خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في جولة أوروبية؛ في محاولة لضمان استمرار الدعم لبلاده، التي تواجه حربًا مع روسيا منذ ما يقرب من عامين، وفي وقت تباطأت فيه وتيرة الوعود الغربية لها بمنحها مساعدات كبيرة بشكل ملحوظ، في الآونة الأخيرة، سواء من قبل دول الاتحاد الأوروبي، أو من الولايات المتحدة التي تسببت التجاذبات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في عدم التمكن من اعتماد المساعدات الجديدة حتى الآن.
وبحسب جريدة "elpais" الإسبانية، أظهر الدعم الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي الذي تقدمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي علامات التآكل، في وقت تواجه واشنطن مشاكل في الوفاء بعهودها التمويلية، فيما يحاول الاتحاد الأوروبي التغلب على حق النقض الذي استخدمته المجر، لتمرير حزمة خاصة بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا.
زيارات متعددة
ووصل الرئيس الأوكراني، الخميس، إلى ألمانيا، في زيارة مفاجئة، في وقت تضغط فيه كييف على حلفائها لمواصلة تقديم الدعم، فيما كشف سيرجي نيكيفوروف المتحدث باسمه، أن هدف الزيارة، هو التوجه إلى قاعدة فيسبادن العسكرية (غرب) حيث يتم تنسيق مساعدات الحلفاء قبل إرسالها لأوكرانيا.
وقبل ألمانيا، زار الرئيس الأوكراني النرويج، يوم الأربعاء، في زيارة غير معلنة مسبقًا، ووجه الشكر إلى ملك النرويج هارالد الخامس، على برنامج الدعم لبلاده.
وأعلن، رئيس الوزراء النرويجى يوناس جار ستور، أن بلاده ستقدم مساعدات بقيمة 1.8 مليار دولار لأوكرانيا بحلول نهاية العام الحالي.
وقبل ألمانيا والنرويج، زار زيلينسكي واشنطن، الثلاثاء، ووجه نداءً للحصول على المزيد من الدعم المادي والعسكري، لدعم بلاده في حربها ضد روسيا، فيما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن حلف شمال الأطلسي "ناتو" سيكون ضمن مستقبل أوكرانيا، ودعاه إلى عدم فقدان الأمل.
وخلال الزيارة، التقى زيلينسكي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وقال إنه تلقّى من الكونجرس مؤشرات "إيجابية"، لكنّه ينتظر النتائج.
وخلال لقائه بايدن، دعا الرئيس الأوكراني، لإرسال رسالة وحدة قوية للغاية إلى روسيا، فيما ردّ الرئيس الأمريكي، بأنه سيظل إلى جانبه، وطالبه بعدم فقدان الأمل، قائلًا: "نقف عند نقطة انعطاف حقيقية في التاريخ، فالقرارات التي نتخذها الآن ستحدد المستقبل لعقود مقبلة، خصوصًا في أوروبا".
وأكد الرئيس الأمريكي، أنه على الكونجرس "إقرار التمويل الإضافي لأوكرانيا قبل تقديم أكبر هدية عيد ميلاد يمكن أن يحصل عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ومن جهته، وصف أناتولي أنتونوف، سفير روسيا لدى واشنطن، زيارة زيلينسكي بالفاشلة، قائلًا: "الجميع سئموا من متسول كييف"، مضيفًا أنه لم ينجح في إقناع الولايات المتحدة بأن أوكرانيا أكثر أهمية من أمن أمريكا.
الاتحاد الأوروبي
وتزامنًا مع زيارة زيلينسكي، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في بروكسل، الخميس، عن فتح باب المفاوضات لضم أوكرانيا ومولدوفا، واصفًا تلك الخطوة بأنها "إشارة أمل قوية لمواطني هذين البلدين ولقارتنا".
ورحب الرئيس الأوكراني بالقرار، واعتبره انتصارًا لبلاد أوروبا، فيما ندد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالقرار وقال إنه "سيء" وخيار "أحمق".
وقال "زيلينسكي"، في خطاب عبر الفيديو أمام الدول الأوروبية المجتمعة في بروكسل: "أطلب منكم شيئًا واحدًا هو ألا تخونوا المواطنين وإيمانهم بأوروبا". وأضاف: "لا تقدموا لبوتين هذا النصر الأول والوحيد، له هذا العام"، محذرًا من "أنصاف الحلول والتردد". وتابع: "اليوم.. هو اليوم الذي سنتخذ فيه قرارًا سياسيًا ردًا على ما أنجزنا.. الأمر يتعلق بفتح مفاوضات انضمام أوكرانيا".