الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين تراجع المساعدات الخارجية والانتقادات الداخلية.. "زيلينسكي" يقاوم هزيمة الحرب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لا يزال يدور القتال بين روسيا وأوكرانيا، ولا يزال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسعى للحصول على المال والمعدات العسكرية من أجل الصمود أمام الهجوم الروسي، الذي تتعرض له بلاده المستمر نحو قرابة عامين.

وفي الأيام القليلة الماضية، عبر "زيلينسكي" المحيط الأطلسي لمواجهة خصومه ومناشدة أصدقائه لفتح التمويل العسكري المتوقف في الكونجرس، وعاد إلى أوسلو لحشد دول الشمال، ثم ناشد الاتحاد الأوروبي.

بدأ الأسبوع بعودة الرئيس الأوكراني خالي الوفاض تقريبًا من واشنطن، وانتهى بتأخير الاتحاد الأوروبي أيضًا المساعدة، على الرغم من موافقته على فتح محادثات الانضمام مع أوكرانيا.

وبينما رددت كييف وأوديسا صدى تفجير الصواريخ والطائرات المسيرة، بذل الرئيس الأوكراني كل ما في وسعه لإقناع الجمهوريين في مجلس النواب بالإفراج عن 61 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي كانت في أمس الحاجة إليها.

تواضع المساعدات

وأسفرت جهود زيلينسكي حول إقناع الولايات المتحدة بإمداد بلاده بالمزيد من المساعدات، بمبادرة المساعدة الأمنية لأوكرانيا المتواضعة نسبيًا، والتي تبلغ قيمتها 300 مليون دولار فقط. وبعد اجتماع صعب مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون وغيره من الجمهوريين، اضطر إلى مغادرة واشنطن دون وعود مؤكدة. وكتب الخبير الاستراتيجي الأمريكي مايك رايان: "لا أستطيع أن أتخيل مدى كآبة رحلة زيلينسكي".

وقال زيلينسكي عند وصوله إلى العاصمة النرويجية أوسلو، إن أوكرانيا ستواصل القتال بمساعدة أو دونها، قائلًا: "تمامًا كما فعلت أوكرانيا عندما هاجمتها روسيا قبل عامين تقريبًا، ففي الأيام الأولى كنا بمفردنا لكننا لم نهرب، بل خضنا القتال"، مضيفًا: "بالطبع لا يمكنك الفوز دون مساعدة، ولكن لا يمكنك أيضًا أن تُهزم"، وفقًا لـ"ذا تليجراف".

وفي بروكسل، منع رئيس وزراء المجر فيكتور أوروبان حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار يورو، لكنه لم يستخدم حق النقض ضد محادثات الانضمام، وطالب زيلينسكي أوروبان بالكف عن استخدام حق النقض.

وفيكتور أوروبان هو زعيم يرفض زيلينسكي، ويصف رئيس الوزراء المجري أوكرانيا بأنها "واحدة من أكثر البلدان فسادًا في العالم"، والأحد الماضي، واجه زيلينسكي أوروبان في بوينس آيرس خلال حفل تنصيب خافيير مايلي، الرئيس الأرجنتيني الجديد. وأظهرت لقطات فيديو الرجلين وهما يتعاركان في زاوية حفل استقبال مزدحم.

وبعد ذلك، اتهم زيلينسكي أوروبان لاحقًا بالعمل كوكيل لبوتين، قائلًا: "طلبت منه أن يعطيني سببًا لتعطيل محادثات الانضمام وما زلت أنتظر الإجابة".

أعداء الداخل

ووسط تقلبات زمن الحرب، جمع زيلينسكي منافسين وأعداء، حتى بالداخل، وأبرز منتقديه المحليين هو عمدة كييف، فيتالي كليتشكو والذي لا يخفي رغبته في استبدال الرئيس الذي يعتبره سلطويًا وغير كفء.

ويلقي كليتشكو اللوم في مأزق أوكرانيا بشكل مباشر على زيلينسكي، ويقول إنه يرى الأشخاص من هو يؤدي دور فعال ومن ليس كذلك، وكان لا يزال يدفع زيلينسكي ثمن الأخطاء التي يرتكبها، ولا يزال يتساءل الأوكرانيون لماذا لم نكن مستعدين بشكل أفضل لهذه الحرب، ولماذا نفى زيلينسكي حتى النهاية أن الأمر سيصل إلى هذا الحد".

ورغم أن شعبية زيلينسكي تأثرت بسبب الخسائر الفادحة والضجر من الحرب، فإنه عازم على قيادة أوكرانيا إلى النصر، وبالرغم من أن كليتشكو يرى أن حدوث أزمة سياسية في خضم الأعمال العدائية سيكون بمثابة انهزامية ومثبطة للمعنويات، وربما كارثية إلا أنه لا يزال يصر على تقويض زعيم يستخف بخلفيته كممثل كوميدي.

وجاء انتقاد أكثر جدية لزيلينسكي من الجيش الأوكراني، إذ حذر الجنرال فاليري زالوزني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشهر الماضي من أن قواته قد تعثرت وأنه على الأرجح لن يكون هناك اختراق عميق.

وأضاف: "تمامًا كما حدث في الحرب العالمية الأولى، وصلنا إلى مستوى من التكنولوجيا يضعنا في طريق مسدود". وفي دعوته إلى قوة جوية جديدة لكسر الجمود، أشار زالوزني ضمنًا إلى أن تفاؤل زيلينسكي كان مجرد آمال وأن جهوده لحشد الدعم في الخارج لم تكن كافية.

ويؤيد الرأي العام الأوروبي أوكرانيا على نطاق واسع، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة "يوروباروميتر" وهي سلسلة من الدراسات الاستقصائية تجري بانتظام نيابة عن المفوضية الأوروبية. ويؤيد نحو 60% أن يقدم الاتحاد الأوروبي وضع المرشح والمساعدة العسكرية، في حين يوافق 72% على المساعدات المالية.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أنه في حين يريد نصف الدنماركيين انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فإن 28% فقط من النمساويين يريدون ذلك. وتنقسم ألمانيا وفرنسا بالتساوي بشأن العضوية، لكن غالبية الألمان يخشون من تأثير سلبي على الأمن.

وانخفضت معدلات تأييد زيلينسكي، التي ارتفعت إلى 90% بعد الهجوم، إلى 72%، وعلى الرغم من فشله في اختراق ساحة المعركة، فقد بلغت شعبية الجنرال زالوزني الآن 82%ـ وهي نسبة أعلى بشكل ملحوظ من شعبية الرئيس.

وترغب المعارضة الأوكرانية في الإطاحة بزيلينسكي، أو على الأقل إجباره على ضمها إلى حكومة ائتلافية، لكن رفضه تقديم تنازلات مقابل السلام لا يزال يحظى بشعبية كبيرة.