إدانات دولية وغضب أممي تعرضت لها دولة الاحتلال الإسرائيلي، عقب المجزرة الجديدة بدوار النابلسي، التي تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، إذ أطلق الجنود النيران على حشد كبير من الفلسطينيين، كانوا يعانون الجوع واليأس، ويتلقون المساعدات الغذائية، الأمر الذي تسبب في حالة من الفوضى، وأدى لمقتل العشرات، أغلبهم بنيران قوات الاحتلال وإصابة آخرين.
وحذّرت العديد من المنظمات الأممية والإغاثية والإنسانية، من أن قطاع غزة على شفا مجاعة، بسبب نقص الإمدادات نتيجة تعنت إسرائيل في إدخال المساعدات، الأمر الذي دفع مصر ودول أخرى لإرسال المساعدات جوًا للمناطق المحرومة، كما يعاني مئات الآلاف خاصة الأطفال نقصًا حادًا في المناعة، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية وشيكة في القطاع، الذي تعرض لتدمير هائل في البنية التحتية وأكثر من 60% من المباني بالشمال والجنوب، ونزح قرابة 80% من السكان البالغ عددهم 2 ونصف مليون فلسطيني في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية.
جريمة مشينة
وأدانت مصر بأشد العبارات ما وصفته بالاستهداف اللاإنساني لتجمع المدنيين الفلسطينيين العزل، الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي شمال قطاع غزة، معتبرة أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمة مشينة وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مطالبة الأطراف الدولية الرئيسية ومجلس الأمن، خاصة الدول التي تعيق قدرته على اتخاذ القرارات بتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن وقف الحرب.
كما جددت المملكة العربية السعودية مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لإلزام إسرائيل بفتح فوري للمرات الإنسانية الآمنة، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية دون قيود للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها، معربًة عن رفضها القاطع للانتهاكات التي تحدث في القطاع والمجرزة البشعة التي حدثت جرّاء قصف طوابير المواطنين الذين كانوا يتلقون المساعدات الإنسانية.
ونشرت القناة الـ 13 الإسرائيلية، فيديو تابع للمتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوضح تجمع المئات من الفلسطينيين قبل المجزرة، حول سيارات المساعدات التي وصلت إليهم، لدعمهم في مواجهة الجوع الذي يفتك بهم نتيجة منع الاحتلال لتمرير المساعدات
محاكمة دولية
من جانبه؛ اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن قتل هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين خاطروا بحياتهم يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حرب الإبادة، التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة وستحاسب عليها أمام المحاكم الدولية.
وتنظر محكمة العدل الدولية في لاهاي قضيتين تتعلقان بإسرائيل، إحداهما قضية قادتها جنوب إفريقيا تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية بأفعالها في غزة، والأخرى هي طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة للحصول على رأي استشاري حول شرعية سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
غزة تختنق
وفي تعليقه على الحادث، بينما كان في طريقه إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمسكيك، أكد بايدن أن الوفيات المرتبطة بالمساعدات الغذائية في غزة تعقد محادثات وقف إطلاق النار، رافضًا توجيه أي إدانة لإسرائيل بحسب الجارديان البريطانية، عندما سئل عن بشاعة الحادث، مؤكدًا أن هناك نسختين مختلفتين حول الحادث، ويتم التحقيق فيها من قبل الأجهزة، متراجعًا عن فكرة وقف إطلاق النار بين الطرفين، الإثنين المقبل.
في السياق ذاته، اعترف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بالحالة الإنسانية المتردية في غزة، معربًا عن حزنه من فقدان أرواح الأبرياء الذين يحاولون إطعام أسرهم، زاعمًا محاولة إدارة بايدن المستمرة للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتكثيف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، كما وصف رئيس الوزراء البلجيكي المجزرة بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل، معربًا عن شعوره بالفزع مما يحدث في القطاع.
وعلق سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، على استهداف المدنيين في النابلسي، مُشددًا على أن غزة الآن تختنق بسبب أوسع موجة عنف يتعرض لها على الإطلاق.
إبادة جماعية
وصفت منظمة أوكسفام تعمد إسرائيل استهداف المدنيين بعد تجويعهم بالانتهاك الصارخ للقوانين الإنسانية الدولية، لافتة إلى أن خطر الإبادة الجماعية أصبح حقيقة في قطاع غزة، وهو المكان الذي وصفه منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، ردًا على المجزرة البشعة، بأنه يستنزف الحياة بسرعة مرعبة، مشيرة إلى أنه حتى بعد 5 أشهر من الأعمال العدوانية والوحشية، لا زالت غزة تصدمنا، وطالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء العنف والمعاناة المروعين في قطاع غزة.