أثارت واقعة تعرض رجل دين مسيحي للبصق والاعتداء من قبل مستوطنين إسرائيليين عند مدخل باب النبي داوود في القدس غضبًا فلسطينيًا واسعًا، ما يفتح الباب للحديث عن سجل الاعتداء بالبصق من المستوطنين اليهود على رجال الدين المسيحي في مدينة القدس.
الراهب شنابل
تعرض الراهب الألماني نيقوديموس شنابل لواقعة مهينة موثقة بالفيديو، في المدينة القديمة بالقدس، إذ باغت مستوطن إسرائيلي الراهب وبصق عليه بينما سب آخر المسيح، كما حاولا ملاحقة رجل الدين خلال سيره ومنعه من تصوير الاعتداء عليه.
وتظهر لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أحد المستوطنين اليهود وهو يواجه رجل الدين المسيحي، وهو يقول للمعتدي "هل تلمسني دون إذن؟" ويمكن سماع صوت رجل الدين وهو يسأل باللغة الإنجليزية، فيجيبه المتطرف اليهودي: "اخرس!"، ثم بصق المتطرف اليهودي في اتجاه رجل الدين، قائلًا: "هل تريد تصويري؟"، وفق صحيفة "إسرائيل نيوز" العبرية.
وبث "مركز معلومات وادي حلوة - القدس" ومنصات فلسطينية أخرى لحظة تعرّض الراهب للاعتداء بالبصق والشتم.
Jewish settlers continue to incite and attack Christian clergy ( in this case on Abbott Nicodemus in the old city of Jerusalem. Hate-speech has become the norm for these colonisers that enjoy impunity by the Israeli right-wing government. pic.twitter.com/PhX06QKdfV
— Mitri Raheb (@RahebM) February 3, 2024
الخارجية الفلسطينية
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الواقعة، معتبرة في بيان لها، أن "هذا الاعتداء استعماري عنصري يعكس ثقافة الكراهية والحقد وإنكار وجود الآخر، ويعكس حجم التحريض والتعبئة العنصرية التي تتلقاها عناصر المنظمات والجمعيات الاستعمارية والاستيطانية المتطرفة، سواء من خلال المدارس الدينية أو فتاوى الحاخامات المتطرفين، والحملات والمواقف التحريضية المعلنة من وزراء في حكومة الاحتلال أمثال بن جفير وسموتريتش وغيرهما".
البيان حمّل سبب مثل هذه الممارسات إلى مسؤولين إسرائيليين، قائلًا: "إن الحملات والمواقف التحريضية المعلنة من وزراء في الحكومة الإسرائيلية أمثال إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش وغيرهما من المستوى الإسرائيلي الرسمي".
وأصبحت ظاهرة البصق على رجال الدين المسيحيين في البلدة القديمة بالقدس مشكلة متنامية في السنوات الأخيرة".
22 حالة بصق
الحادثة الأخيرة تفتح الحديث حول تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين على المسيحيين في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وكذلك على الرهبان والسياح المسيحيين القادمين من مختلف دول العالم، ومن أشهر الاعتداءات ما يُعرف بظاهرة "البصق على غير اليهودي".
وبعد تسجيل منظمات حقوقية أكثر من 22 حالة بصق خلال سبتمبر الماضي، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أكتوبر الماضي 5 مستوطنين بتهمة "البصق على مسيحيين ومدخل كنيسة القيامة" في البلدة القديمة للقدس، بعد يوم واحد فقط من تصوير مشتبه به آخر وهو يبصق على رجال دين مسيحيين، إذ أثار مقطع الفيديو إدانة من كبار حاخامات إسرائيل، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وآخرين.
שוטרי מחוז ירושלים עצרו חמישה חשודים ביריקה לעבר נוצרים/כניסה לכנסייה בעיר העתיקה בירושלים (בתיעוד: זיהוי ומעצר שניים מהחשודים הבוקר) pic.twitter.com/2b5yeAriCo
— משטרת ישראל (@IL_police) October 4, 2023
عداء متزايد
ولم تقتصر الأعمال العدائية على البصق، ففي أكتوبر الماضي خرجت مجموعة من نحو 50 يهوديًا مُتطرفًا معظمهم من المراهقين والأطفال، للاحتجاج على عيد المظال السنوي وهو أكبر تجمع سنوي للمسيحيين الإنجيليين في إسرائيل، ورفع المتظاهرون لافتات تتهم المسيحيين بـ"إعلان الحرب الروحية ضد اليهود" و"لا للمحرقة اليهودية"، بينما كانوا يهتفون بأن على المبشرين "العودة إلى ديارهم".
ويعانى المسيحيون في الآونة الأخيرة العداء المتزايد، خاصة في القدس، ففي بداية العام الماضي، تعرضت مقبرة بروتستانتية لأضرار على يد مراهقين يهوديين، إذ يشكل المسيحيون أقلية صغيرة جدًا في إسرائيل، بنسبة أقل من 2%.
وتستمر المضايقات المستمرة للمسيحيين على الرغم من تواجد الشرطة والإدانات الرسمية، وفق صحيفة "إسرائيل نيوز" العبرية.
ويتهم رؤساء الكنائس المسيحية في القدس حكومة نتنياهو الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل بتوفير "المناخ الثقافي والسياسي للعداء للمسيحيين وجعل حياتهم أسوأ"، وناشد رؤساء الطوائف المسيحية في فلسطين السفارات الأجنبية التدخل لوقف تلك الاعتداءات والضغط على إسرائيل لردع من يقوم بذلك، وفق "إندبندنت".