تعيش ألمانيا منذ قرابة الشهر، ومع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، حالة من التناقض، بعد أن اختارت الوقوف بجانب الاحتلال ورفضها فكرة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى امتناعها عن التصويت في جلسة مجلس الأمن على مشروع الهدنة الإنسانية.
بينما ترفض ألمانيا فكرة وقف إطلاق النار، تُلح أنالينا بيربوك، وزيرة خارجية ألمانيا، من أجل السماح بتزويد المستشفيات في غزة بالوقود، بحسب "دي تسايت" الألمانية.
وأرسلت مساعدات إلى غزة بـ123 مليون يورو، منذ عدوان جيش الاحتلال على القطاع، 7 أكتوبر الماضي.
شولتس يعد بحماية اليهود
شهدت ألمانيا نهاية الأسبوع الماضي، مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، ما دفع الشرطة في برلين للتحقيق في حالات يشتبه في أنها تحريضية، التي وصفها المستشار الألماني أولاف شولتس، بمعاداة السامية، مُطالبًا بضرورة حماية اليهود.
ودعا المستشار أولاف شولتس، الألمانيين إلى حماية اليهود في مواجهة الحوادث المعادية للسامية، قائلًا: "كل من يهاجم اليهود في ألمانيا فهو يهاجمنا جميعًا، ويجب علينا أن نعمل على حماية اليهود في بلادنا"، بحسب صحيفة "مانهيمر مورجن" الألمانية.
حرق الأعلام الإسرائيلية جريمة
وقال شولتس: "حرق الأعلام الإسرائيلية جريمة، والشعارات المعادية للسامية جريمة جنائية، ومن واجب سلطات إنفاذ القانون معاقبة مثل هذه الانتهاكات".
وشهدت برلين خروج الآلاف في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، في مسيرات سلمية إلى حد كبير.
ألمانيا.. دعم صريح لإسرائيل
قبل نحو شهر كان "شولتس" أول رئيس حكومة يزور إسرائيل، بعد عملية "طوفان الأقصى"، وبذلك أكد من جديد مبدأ السياسة الألمانية، وهي أن "أمن إسرائيل ومواطنيها سبب وجود ألمانيا".
وجسد المستشار الألماني، الدعم الواضح لإسرائيل، بعد أن وصفها بدولة ديمقراطية ذات مبادئ إنسانية للغاية، مضيفًا أنه ليس لديه أدنى شك في أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يلتزم بقواعد القانون الدولي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
أصبح المستشار الألماني أولاف شولتس وحكومته في مرمى الانتقادات الإسرائيلية، على الرغم من الدعم الواضح من برلين لتل أبيب، بعد امتناع ألمانيا عن التصويت على قرار وقف الحرب الفوري على غزة من أجل هدنة إنسانية، الذي دعت إليه الأمم المتحدة، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
غضب إسرائيلي
وعلى الرغم من الدعم الواضح لألمانيا انتقدت إسرائيل بشدة امتناع ألمانيا عن التصويت على قرار الأمم المتحدة، قبل أسبوع، بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وبرر "شولتس" سبب امتناع ألمانيا عن التصويت على القرار الخاص بغزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما انتقدته إسرائيل، قائلًا: "إن ألمانيا عملت جاهدة للتوصل إلى قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ينصف الوضع، عند عدم نجاحنا امتنعنا عن التصويت".
منع المظاهرات المؤيدة لفلسطين
وقبل شهر فرضت ألمانيا إجراءات أمنية مشددة لمنع التظاهرات المؤيدة لفلسطين في شوارع برلين، بعد اندلاع عملية طوفان الأقصى، التي أوقعت خسائر مسبوقة في صفوف إسرائيل، وما أعقبه من رد جيش الاحتلال في العملية التي تعرف بـ"السيوف الحديدية".
وتريد نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الفيدرالية، اتخاذ إجراءات أقوى ضد منظمات المقاومة الفلسطينية والمنظمات الداعمة لها في ألمانيا، وتم حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في برلين، بسبب الجرائم الجنائية المتوقعة.
وأعلنت "فيزر" اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتعاطفين والمؤيدين للمنظمات الفلسطينية في ألمانيا، واستخدام كل وسائل الاستخبارات والشرطة لاتخاذ إجراءات ضد أنصار فصائل المقاومة، ومحاولات جمع التبرعات لها، ويجب استخدام جميع خيارات الشرطة لاتخاذ إجراءات فورية وصارمة.