حذّرت دراسة أُجريت في جامعة "باث" البريطانية، من أنّ الإفراط في التفاؤل، لاسيما في الأمور المالية، قد لا يكون أمرًا مُفيدًا دائمًا، وقد يضر بالقدرة المعرفية للشخص.
وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها في عدد ديسمبر من مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي"، وجود صلة بين التفاؤل المفرط وانخفاض المهارات المعرفية مثل الطلاقة اللفظية، والمنطق السائل، والتفكير العددي، والذاكرة، وفي المقابل، يميل الأفراد أصحاب القدرات المعرفية الأعلى، إلى أن يكون لديهم توقعات أكثر واقعية، وأحيانًا مُتشائمة، حول المستقبل.
وأوضح الدكتور كريس داوسون، الأستاذ في كلية الإدارة في جامعة "باث"، أنه في حين أن البشر قد يميلون بشكل طبيعي إلى توقع الأفضل، فإن أولئك الذين لديهم قدرات معرفية أعلى هم أفضل في تجاوز هذه الغريزة وفي صنع القرار.
وتسلط الدراسة الضوء على المخاطر المحتملة للتفاؤل غير الواقعي في صنع القرار المالي، حيث يمكن أن تؤدي التوقعات المالية المُفرطة في التفاؤل إلى سلوكيات غير حكيمة، مثل الإنفاق المُفرط، وتراكم الديون والمدخرات غير الكافية والمشاريع التجارية المحفوفة بالمخاطر.
في هذا الصدد، قال الدكتور دواسون: "غالبًا ما يعتقد المتفائلون أنهم سينجحون في مواجهة الصعاب، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات مثل بدء أعمال تجارية من المُرجح أن تفشل".
واستخدمت الدراسة الحالية، بيانات من مسح بريطاني لأكثر من 36 ألف أسرة، وقارنت التوقعات المالية للأشخاص بالنتائج الفعلية، ووجد أنّ أولئك الذين لديهم قدرات معرفية أعلى لديهم فرصة أكبر بنسبة 22% ليكونوا واقعيين وفرصة أقل بنسبة 35% ليكونوا متفائلين بصورة مبالغ فيها.
ووفقًا للدراسة فإن هذا الاتجاه للتفاؤل "غير الواقعي" واسع الانتشار، ويمكن أن يؤدي إلى ضعف صنع القرار، خاصة في الأمور الخطيرة.
وحثت الدراسة أيضًا على إعادة تقييم مفهوم التفكير الإيجابي المقبول على نطاق واسع، حيث أشارت البحوث المتبعة خلال الدراسة إلى أهمية اتباع نهج أكثر توازنًا للتفاؤل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقرارات الحاسمة.