بينما يلفظ عام 2023 أيامه الأخيرة، استعرضت مجلة بوليتكو (Politico) الأمريكية تقريرها السنوي حول أشهر التصريحات السياسية الخاطئة التي صدرت عن المسؤولين والسياسيين في أنحاء العالم في الفترة من نهاية ديسمبر 2022 وحتى الآن. التي وصفتها المجلة بأن "كثيرًا منها جاء نتيجة الغطرسة، أو التوقعات الخاطئة؛ وفي بعض الحالات، كانت رغبة صادقة في تحقيق ما قالوه".
وأشار التقرير إلى أن القاسم المشترك بين كل من تم ذكرهم فيه هو أنهم في النهاية "بشر يخطئون".
الحرب الأهلية ستدمر الولايات المتحدة
اختتم الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، عام 2022 بسلسلة من التغريدات على منصة التواصل الاجتماعي إكس، التي تنبأ فيها بعدة أشياء لم تحدث، منها عودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وحرب محتملة بين "فرنسا والرايخ الرابع".
وتوقع ميدفيديف أن تمزّق الحرب الأهلية الولايات المتحدة، وأن تصير كاليفورنيا وتكساس دولتين مستقلتين، وأن تتحد تكساس مع المكسيك في دولة واحدة.
كما تنبأ الرئيس الروسي السابق بأن يتولى رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك رئاسة الولايات المتحدة، بعد أن يفوز بالانتخابات التي ستُجرى في الولايات الباقية من الولايات المتحدة.
توقعات الركود الاقتصادي
ذكرت العديد من وسائل الإعلام الاقتصادية الأمريكية على مدار العام، منها بلومبرج (Bloomberg)، والإيكونوميست (The Economist)، وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) توقعات بالركود الاقتصادي لعدد من أكبر المؤسسات الأمريكية والدولية.
ورغم أن تلك التنبؤات كانت مبنية على المعلومات الموجودة في تلك الفترة، لكن على العكس، حقق إجمالي الناتج المحلي في البلاد (GDP) ارتفاعا بنسبة 5% خلال الربع الثالث من العام.
بايدن سيواجه منافسا خطيرا
تصريح أدلى به كارل روف، كبير موظفي البيت الأبيض السابق. لكن على الرغم من الانتقادات العديدة التي تواجه الرئيس الأمريكي تلفت "بوليتيكو" إلى أن كثيرين لا يزالون يصفونه بأنه "جيمي كارتر الجديد"، حيث يقف عاجزًا أمام موجة التضخم، ويظهر كثيرًا على الساحة الدولية، كما أنه من المتوقع أن يقضي فترة ولاية واحدة فقط.
لكن طول العام كان بايدن ينجو، وحتى الآن لم يظهر وسط الديمقراطيين مرشح جدير بإزاحة بايدن في انتخابات 2024، ولا يبدو -وفق المجلة- أنه سيلقى من يلعب دور روبرت كيندي، الذي حصد 40% من الأصوات في مواجهة كارتر.
ترامب لن يترشح مجددّا
وهو تحليل أكدته سوزان ديل بيرسيو، أحد أشهر مراقبي السياسة والاستراتيجية الأمريكية، في لقاء تلفزيوني عشية عيد الميلاد 2022، حيث رأت أن رجلًا ملاحقًا بالمشكلات القانونية مثله، ربما سوف يعمل للحصول على اتفاقية تضمن له البقاء خارج السجن.
الآن، يبدو جليًا الجهود التي يبذلها الرئيس السابق من أجل العودة إلى البيت الأبيض عبر صفوف الجمهوريين. وفي الواقع، وبغض النظر عن مشكلاته القانونية، لا يزال ترامب يتقدم الرئيس الحالي في استطلاعات الرأي.
الديمقراطيون يستعيدون الكونجرس
نبوءة أخرى فشلت.. كان صاحبها المخرج مايكل مور، الذي كان يرى أنه لا يجب الانتظار لعام 2024 من أجل إنهاء سيطرة الجمهوريين على المجلس التشريعي للولايات المتحدة.
لكن، حتى مع ترك كيفن مكارثي رئاسة المجلس، يبقى وضع الحزب الجمهوري مستقرًا بفارق عدد أعضائه القليل.
بوتين يترك منصبه
تنبأ الأكاديمي الأمريكي مايكل ماكينا بأن يُغادر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقعده في الكرملين قبل نهاية العام الجاري "حيًا أو ميتًا، برغبته أو مجبرًا، سوف يترك بوتين مقعده".
لكن، رغم الاضطرابات التي أحاطت برأس السياسة الروسية خلال العام 2023، التي كان أبرزها التمرد الذي قاده رئيس مجموعة فاجنر السابق يفيجيني بريجوجين -الذي زعمت تقارير غربية بأنه كان في طريقه إلى موسكو- إلا أن ما شهده العالم حتى الآن هو قدرة بوتين على تعزيز السيطرة على بلاده.