الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجزرة الطحين.. تفسيرات إسرائيلية واهية وتلاعب بالحقائق

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيون ينقلون الشهداء بعد المجزرة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الأحداث المأساوية التي تشهدها غزة؛ جراء العدوان الإسرائيلي الدموي المُستمر على القطاع، برزت "مجزرة الطحين" كواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين. هذه المجزرة البشعة، التي أودت بحياة 112 وإصابة 760، أثارت موجة من الغضب والإدانات على الصعيدين العربي والدولي.

في المقابل، سعت إسرائيل جاهدة لتبرير جريمتها عبر سلسلة من التفسيرات الواهية والتلاعب بالحقائق، في محاولة يائسة لتضليل الرأي العام وتجنب المساءلة عن هذه الفظائع.

تفسيرات غير مقنعة

أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن التفسيرات الإسرائيلية بشأن "مجزرة الطحين" التي وقعت الخميس، جنوب مدينة غزة، "غير مقنعة".

كما أشارت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة، متأكدون من أن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل العشرات الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات. ونقلت "هآرتس" عن مصادر طبية وشهود عيان تفنيدهم لرواية الجيش الإسرائيلي، التي تقول إن معظم القتلى في الموقع تعرضوا للدهس أو السحق، ولم يطلق الجنود النار إلا على عدد قليل منهم.

وأشارت إلى أن "التفسيرات الإسرائيلية لما حدث تأخرت 10 ساعات، ومن الصعب جدًا أن تقنع أحدًا".

فيديو معدل

من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يوم الجمعة 1 مارس 2024، إن الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي حول "مجزرة الطحين"، "تم تعديله بشكل كبير"، وذلك لدرء اللوم عن الاحتلال.

وزعم الجيش الإسرائيلي في منشور بمنصة "إكس"، أن "حشودًا فلسطينية قامت باعتراض الشاحنات ونهبها، ما تسبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس"، وهو ما كذّبه شهود عيان.

إدانة عربية ودولية

توالت ردود الفعل الدولية والعربية الغاضبة تعليقًا على ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي "مجزرة الطحين".

 أدانت جمهورية مصر العربية الاستهداف الإسرائيلي، واعتبرته جريمة مشينة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مطالبين بوقف إطلاق النار وتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية بوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، ذلك الاستهداف مجزرة بشعة، وجزءًا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين، لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين.

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجزرة وناشد القوى الدولية بتكثيف الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف المذابح اليومية، والانصياع للقانون الدولي.

وقال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن "مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة، مسألة تتطلب تحقيقًا مستقلًا وفعّالًا"، مُضيفًا أنه "مصدوم" من أحداث تطورات الحرب مع إسرائيل.

غزة على شفا المجاعة

جراء العدوان على غزة المستمر منذ قرابة الـ150 يومًا، بات سكان القطاع، لا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عدوانها الدموي على قطاع غزة، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".