الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"عملاق اقتصادي".. انفصال ولاية تكساس يكبد أمريكا خسائر هائلة

  • مشاركة :
post-title
قوات الحرس الوطني في ولاية تكساس تقف أمام أسلاك شائكة على الحدود الأمريكية المكسيكية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

عاد الحديث عن انفصال تكساس عن الولايات المتحدة الأمريكية، بعد رفض حاكم الولاية جريج أبوت، تنفيذ قرار المحكمة العليا بإزالة الأسلاك الشائكة، التي أمر هو بوضعها على الحدود مع المكسيك لمنع "غزو" المهاجرين غير الشرعيين.

ومع عدم التوصل إلى حل للأزمة، أثيرت نقاشات واسعة حول إمكان اندلاع حرب أهلية أو حتى انفصال الولاية عن الولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا لأن قرار المحكمة العليا يمنح العملاء الفيدراليين الحق في إزالة أسلاك وضعها حاكم الولاية.

أصل الأزمة

وبدأت الأزمة في مايو 2021، عندما وسع جريج أبوت استخدام الأسلاك عندما أمر بإعلان الكارثة على الحدود، ما سمح للولاية بتركيب السياج على الممتلكات الخاصة، بالقرب من نهر ريو جراندي.

وفي أكتوبر، رفع المدعي العام في تكساس، كين باكستون، دعوى قضائية ضد إدارة بايدن، بسبب قيام عملاء الجمارك وحماية الحدود بإزالة هذا السلك الشائك، وكان العملاء الفيدراليون يقطعون الأسلاك الشائكة لإنقاذ المهاجرين المعرضين للخطر، الذي زعمت الدعوى القضائية أنه تدمير لممتلكات الدولة "لمساعدة" المهاجرين في العبور.

وبعد تراجع في محاكم الاستئناف، قضت المحكمة العليا، أول أمس الإثنين، بقرار مقتضب بأغلبية 5 أصوات مقابل 4 بإيقاف مؤقت لحكم محكمة أدنى درجة يمنع عملاء الجمارك وحماية الحدود من قطع الأسوار.

ويقول الخبراء القانونيون إن هناك سببًا واضحًا لقرار المحكمة العليا: "ينص الدستور على أن السيطرة على حدود البلاد هي مسألة فيدرالية، ومع احتدام أزمة "الأسلاك الشائكة" في تكساس، عاد الحديث عن استقلال الولاية، وخسارة الولايات المتحدة الأمريكية لقوة اقتصادية هائلة.

اقتصاد تكساس

وتتمتع ولاية تكساس باقتصاد قوي يحتل المرتبة التاسعة بين الأكبر في العالم، متفوقًا على العديد من البلدان مثل روسيا وإسبانيا وأستراليا، فهو يُسهم بشكل كبير في قوة أمريكا وازدهارها بشكل عام.

كما تعد الولاية الحدودية مع المكسيك، مركز الطاقة في الولايات المتحدة، إذ تنتج وتكرر معظم النفط والغاز في البلاد، كما أنها رائدة في مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

قبل نحو 170 عامًا كانت تكساس دولة مستقلة لنحو 10 سنوات، اعترفت بها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، قبل أن تصوّت على الانضمام إلى الولايات المتحدة وتصبح الولاية الـ28 وقتها، بعد الحرب الأهلية.

وقد تكون سمعت عبارة "كل شيء أكبر في تكساس". حسنًا، هذا صحيح بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد. علاوة على ذلك، فإن الاقتصاد متنوع بشكل ملحوظ. في حين أن الصناعات البتروكيماوية وتربية الماشية والصناعات التابعة لها هائلة، إلا أن هناك العديد من الصناعات القوية في الولاية.

وتنتج تكساس ما يقل قليلًا عن نصف نفط الولايات المتحدة، ونحو ربع الغاز الطبيعي، وهي الولاية الرائدة في مجال طاقة الرياح والثانية في مجال الطاقة الشمسية. انتقلت العديد من الشركات الكبيرة إلى تكساس في السنوات الأخيرة، بما في ذلك "ديل"، و"تسلا"، و"هيوليت باكارد".

ولا يوجد في تكساس ضريبة دخل، ما يجعلها مكانًا جذابًا للموظفين والشركات، يمكن للشركات تقديم عروض مغرية لعمالها، ما يزيد من تحفيز الاقتصاد وتسريع نموه.

وفرت تكساس فرص عمل جديدة أكثر من أي ولاية أمريكية أخرى، خلال العام الماضي، مع أكثر من نصف مليون فرصة عمل جديدة. ويبلغ معدل خلق فرص العمل نحو 4% سنويًا، وهو أعلى بكثير من المعدل الوطني البالغ 2.7%.

ويبلغ معدل البطالة فيها 4.1%، ما يعني أن معظم القوى العاملة البالغ عددها 14 مليون شخص لديها وظيفة، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، قادت ولاية تكساس البلاد في النمو السكاني، وطالما استمرت فرص العمل، سيستمر تدفق العمال والأسر.

إنتاج الطاقة

تكساس هي مركز الطاقة في الولايات المتحدة، وهي المنطقة الرائدة بإنتاج النفط الخام والغاز في البلاد، إذ تمثل 42% من النفط الخام و27% من إنتاج الغاز الطبيعي على مستوى البلاد، وتقوم تكساس أيضًا بتكرير نحو ثلث النفط في الولايات المتحدة سنويًا، وتعد الولاية رائدة في عالم الطاقة المتجددة وهي موطن لبعض أكبر مزارع الرياح في العالم بأسره.

الفضاء

تكساس هي واحدة من أبرز الولايات في الولايات المتحدة بعالم الطيران، يعمل أكثر من 148000 شخص في تكساس بشكل مباشر في صناعات الطيران والفضاء، عبر 1400 منظمة. 

وتحتل تكساس المرتبة الأولى بالبلاد من حيث التوظيف في هذه الصناعات. ويوجد في تكساس 1450 مطارًا خاصًا وعامًا، وهو عدد أكبر بكثير من أي ولاية أخرى.

وتعد تكساس موطنًا لمركز ليندون جونسون الفضائي التابع لناسا "هيوستن"، الذي كان بمثابة مركز التحكم في المهمة لمهمات فضائية متعددة من الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تطلق شركة SpaceX التابعة لـ"إيلون ماسك"، موقع الإطلاق التجاري الأول في العالم بجنوب تكساس، ما يضمن مكانة تكساس كوجهة رائدة للفضاء في الحاضر والمستقبل.