الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إسرائيل حاولت التملص.. "بيان مصر وروايات الأهالي" كشفت حقيقة "مجزرة النابلسي"

  • مشاركة :
post-title
سكان غزة في انتظار المساعدات الإنسانية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

استيقظ العالم صباح الخميس على مجزرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، خلال تلقيهم المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكعادتها حاولت إسرائيل التملص من المسؤولية، متهمة مسلحين بارتكاب الواقعة، كما فعلت في مجزرة مستشفى المعمداني، التي راح ضحيتها قرابة الـ 500 فلسطيني، ولكن تلك المرة، بيان الإدانة المصري الذي سارع في كشف حقيقة الواقعة، وتصريحات أهالي غزة الذين شاهدوا تفاصيل الحادث، دحضت أي محاولات لتبرئة الجيش الإسرائيلي.

وأطلق الجنود الإسرائيليون النيران على حشد كبير من الفلسطينيين بمنطقة دوار النابلسي شمال غزة، كانوا يعانون الجوع واليأس، ويتلقون المساعدات الغذائية، الأمر الذي تسبب في حالة من الفوضى، وأدى لمقتل أكثر من 100 مدني وإصابة العشرات الآخرين، أغلبهم بنيران قوات الاحتلال وإصابة آخرين، وهو الأمر الذي تعرضت بسببه دولة الاحتلال لإدانات دولية وغضب أممي واسع، نتيجة تردي الأوضاع في القطاع المحاصر.

رواية إسرائيل

فور الواقعة المؤسفة، سارع الجيش الإسرائيلي في تصدير معلومات مغلوطة حول تفاصيل الواقعة، حيث أصدر بيانًا أكد فيه أنه أجرى تحقيقًا لكشف تفاصيل الواقعة، توصلت خلاله إلى أن 30 شاحنة محملة بمعدات إنسانية ومساعدات، كانت تمر بالقرب من شاطئ بحر غزة، وفي طريقها إلى مخيمات اللاجئين في حي الرمال بمدينة غزة، وذلك في تمام الساعة الرابعة فجرًا.

وزعم الجيش الإسرائيلي في بيانه الذي نشرته القناة الـ 13 الإسرائيلية، أن آلاف الفلسطينيين وصلوا اتجاه الشاطئ وهاجموا الشاحنات، ثم قام رجال مسلحون فلسطينيون بإطلاق النار على الشاحنات من الملاجئ، ونتيجة لذلك قتل العشرات من سكان غزة نتيجة الدهس والتدافع جراء الهجوم على الشاحنات، لافتة إلى أن قوة إسرائيلية كانت متواجدة بالمنطقة أطلقت النار في الهواء بهدف تفريقهم، ثم أطلقت النيران على أقدام من حاولوا الهجوم على القوات.

البيان المصري

كان بيان الخارجية المصرية، والإدانة التي تم توجيهها لدولة الاحتلال، بمثابة كشف لتفاصيل الرواية الحقيقية، حيث أكدت مصر أن استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل يعتبر تصرفًا غير إنساني، ولفتت إلى أن تجمع الأهالي في منطقة دوار النابلسي بشمال غزة المحاصر، كان بسبب انتظارهم لوصول شاحنات المساعدات الإغاثية، معتبرة أن ذلك التصرف يعتبر جريمة مشينة وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

ولذلك طلبت الخارجية المصرية في بيانها من مجلس الأمن الدولي، والدول التي تعيق قيامه باتخاذ قرارات عاجلة لوقف الحرب، بتحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية عن الوضع المأساوي.

الطائرات الإسرائيلية ترصد حشود الأهالي وهم يتسلمون المساعدات
شاهد عيان

"كنا ننتظر المساعدات في نقطة التوزيع".. بهذه الكلمات وصف الفلسطيني كامل أبو نحل، أحد الشهود العيان على الحادثة المؤسفة، والذي كان ينتظر برفقة أصدقائه شاحنات المساعدات لسد جوعهم، ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عنه تفاصيل الواقعة، أثناء تلقيه العلاج في مستشفى الشفاء نتيجة إصابته بطلق ناري في الجسد، بعد أن أطلق الجنود الإسرائيليون النيران عليه.

علم أبو نحل ورفاقه، أن شاحنات المساعدات من المنتظر أن تصل إلى نقطة التوزيع المتفق عليها في شارع الرشيد بدوار النابلسي، بعد منتصف الليل، وسيتم توزيع المساعدات والطعام هناك، لافتًا إلى أنها كانت باب أمل فتح لهم بعد حوالي شهرين يأكلون العلف الحيواني، إلا أنه فور وصولهم وأثناء تجمعهم لاستلام المساعدات فتحت القوات الإسرائيلية النيران عليهم ما أدى إلى تشتتهم.

هرول المدنيون العزل إلى الاختباء في الأماكن القريبة وأسفل السيارات كما يقول أبو نحل، وبعد هدوء النيران وسقوط قتلى، عاد مرة أخرى للحصول على شيء يسد جوع أسرته من الشاحنات، ولكنهم للمرة الثانية أطلق جنود الاحتلال النيران عليهم، وهذه المرة أصيب برصاصة في ساقه وسقط على الأرض.

تدمير القطاع

ويعاني مئات الآلاف من الفلسطينيين، خاصة الأطفال نقصًا حادًا في المناعة، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية وشيكة في قطاع غزة، الذي تعرض لتدمير هائل في البنية التحتية وأكثر من 60% من المباني بالشمال والجنوب، ونزح قرابة 80% من السكان ويقيمون في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية، وحذّرت العديد من المنظمات الأممية والإغاثية والإنسانية، من أن قطاع غزة على شفا مجاعة، بسبب نقص الإمدادات نتيجة تعنت إسرائيل في إدخال المساعدات، الأمر الذي دفع مصر ودولًا أخرى لإرسال المساعدات جوًا للمناطق المحرومة.