مهام وصلاحيات مجلس الأمن محددة وواضحة، فبموجب ميثاق الأمم المتحدة يتمتع المجلس بمهام وسلطات، بينها اتخاذ إجراءات عسكرية ضد المعتدي، لكن أمريكا تقف عائقًا أمام المجلس وصلاحياته باستخدام "الفيتو"، إذ استخدمته 48 مرة لصالح إسرائيل.
آخر مرة استخدمت فيها أمريكا الفيتو، كانت أمس الأول الجمعة، عندما أفشلت باستخدامها حق النقض "الفيتو"، تعديلًا يدعو لوقف إطلاق النار في غزة اقترحته روسيا، على قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لتوسيع تسليم المساعدات في غزة.
مهام وسُلطات مجلس الأمن مُعلنة، وهي: "المحافظة على السلام والأمن الدوليين وفقًا لمبادئ الأمم المتحدة ومقاصدها، التحقيق في أي نزاع أو حالة قد تفضي إلى خلاف دولي، تقديم توصيات بشأن تسوية تلك المنازعات أو بشأن شروط التسوية، وضع خطط لإنشاء نظام لتنظيم التسلح".
كما تتضمن مهام مجلس الأمن: "تحديد أي خطر يتهدد السلام أو أي عمل عدواني، وتقديم توصيات بالإجراءات التي ينبغي اتخاذها، دعوة جميع الأعضاء إلى تطبيق الجزاءات الاقتصادية وغيرها من التدابير التي لا تستتبع استخدام القوة للحيلولة دون العدوان أو وقفه".
وتصل صلاحيات مجلس الأمن إلى: "اتخاذ إجراءات عسكرية ضد المعتدي، والاضطلاع بمهام الأمم المتحدة للوصاية في المواقع الاستراتيجية".
وتتمتع الولايات المتحدة بحق النقض الذي يمكنها من رفض أي قرار يتخذه المجلس، إذا لم يتوافق مع رؤيتها، ورغم أن إسرائيل دولة "احتلال"، يُمكن اعتبار أنها تمتلك حق النقض لأي قرار يدينها، إذ استخدمت أمريكا حق النقض لصالحها بينها 4 مرات خلال الحرب الحالية فقط.
قرار مجلس الأمن
مرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراره بشأن غزة، بعد تصويت 13 عضوًا لصالح القرار، بما في ذلك المملكة المتحدة، فيما امتنعت روسيا والولايات المتحدة عن التصويت.
ولكيلا تستخدم أمريكا حق النقض، خُفف نص القرار لإقناعها، عبر شطب جملة: "الدعوة إلى وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية"، والدعوة بدلًا من ذلك "إلى تهيئة الظروف لتحقيق ذلك".
فيما اعترضت روسيا على هذا التغيير، وقدمت تعديلًا للعودة إلى الصياغة الأولية، لكنّ الولايات المتحدة منعت هذا الأمر.
ورغم أن القرار يتعلق بالمساعدات الإنسانية، ولم يطالب بوقف لإطلاق النار، انتقد سفيرها لدى الأمم المتحدة القرار، قائلًا إن تركيزه على المساعدات "غير ضروري ومنفصل عن الواقع".
جلعاد إردان، المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، قال إن إسرائيل تسمح بتسليم المساعدات "بالحجم المطلوب"، مضيفًا أنه "كان ينبغي للأمم المتحدة أن تركز على الأزمة الإنسانية للرهائن".
لكنه وجه الشكر لـ أمريكا على دعمها لإسرائيل، بما يمكنها من مواصلة حربها على القطاع.
لعبة خداع
أما روسيا فانتقدت القرار، واتهمت أمريكا بممارسة "لعبة الخداع"، من خلال عدم بذل المزيد من الجهد لكبح العمليات الإسرائيلية في غزة.
وفي السياق قال السفير فاسيلي ألكسيفيتش نيبينزيا، إن روسيا ترى القرار بأنه "جواز لإسرائيل لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة".
وتابع: "هذه لحظة مأساوية بالنسبة للمجلس.. لحظة ابتزاز"، مؤكدًا أن روسيا كانت ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرار إذا "لم يحظ بدعم دول عربية".
ليس كافيًا
ومن جانبها قالت حركة حماس إن قرار مجلس الأمن غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الإنسانية في القطاع، وقالت إن "صيغته ضعيفة"، متهمة الولايات المتحدة بسعيها الجاد من أجل "إفراغ القرار من جوهره".
وأكدت الحركة أن "القرار يتحدى إرادة المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة في وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل".
عدد الشهداء
وبحسب الصحة الفلسطينية، وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 20 ألفًا، بينهم 8 آلاف طفل، فيما وصل عدد المصابين إلى 53320، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي.