ألغى الزعماء المسيحيون والسُلطات البلدية في مدينة بيت لحم، مسقط رأس السيد المسيح، الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام؛ تضامنًا مع أهل غزة، بعد استشهاد أكثر من 20 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
تختفي الأضواء والاحتفالات وشجرة عيد الميلاد المُعتادة التي تعلو فوق ساحة المهد، هذا العام، لتستعد المدينة لاستقبال عيد الميلاد بهدوء، بعد أن قرر المسؤولون في مسقط رأس السيد المسيح التخلي عن الاحتفالات؛ بسبب الحرب المندلعة منذ نحو 3 أشهر على قطاع غزة.
إلغاء احتفالات عيد الميلاد، في المدينة التي تستقطب عادة آلاف الزوار سيكون له تأثير سلبي كبير على الاقتصاد المعتمد على السياحة في المدينة، التي تعتبر من أهم الوجهات السياحية الدينية في العالم.
لا يمكن تبرير الاحتفالات المبهجة في ظل المعاناة الهائلة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، هكذا قال حنا حنانيا، رئيس بلدية بيت لحم، في تصريح لوكالة "أسوشيتد برس".
وأكد أنه من الصعب الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام؛ بسبب العدوان على قطاع غزة والإغلاق الشامل الذي تفرضه إسرائيل في الضفة الغربية.
ومنذ عملية طوفان الأقصى، أصبح الوصول إلى بيت لحم والمدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل صعبًا، وتنتظر طوابير طويلة من سائر السياسيات للمرور، كما منعت القيود العديد من الفلسطينيين من الخروج من المنطقة للعمل في إسرائيل.
تأثر السياحة
في السياق قالت وزيرة السياحة الفلسطينية، رولا معايعة، يوم السبت، إن قطاع السياحة في فلسطين يتكبد خسائر بحوالي 2.5 مليون دولار يوميًا؛ ليصل إجمالي الخسائر لـ 200 مليون دولار بنهاية العام.
وألغت معظم شركات الطيران الكبرى رحلاتها إلى إسرائيل، ما اضطر أكثر من 70 فندقًا في بيت لحم إلى الإغلاق وجعل حوالي 6 آلاف موظف في القطاع عاطلين عن العمل وفقًا لسامي ثلجية، مدير فندق سانتا ماريا.
وعن الأوضاع في غزة، قال مدير وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت، عبر منصة "إكس": "لا يوجد مكان آمن، ليس هناك مكان نذهب إليه"، مضيفًا "الناس في غزة بشر وليسوا أحجارًا على رقعة شطرنج".
أما المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، فقال إن "الطلب الأكثر إلحاحًا هو وقف فوري لإطلاق النار".
أبرز المعلومات عن مدينة بيت لحم
مدينة بيت لحم هي مهد السيح المسيح في التراث المسيحي، وتضم عدة أماكن مقدسة للمسلمين واليهود.
في قلب المدينة توجد كنيسة المهد، التي بنيت في القرن الرابع في مكان مولد السيد المسيح، وتجذب الزوار المسيحيين والمسلمين، وتتميز بوجود مغارة على شكل سرداب مستطيل، أرضه من المرمر تحتها.
كما أن لبيت لحم مكانة عند اليهود، إذ تضم حافة المدينة قبر رائيل زوجة يعقوب حفيد إبراهيم، ويعتبره اليهود ثالث أقدس مزاراتهم.
وفي يونيو 2012، أدرجت منظمة اليونسكو كنيسة المهد ضمن التراث العالمي للإنسانية، رغم معارضة شديدة من إسرائيل والولايات المتحدة.
وفي 2010 تبنت اليونسكو، قرارًا يعتبر قبر راشيل أيضًا موقع مسجد، وأطلقت على الموقع اسم "مسجد بلال بن رباح/ قبر راشيل في بيت لحم".
وتعيش المدينة في 24 ديسمبر من كل عام، على وقع احتفالات عيد الميلاد، التي كانت تبدأ بموكب بطريرك اللاتين، الذي ينطلق من القدس عبر جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل، ترافقه الفرق النحاسية للكشافة حتى كنيسة المهد، ثم يصل لساحة المدينة، وبعدها يحيي بطريرك اللاتين قداس منتصف الليل.
وتعتبر السياحة أبرز موارد بيت لحم، إذ يجتذب موقع كنيسة المهد مليوني زائر سنويًا.