شنت روسيا صباح اليوم السبت، أعنف هجوم بالمسيرات على العاصمة الأوكرانية كيييف، منذ بداية عملياتها العسكرية الخاصة في فبراير 2022، بحسب مسؤولين عسكرييين أوكرانيين.
وعلى قناته بتطبيق "تليجرام"، كتب قائد القوات الجوية الأوكرانية، ميكولا أوليشوك، إن كييف كانت الهدف الرئيسي من الهجوم، فيما أكدت القوات الأوكرانية، أن روسيا أطلقت نحو 75 طائرة مسيرة ضد أوكرانيا، دمر الدفاع الجوي 74 منها.
وبحسب سيرهي بوبكو، رئيس إدارة مدينة كييف، يعد هذا الهجوم الأضخم على كييف بالطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن الدفاع الجوي أسقط أكثر من 66 هدفًا جويًا فوق العاصمة طوال الصباح، ما أسفر عن إصابة 5 مدنيين على الأقل.
وبحسب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، تضررت العديد من المباني بسبب الهجوم، وذلك في وقت تقول القوات المسلحة الأوكرانية، أن طائرة مسيرة واحدة فقط اخترقت الدفاعات الجوية، إذ قالت إن الدفاعات الجوية تصدت لـ74 من أصل 75 طائرة مسيرة.
وأوضح "بوبكو"، أن الهجوم بدأ في الرابعة صباحًا، واستمر 6 ساعات تقريبًا، على شكل موجات، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن 77 مبنى و120 مؤسسسة.
وبحسب وزارة الطاقة الأوكرانية، انقطعت الكهرباء عن 17 ألف شخص جراء الهجوم، وتضررت 4 خطوط كهرباء.
وفي أول تعليق للرئيس الأوكراني، قال عبر تطبيق تلجيرام، إن الجنود أسقطوا معظم المسيرات، ولكن لسوء الحظ ليس كل شيء، مضيفًا: "نواصل العمل على تعزيز دفاعاتنا الجوية وإسقاط المزيد".
ولم يقتصر الهجوم على كييف وحدها، إذ تم استهداف مناطق سومي ودنيبروبتروفسك وزابوريجيا وميكوليف وكيروفوهراد أيضًا.
ذكرى هولودومور
يأتي الهجوم بالطائرت المسيرة، في يوم تحيي أوكرانيا ذكرى ما تقول عنه "جرائم" ارتكبها السوفييت في عهد جوزيف ستالين في حقهم في ثلاثينيات القرن الماضي، خلال المجاعة الكبرى التي تسببت بوفاة الملايين.
وقال الرئيس الأوكراني، في بيان: "يستحيل علينا نسيان جرائم الإبادة الفظيعة التي تكبدها الأوكرانيون خلال القرن العشرين، ناهيك عن فهمها والصفح عنها، موجها الشكر للدول التي أقرت رسميًا أن هذه المجاعة هي جريمة إبادة متعمدة".
وقضى نحو 4 إلى 8 ملايين أوكرانيًا نحبهم، في المجاعة الكبرى، بين عامي 1932 و1933، على خلفية تأميم الأراضي التي خطط لها، بحسب وكالة "فرانس برس".
ومن جهتها، ترفض روسيا رفضًا قاطعًا تصنيف المجاعة على إنها إبادة، و تشدد على أن المجاعات في الثلاثينيات لم تحصد ضحايا أوكرانيين فقط بل من الروس وشعوب أخرى أيضًا.
تجديد للدعم
وفي سياق متصل، تعهدت كندا والاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، بالعمل على تلبية الاحتياجات العسكرية والدفاعية لأوكرانيا، بعد حديث "زيلينسكي"، عن انخفاض شحنات قذائف المدفعية التي تحصل عليها بلاده من حلفائها الغربيين.
وفي بيان مشترك، قال زعماء كندا والاتحاد الأوروبي: "سنبقى إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الأمر من وقت"، وأضافوا "سنعمل على تلبية احتياجات أوكرانيا العسكرية والدفاعية الفورية" وضمان تلبية احتياجاتها الأمنية "على المدى الطويل".
وأكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، استعداد الاتحاد الأوروبي لبذل "المزيد في الأسابيع المقبلة" لدعم كييف، كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين بالتزام أوتاوا تجاه أوكرانيا، حتى قبل بدء الحرب في فبراير 2022. وقالت إن "كندا وقفت إلى جانب أوكرانيا قبل العدوان الروسي".