الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذيرات من حرب أهلية.. تكساس تصطدم بالحكومة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
قوات الحرس الوطني في تكساس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

توترات وخلافات داخل الولايات المتحدة الأمريكية قد تصل إلى مواجهات مسلحة على الحدود الأمريكية مع المكسيك، أدت إلى تدخل الرئيس الأمريكي جو بادين.. فما القصة؟

القصة بدأت مع منع قوات ولاية تكساس وصول عناصر مصلحة عملاء الحدود الفيدرالية إلى منطقة "نهر ريو جراندي" بالأسلاك الشائكة، وأغلقت الطرق بمركبات الهامفي الخاصة بهم، ومنعت دخول العملاء الفيدراليين للمنطقة إلا في حالة الطوارئ.

توترات مستمرة

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أفردت تقريرًا حول التوترات المستمرة بين حاكم ولاية تكساس وعناصر مصلحة الحدود الفيدرالية، حول كيفية التعامل مع التدفق القياسي للمهاجرين في منطقة من نهر ريو جراندي بثاني أكبر ولاية أمريكية.

إدارة "بايدن" وجهت نداءً طارئًا، الجمعة، قالت فيه، إن قوات الحرس الوطني تحت قيادة حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، تمنع عملاء حرس الحدود الأمريكيين من الوصول إلى منطقة من نهر ريو جراندي، ما يزيد من التوترات حول كيفية التعامل مع التدفق القياسي للمهاجرين.

وبدأ مسؤولو إدارة السلامة العامة والحرس الوطني في ولاية تكساس، إقامة سياج وأسلاك شائكة حول "متنزه شيلبي" المطل على نهر ريو جراندي، الأربعاء الماضي، في منطقة "إيجل باس"، وهو المعبر الحدودي الذي وصل إليه آلاف المهاجرين في الأشهر الأخيرة.

حاكم ولاية تكساس "جريج أبوت"
"أبوت" يتحدى الحكومة

وقال "أبوت" للصحفيين، أمس الجمعة، إن ولاية تكساس لديها السلطة القانونية للتحكم في الدخول والخروج إلى أي موقع جغرافي في الولاية، وأن هذه القوة يتم تأكيدها في منطقة "إيجل باس" للحفاظ على السيطرة التشغيلية.

وفي ديسمبر الماضي، منعت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الخامسة للاستئناف مؤقتًا عناصر مصلحة عملاء مصلحة الحدود الفيدرالية من قطع أو نقل الأسلاك الشائكة التي وضعتها تكساس على ضفة نهر ريو جراندي، والتي تقول الحكومة الفيدرالية إنها تتعارض مع عملهم.

الخطوة التي اتخذها حاكم ولاية تكساس دفعت إدارة بايدن إلى مطالبة المحكمة العليا بالتدخل السريع، فيما قال محامو الحكومة في دعوى قضائية، أمس الجمعة، إن "ولاية تكساس لا تستطيع التحكم في وصول حرس الحدود إلى النهر أو إملاء واجباتهم، وأن حدود الولاية مع المكسيك على طول نهر ريو جراندي هي حدود دولية تخضع لسلطة السلطات الفيدرالية".

إدارة "بايدن" تتدخل

وقالت إدارة بايدن للمحكمة الجمعة إن الخطوة الأخيرة التي اتخذها "أبوت" تتعارض مع "قدرة حرس الحدود على القيام بدوريات أو حتى مراقبة الحدود وتجعل الولاية في وضع لا يمكنها الاستجابة لحالات الطوارئ".

"واشنطن بوست" اعتبرت أن الاستيلاء على الولاية يمثل تصعيدًا آخر للصراع المستمر منذ سنوات بين أبوت ومسؤولي الهجرة الفيدراليين حول السيطرة على الحدود الجنوبية الغربية في تكساس، ما يثير السؤال الدستوري حول دورهم في وقف تدفق المهاجرين الذين يدخلون الولاية بين مواني الدخول.

والمنطقة موضع التنازع بين السلطات الأمريكية، هي موقع معبر رئيسي للسكك الحديدية بين المكسيك والولايات المتحدة، ووصلت مجموعات كبيرة من المهاجرين إلى الحدود الأمريكية عن طريق ركوب قطارات الشحن، أو عبور نهر ريو جراندي، وعادة ما يستسلمون لضباط الحدود الأمريكيين على أمل أن يتم إطلاق سراحهم بينما تظل مطالباتهم بالحماية الإنسانية معلقة في محكمة الهجرة الأمريكية.

وقال ستيف فلاديك، خبير القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة تكساس: "حاكم الولاية يخوض معركة إذا خسر فيمكنه أن يقول إنه حاول"، وفق الصحيفة الأمريكية.

المرة الأولى

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في مكتب الجمارك وحماية الحدود يتابع الأزمة، أن "أي مهاجر تعتقله شرطة ولاية تكساس أو قوات الحرس الوطني سيتعين تسليمه إلى عملاء حرس الحدود الأمريكيين، لأن الولاية ليس لديها القدرة على تنفيذ عمليات الترحيل بمفردها، وهذه هي المرة الأولى التي يرون فيها منع حرس الحدود من الوصول إلى الأراضي المملوكة للقطاع العام".

وقال بعض الباحثين القانونيين والمسؤولين الأمريكيين إنهم لم يكونوا على علم بحالة حديثة أخرى لدولة تمنع الحكومة الفيدرالية من الوصول إلى الأراضي التي تخضع لولايتها القضائية، إذ تتمتع حرس الحدود بسلطات واسعة للتحقيق في الأنشطة غير القانونية على طول الحدود، بما في ذلك القدرة على الوصول إلى الأراضي الخاصة دون أمر قضائي على بعد 25 ميلاً من الحدود الدولية.

تحذيرات من حرب أهلية
خطر المواجهة المسلحة

وأشار إيليا سومين، أستاذ القانون في جامعة جورج ماسون، إلى أن "الولاية لا يمكنها منع السلطات الفيدرالية من دخول المنطقة، وحذر من أن هذه الخطوة تزيد من خطر حدوث مواجهة مسلحة، فنحن نتحدث عن حدود دولية، ومن المفترض أن يكون لسلطات إنفاذ القانون الفيدرالية حق الوصول إليها"، مضيفًا: "هذا يخلق وضعًا خطيرًا محتملًا حيث تواجه دورية الحدود قوات الحرس الوطني المسلحة، وإذا فعل شخص ما شيئًا غبيًا، فقد تكون هناك مواجهة مؤسفة".

واتهم أنجيلو فرنانديز هيرنانديز، المتحدث باسم البيت الأبيض، حاكم الولاية أبوت "باستخدام حركات سياسية متطرفة تجعل من الصعب على عملاء حرس الحدود القيام بعملهم، فقد أثبت أنه غير مهتم بالحلول ويسعى فقط إلى تسييس الحدود".

وقال عمدة إيجل باس رولاندو ساليناس، الذي انتقد سياسات الحدود لإدارة بايدن، إنه فوجئ عندما علم أن الحاكم سيستخدم سلطات الطوارئ من إعلان عام 2021 الذي ساعد في إطلاق مبادرته لأمن الحدود (عملية لون ستار)، للاستيلاء على الحديقة.

ودعا إسحاق رويز، موظف المقاطعة، المسؤولين المحليين إلى بذل المزيد من الجهد، وقال إنه يؤيد استيلاء الحاكم على السلطة، إنها حرب أهلية بين الولاية والفيدراليين، ولسوء الحظ فإن منطقة إيجل باس عالقة في المنتصف، لم أر مدينتي بهذه الطريقة من قبل وهذا أمر مزعج".