الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صحفيوها ينقسمون حول غزة.. زلزال الانحياز لإسرائيل يضرب "سي إن إن"

  • مشاركة :
post-title
شعار شبكة سي إن إن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية زلزالًا داخليًا بفعل ردود الفعل الغاضبة التي أطلقها العشرات من موظفيها احتجاجًا على السياسة التحريرية المنحازة التي تتبعها الشبكة في تغطيتها للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

انحياز لإسرائيل

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن غرف أخبار "سي إن إن" في الولايات المتحدة وخارجها تغلي اليوم بسخط كبير من الصحفيين ومحرري الأخبار، الذين يتهمون إدارة الشبكة بفرض رقابة مشددة على المحتوى الإخباري المتعلق بالحرب، وتبني وجهة النظر الإسرائيلية دون غيرها.

وقال أحد كبار موظفي الشبكة في تصريح للصحيفة: "لقد انحازت معظم التقارير الإخبارية منذ بداية الحرب بشكل واضح ومنهجي لصالح إسرائيل، بغض النظر عن مصداقية المعلومات الأولية"، مضيفًا أن تغطية "سي إن إن" للعدوان على غزة ترقى إلى مستوى سوء الممارسة الصحفية.

توجيهات صارمة

وحسب روايات 6 موظفين في غرف أخبار مختلفة بالشبكة، وأكثر من 12 مذكرة داخلية ورسالة بريد إلكتروني حصلت عليها "الجارديان"، فإن قرارات التحرير واختيار الموضوعات تخضع بشكل يومي لتوجيهات صارمة تصدرها إدارة الشبكة في مقرها بولاية جورجيا الأمريكية، وتفرض قيودًا شديدة على نقل وجهات النظر الفلسطينية.

فعلى سبيل المثال، مُنع الصحفيون من اقتباس أي تصريحات لحركة حماس أو قادتها، فيما يتم ترديد الرواية الإسرائيلية دون تحفظ. هذا بالإضافة إلى التعليمات بحذف أي تقرير يرد من مكتب الشبكة في القدس دون استثناء.

تهم لمجلس القناة

ويلقي بعض موظفي "سي إن إن" باللوم على رئيس تحرير الشبكة مارك تومسون ومديرها التنفيذي، الذي يتهم بالتساهل مع محاولات التأثير الخارجي على التغطية، خاصة من جانب الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك المطالبة بإقالة أحد أبرز مراسلي الشبكة في القدس عام 2005.

كما أشار التقرير الى قلق الموظفين من استعداد "تومسون" للانصياع للمحاولات الخارجية للتأثير على التغطية، حيث شغل "تومسون" سابقًا منصب مدير عام لهيئة الإذاعة البريطانية، واتهم بالرضوخ لضغوط الحكومة الإسرائيلية في عدد من المواقف.

بينما أصدر ديفيد ليندسي، مدير المعايير والممارسات الإخبارية في الشبكة، في أوائل نوفمبر الماضي، توجيهًا يحظر نشر معظم تصريحات حركة حماس، ووصفها بأنها "خطاب تحريضي ودعاية". واعترفت مصادر في "سي إن إن" بأنه لم تجرِ أية مقابلات مع حركة حماس وقادتها منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي.

فيما واجهت مراسلة "سي إن إن" سارة سيندر، انتقادات لترديدها الرواية الإسرائيلية المزعومة بأن حماس قطعت رؤوس عشرات الأطفال في بداية عملية طوفان الأقصى، ثم اعتذرت المراسلة لاحقًا عن الرواية.

كما قال أحد الصحفيين في الشبكة لـ"الجارديان" إن هناك أفرادًا مختارين يقومون بتحرير جميع التقارير مع تحيز مؤسسي مؤيد لإسرائيل، وغالبًا ما يستخدمون لغة وعبارات لإعفاء الجيش الإسرائيلي من مسؤولية جرائمه في غزة، والتقليل من عدد الشهداء الفلسطينيين والهجمات الإسرائيلية.

تحكم الإعلانات

فيما يرى بعض الصحفيين في الشبكة أن مشكلة الانحياز متجذرة منذ سنوات جراء الضغط الذي تواجهه الشبكة من الحكومة الإسرائيلية والجماعات المتحالفة معها في الولايات المتحدة، إلى جانب الخوف من فقدان الإعلانات.

وفي غضون ذلك، ما زال سكان غزة يعانون المعاناة اليومية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من 3 أشهر ونصف الشهر، فبحسب إحصائيات السلطات الصحية الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء حتى الأحد، 27 ألفًا و365 شهيدًا، بينهم الكثير من النساء والأطفال، فيما وصل عدد الجرحى الى 66 ألفًا و630 مصابًا.