الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العام الثالث يقترب.. مستقبل غامض للحرب الروسية الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - عبدالله عسكر

مع قرب دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، تتساءل الصحف الأوكرانية حول مصير هذه الحرب، وذلك بالتزامن مع نشر المخابرات البريطانية توقعاتها بزيادة الخسائر الروسية في الحرب وفق معلومات لديها إلى 500 ألف قتيل بحلول عام 2025.

هزيمة ظرفية

في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية نقلت عن مدير وكالة أنباء "نيوزفرونت"، قسطنطين كنيريك، الذي قال إن "المشروع الأوكراني" أصبح هامشيًا ورخيصًا إلى أبعد حد، ولن يتكرر المستوى السابق من الإمدادات بالمال والسلاح، لكنهم سيحتفظون بالدعم لجعل الصراع يستمر، وسيجري تحويل أوكرانيا إلى مجموعة إرهابية واسعة النطاق وسوف تقوم الإجراءات الأوكرانية التالية على هجمات إرهابية، وعلى محاولات في الفضاء الإعلامي لتقديمها كـ "هزيمة ظرفية" لروسيا".

تقرير مخابراتي بريطاني

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أن الخسائر الروسية في الحرب عام 2023 وصلت إلى نحو 300 شخص يوميًا مقارنة بالعام الماضي، وفق صحيفة "إكسبرس" البريطانية.

التقرير الذي تم تداوله بصورة كبير عبر وسائل إعلام أوكرانية وروسية يذكر أن "الزيادة في متوسط الخسائر اليومية التي أبلغت عنها السلطات الأوكرانية تعكس بشكل شبه مؤكد تدهور القوات المسلحة الروسية والانتقال إلى جيش جماعي أقل جودة، لكن أكثر عددًا بعد التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط في سبتمبر 2022"، وفق موقع "Espreso" الإخباري الأوكراني. 

خسارة 500 ألف جندي

وأوضحت المخابرات البريطانية أن روسيا ستحتاج على الأرجح من خمس إلى عشر سنوات لإعادة بناء مجموعة من الوحدات العسكرية ذات المهارات العالية والخبرة، وأنه "إذا استمرت الخسائر بالوتيرة نفسها خلال العام المقبل، فبحلول عام 2025 ستخسر روسيا أكثر من نصف مليون جندي بين قتيل وجريح خلال ثلاث سنوات من الحرب"، مقارنة بخسائر الاتحاد السوفيتي البالغة 70 ألف جندي. خلال الحرب السوفيتية الأفغانية التي استمرت تسع سنوات، وفق صحيفة "برافدا" الروسية.

نهاية مخيبة للآمال

موقع شبكة "TSN" التلفزيونية الأوكرانية، أعد تقريرًا حول مستقبل الحرب في عام 2024، تحدث فيه "باربرا زانتشيتا"، الباحث في قسم دراسات الحرب بكلية "كينجز كوليدج" بلندن، قائلًا: "لا تزال احتمالات نهاية الحرب في أوكرانيا مخيبة للآمال، ومقارنة بالعام الماضي، فإن مواقف بوتين أصبحت أقوى ولكن من الناحية السياسية أكثر من كونها عسكرية"، مضيفًا "يبدو أن الهجوم الأوكراني قد توقف لكن لم يكن هناك اختراق روسي أيضًا، والآن، أكثر من أي وقت مضى، تعتمد نتيجة الحرب على القرارات السياسية التي يتم اتخاذها على بُعد عدة كيلومترات من مركزها ـ في واشنطن وبروكسل".

"زانتشيتا" رأى أن الوحدة المذهلة التي أظهرها الغرب في عام 2022 وحافظ عليها طوال عام 2023 بدأت تتذبذب، وفي الوقت نفسه، فإن القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي بالتفاوض بشأن انضمام أوكرانيا ومولدوفا إلى الاتحاد الأوروبي يجعل مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي سيكون مستحيلًا إذا فازت روسيا بالكامل في هذ الحرب.

الباحث في قسم دراسات الحرب بكلية "كينجز كوليدج" سلّط الضوء على تنامى معدلات شعبية دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، مشيرًا إلى تخيل سيناريو التوقف الكامل لدعم أمريكا لأوكرانيا في حال فوزه في انتخابات 2024 في الولايات المتحدة، أيضًا لفت إلى أنه لا يمكن تجاهل الخلافات في المعسكر الغربي، لذلك فإن عام 2024 سوف يكون أكثر صعوبة على أوكرانيا.

حرب أطول

مايكل كلارك، المدير العام السابق للمعهد الملكي المشترك للدراسات الدفاعية، وفق موقع شبكة "TSN" التلفزيونية الأوكرانية، اعتبر أنه مقارنة بعام 2021، تضاعفت ميزانية الدفاع الروسية ثلاث مرات وستمثل 30% من الإنفاق الحكومي العام المقبل، وأن هذا يجعل الحرب في أوكرانيا أطول وأكثر إيلاما من أي شيء شهدته أوروبا منذ منتصف القرن الماضي".

"كلارك" أضاف، "إن حرب العصر الصناعي هي صراع بين المجتمعات، وما يحدث في ساحة المعركة هو في النهاية مجرد عرض من أعراض ذلك الصراع، سيتم تحديد مسار هذه الحرب في عام 2024 في موسكو وكييف وواشنطن وبروكسل وبكين وطهران وبيونغ يانغ أكثر من تحديده في أفدييفكا وتوكموك وكراماتورسك أو أي ساحة معركة مدمرة أخرى على طول خط المواجهة".

"بن جودجز"، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، وفق الموقع ذاته، رأى أن "روسيا تفتقر إلى القدرة الحاسمة والاختراقية للاستيلاء على أوكرانيا، وسوف تبذل كل ما في وسعها للتمسك بالأراضي التي استولت عليها وتعزيز دفاعاتها، في حين تأمل أن يتراجع الغرب عن أوكرانيا، ومع ذلك".

الروس وضعهم أسوأ

وتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بتمرير حزمة مساعدات مع بداية العام الجديد، وأنه بحلول أوائل الصيف، ستكون أوكرانيا قادرة على استخدام الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز إف-16 لأول مرة، وهو ما من المتوقع أن يحسن قدرتها على مواجهة الطائرات الروسية وتعزيز دفاعاتها الجوية"، مضيفا أنه في الوقت نفسه، فإن الجنود الروس في وضع أسوأ، حيث إن الحرب هي اختبار للإرادة والخدمات اللوجستية، والنظام اللوجستي الروسي هش ويتعرض لضغوط مستمرة من أوكرانيا".

ضربات خفيفة

صحيفة "TCH" الأوكرانية نقلت الخبير العسكري أولكسندر موسينكو الذي توقع أنه "خلال فصل الشتاء وحتى بداية الربيع، يمكن للقوات الروسية، على سبيل المثال، الحصول على بعض الضربات الخفيفة "المكاسب التكتيكية التي لن تؤدي إلى اختراقات تشغيلية واستراتيجية، أي أنه لن تكون هناك حركة اختراق كبيرة فيها، لأن القوات الأوكرانية تمسك بثقة بخط الدفاع، حتى لو اضطرت إلى التراجع في مكان ما، فسيكون تراجعا تكتيكيا".

ووفقا لـ"موسينكو"، فإن الوضع الحالي على خط المواجهة صعب، ومع ذلك، ليس هناك سبب للعذاب والكآبة، كما أن موسكو لم تحقق أهدافها الاستراتيجية ولا سبيل لتحقيقها الآن، بالإضافة إلى ذلك، فإن الغزاة غير قادرين على "التقدم بنشاط" الآن، ورغم أن لدينا جزءا من الأراضي التي لا تزال تحتلها القوات الروسية، لكن هذا ليس انتصارًا لروسيا أيضًا".