
وفي إقليم بلوشستان المُضطرب، تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص خارج مكاتب لجنة الانتخابات؛ للاحتجاج على تزوير الأصوات وإغلاق أجزاء كبيرة من المنطقة.
وقال جان بوليدي، المُتحدث السابق باسم حكومة بلوشستان والأمين العام للحزب الوطني، إنه تلقى تهديدًا مباشرًا.
مفاوضات نواز
على الجانب الآخر، كان نواز شريف وحزبه يجرون مناقشات مع حزب "الشعب" الباكستاني بالإضافة إلى آخرين، لتشكيل ائتلاف بقيادة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، جناح نواز.
وقال شريف، الجمعة، في خطاب أمام أنصاره في مدينة لاهور الواقعة شرقي البلاد "أدعو جميع الحلفاء للحضور والانضمام إلينا لانتشال باكستان من الفوضى الاقتصادية الحالية".
وأضاف رئيس الوزراء الأسبق، أن مفاوضين من حزبه سيبدأون اجتماعات مع الرئيس السابق آصف على زرداري، وأحزاب عرقية وإسلامية أخرى لتشكيل حكومة.
وتعهد شريف قائلًا: "إن شاء الله، سنقوم بإضاءة المصابيح في باكستان مرة أخرى ونغير مصير الأمة".
وأضاف: "نحن أكبر حزب منفرد في وسط البلاد وفي مقاطعة البنجاب".
وكانت دول عدة، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد أعربت عن قلقها بشأن المخالفات والتدخلات المزعومة في العملية الانتخابية الباكستانية.
وساعد على ترويج المزاعم تأخر النتائج بشكل كبير، حيث استغرق إعلانها ثلاثة أيام، وهي واقعة غير مسبوقة.
وحتى الآن، قامت مفوضية الانتخابات بتعليق نتائج 10 انتخابات للجمعية الوطنية.