الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ممر لوبيتو".. محاولة غربية لكسر هيمنة الصين على "الكوبالت" الإفريقي

  • مشاركة :
post-title
"ممر لوبيتو" لنقل صادرات المعادن في جنوب إفريقيا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما يشتد صراع الإمدادات وسط تأزم سلاسل التوريد العالمية، تأمل دول إفريقيا الوسطى في إحياء طريق تجاري يعود إلى الحقبة الاستعمارية، المُعروف بـ"ممر لوبيتو".

الممر هو خط سكك حديدية لنقل معادن التصدير من منطقة "كوبربيلت" في زامبيا، بهدف التغلب على العوائق اللوجستية أمام صادرات النحاس والكوبالت في جنوب إفريقيا، وهما معدنان حيويان في توليد الطاقة خلال التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

لهذا، تدعم الولايات المتحدة وأوروبا الخطط الطموحة التي وضعتها جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنجولا وزامبيا لدعم موارد الطاقة الخضراء، وبالنسبة للغرب، مواجهة نفوذ الصين.

مزيد من التمويل

أمس الأربعاء، نقلت وكالة "رويترز" عن المبعوث الأمريكي للطاقة، عاموس هوكستين، إن واشنطن ستقدم مزيدًا من التمويل لإنشاء الممر الذي يربط جمهورية الكونغو الديمقراطية - الغنية بالمعادن - وزامبيا بميناء "لوبيتو" في أنجولا.

وقال هوكستين، خلال مقابلة قبل منتدى اقتصادي حول المشروع في زامبيا: "تعهدنا بضخ تمويل بقيمة 250 مليون دولار في المرحلة الأولى في أنجولا".

وأضاف: "أتوقع أن نتعهد بضخ مزيد من الموارد في النطاق نفسه خلال المرحلة الثانية".

وتابع "أتوقع أننا سنبدأ رؤية بعض الكميات الضخمة تُنقل على السكك الحديدية بحلول يونيو - يوليو"، دون أن يحدد أرقامًا.

وتشمل المرحلة الأولى تحديث خط السكك الحديدية في الجانب الأنجولي، والمرحلة الثانية تتضمن بناء خط سكك حديدية جديد، يتكلف مليارات الدولارات، يمر من زامبيا ودول أخرى.

وذكر هوكستين أن الولايات المتحدة وشركاءها جمعوا ما يقرب من مليار دولار لتمديد "ممر لوبيتو"، من خلال تطوير خط سكك حديدية جديد بطول 800 كيلومتر ليربط زامبيا بالشبكة.

وأردف "نهدف إلى بدء المشروع في 2026 وتشغيل خط السكك الحديدية بين شرق أنجولا وشمال غرب زامبيا بحلول 2028".

ويشير تقرير لـ"DW" إلى أنه "بالنسبة لواشنطن وبروكسل فإن ربط الحزام النحاسي بالمحيط الأطلسي يعد أيضًا خطوة جيوسياسية في سباقهما ضد بكين، إذ تهيمن الصين حاليًا على سوق سلاسل التوريد الاستراتيجية لانتقال الطاقة".

وتحمل الكونغو توقعات كبيرة بشأن الخط المزمع إنشاؤه "هذا يمكن أن يعزز نمونا الاقتصادي. مقارنة بطرق النقل الأخرى في المنطقة، يعتبر ممر لوبيتو هو الأفضل"، كما قال روجر تي بياسو، منسق CEPCOR، وهي وكالة حكومية تابعة لوزارة النقل الكونغولية.

الممر القديم

بين عامي 1902 و1929، بنت بلجيكا والبرتغال عدة مسارات تجارية كانت تتعرج عبر الكونغو وأنجولا، لكن خلال الحرب الأهلية التي أعقبت استقلال أنجولا عام 1975، انهار طريق النقل ولم يحظ باهتمام كبير منذ ذلك الحين.

والآن، تم بالفعل بناء 1348 كيلومترًا من خطوط السكك الحديدية بين مدينتي "لوبيتو" و"لواو".

كما تم الانتهاء من الطرق المصاحبة للممرات الحديدية، والمطار الدولي للوبيتو، ومحطة شحن الخام، والميناء الجاف.

ومع ذلك، في مدينة التعدين الكونغولية "كولويزي"، فإن البنية التحتية ليست متقدمة.

ووفقًا لـ"بياسو"، فإن "عنق الزجاجة الحقيقي" لممر لوبيتو يقع على الجانب الكونغولي.

وقال للقناة الألمانية: "إن حالة السكك الحديدية في هذا الجانب تترك الكثير مما هو مرغوب فيه. ولا يوجد حتى الآن أي استثمار من الحكومة الكونغولية".

وتلفت القناة الألمانية إلى أنه بالإضافة إلى تقصير المسافات، فإن حقيقة أن "ممر لوبيتو" عبارة عن خط للسكك الحديدية هو أمر يساعد على التحول الأخضر، لأن نقل البضائع على القضبان الحديدية أكثر ملاءمة للمناخ.

وأيضًا، لم يتم قطع شجرة واحدة لصالح خط السكة الحديد الجديد، ومن المقرر أن تسير القطارات على شريان تاريخي قائم بالفعل، لكنه يحتاج إلى تجديد كبير.

الصين والأطلسي

بينما يخططون لاستثمار نحو 500 مليون دولار في القاطرات والحافلات والبنية التحتية الإضافية، يأمل المستثمرون في الخط الجديد أن يصل حجم الاستيراد والتصدير عبر الخط 3 مليارات طن من البضائع بحلول عام 2035.

ومن المفترض أن تستغرق كل عملية نقل ثمانية أيام، بينما حاليًا تقضي الشاحنة المتجهة إلى "ديربان" في جنوب إفريقيا ما يقرب من شهر على الطريق.

لكن في المقابل، ومع سعيهم للتوغل الاقتصادي في القارة الإفريقية، خاصة جنوب الصحراء الكبرى، استثمرت مجموعة السكك الحديدية الصينية أكثر من مليار دولار في خطوط السكك الحديدية بأنجولا.

وبينما لا يزال وجود الشركات الغربية، مثل شركة التعدين السويسرية "جلينكور" يشكل استثناءً إلى حد ما، صارت هناك العديد من مشروعات التعدين الصينية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.

وحاليًا، تبيع معظم المناجم في الكونغو خامها إلى الصين، إذ تمت معالجة أكثر من ثلاثة أرباع إنتاج الكوبالت في جميع أنحاء العالم، عام 2022.