قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده تواجه صعوبات على الحدود؛ بسبب الخطوات السياسية لبعض جيرانها، مُؤكدًا أن كييف لديها خطة عمل وسياسة مُتزنة لحل الأزمة، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين بلاده وحليفتها بولندا "عضو حلف الناتو".
التراجع الحاد في العلاقات بين البلدين، بدأ على خلفية النزاع حول واردات الحبوب الأوكرانية إلى بولندا، إذ تكمُن المشكلة في رغبة أوكرانيا في تصدير محصولها من الحبوب عبر الطرق البرية المهمة حاليًا؛ نظرًا لأن روسيا تهاجم الموانئ على البحر الأسود ونهر الدانوب.
في المقابل، تحاول بولندا حماية مزارعيها ومنتجاتها المحلية؛ لذلك لن تسمح بدخول الحبوب الأوكرانية الرخيصة إلى أسواقها لمجرد أنها سوف تمر عبرها إلى بقية دول الاتحاد الأوروبي، إذ يرى حزب القانون والعدالة الحاكم، أن المزارعين لا يريدون الحبوب الأوكرانية في البلاد، ومع حاجة الحزب لأصواتهم فسيعمل من أجلهم.
وفي تعليقه على خلفية حصار شركات النقل البولندية لنقاط مرور السيارات على الحدود مع أوكرانيا، منذ 6 نوفمبر الجاري، مُطالبة باستئناف نظام التصاريح لشركات النقل التجارية الأوكرانية (باستثناء المساعدات الإنسانية والعسكرية لأوكرانيا)، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في أعقاب قمة "Grain from Ukraine"، إن بلاده تواجه تحديًا جديدًا على الحدود؛ بسبب الخطوات السياسية للدول المجاورة، مُشيرًا إلى أمله في تسوية هذه القضية.
وطالبت الشركات البولندية، بتعليق سريان مفعول تراخيص الشركات التي تم إنشاؤها في أوكرانيا بعد فبراير عام 2022 وإجراء تفتيشها وتقسيم الطوابير للسيارات الفارغة والمحملة، بحسب "روسيا اليوم".
النازية تستيقظ لديهم
وفي السياق، هاجم النائب في البرلمان البولندي، فيتولد تومانوفيتش، الأوكرانيين، قائلًا إن "غريزة النازية تستيقظ لديهم في أول اختلاف معهم".
وتابع النائب من "الحزب الكونفدرالي" في صفحته على منصة"X"، قائلًا: يكفي عدم الاتفاق مع الوضع المميز لشركات النقل من أوكرانيا والاحتجاج على إزالة البولنديين من قائمة الانتظار الإلكترونية حتى تستيقظ غريزة بانديرا لدى الأوكرانيين، وذلك تعليقًا على فيديو تم تصويره على الحدود، يظهر سائقي شاحنات أوكرانيين وهم يتجادلون مع الشرطة البولندية عند نقطة تفتيش كورشوفا الحدودية، ويرددون شعارات مسيئة للبولنديين، ويطالبون بقتلهم.
وفي 8 نوفمبر الجاري، أعلنت الخارجية البولندية، أنه لا يمكن الحديث عن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، حتى حل قضية استخراج رفات ضحايا مذبحة "فولين" بشكل نهائي.
الانضمام للاتحاد الأوروبي
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، بافيل يابلونسكي، لراديوZET، إنه لا ينبغي لكييف أن تحلم بالانضمام للاتحاد الأوروبي دون حل هذه القضية.
وقف تزويد كييف بالأسلحة
وفي 21 سبتمبر الماضي، أعلنت بولندا، التي كانت إحدى أقوى حلفاء أوكرانيا، إنها لن تزود جارتها بالأسلحة، مع تصاعد النزاع الدبلوماسي بين الجانبين بشأن الحبوب.
وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، إن بلاده ستركز على الدفاع عن نفسها بأسلحة أكثر حداثة.
وأرسلت بولندا بالفعل إلى أوكرانيا 320 دبابة من الحقبة السوفييتية و14 طائرة مقاتلة من طراز ميج 29، وليس لديها الكثير لتقدمه.
حظر الحبوب الأوكرانية
وكانت بولندا قد استدعت السفير الأوكراني، بسبب تصريحات أدلى بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في الأمم المتحدة بعد أن مدّدت بولندا والمجر وسلوفاكيا الحظر على الحبوب الأوكرانية، إذ قال إنه لمثير للقلق أن يجسد بعض أصدقاء أوكرانيا في أوروبا التضامن "سياسيًا على المسرح ويصنعون قصة مثيرة من الحبوب".
ونددت وارسو بتصريحات زيلينسكي واصفة إياها بـ"غير المبررة فيما يتعلق ببولندا التي دعمت أوكرانيا منذ أيام الحرب الأولى".
كان الاتحاد الأوروبي قد ألغى تصاريح نقل كان يستلزم الحصول عليها من قبل لحركة السلع الأوكرانية، فيما يطالب المحتجون البولنديون بإعادة تفعيل هذه التصاريح.
روسيا تستغل الأزمة
وفيما يبدو استغلالًا للأزمة، حذر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، من أن الحشود العسكرية البولندية على مقربة من حدود روسيا وبيلاروسيا، تهدف إلى تعزيز فرص وارسو في اقتطاع أجزاء في غرب أوكرانيا.
وقالت موسكو أكثر من مرة، إن بولندا تسعى لتحقيق طموحات تاريخية بضم أجزاء من غرب أوكرانيا، كانت في مراحل تاريخية سابقة تحت سيطرة الدولة البولندية.
وتحدث وزير الدفاع الروسي، عن أن حلف الناتو حشد نحو 360 ألف عسكري قرب حدود دولة الاتحاد الروسي - البيلاروسي، في إطار ما وصفه بتحقيق الحلم التاريخي لبولندا باحتلال غرب أوكرانيا.