دخل العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الثاني بإعلان جيش الاحتلال تقسيم القطاع إلى قسمين "شمال وجنوب"، في مرحلة جديدة من مخطط "التهجير"، الذي ينفذه الاحتلال، منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، محاصرة مدينة غزة، بعد وصول آلياته إلى ساحل البحر في المنطقة الجنوبية، وقال دانيال هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن القوات حاصرت مدينة غزة ووصلت ساحل البحر في المنطقة الجنوبية.
وأضاف المتحدث أن ضربات كبيرة تُشن حاليًا، وستتواصل هذه الليلة وفي الأيام المقبلة"، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية التي تنفذ عمليات برية في القطاع قسمته إلى شطرين، جنوب غزة وشمالها، متابعًا: "قسمنا القطاع، من الآن فصاعدًا هناك شمال غزة وجنوبها".
واعتبر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أن تطويق الجزء الشمالي من القطاع وفصله عن الجنوب، خطوة مهمة في العملية العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية.
وأضاف: "ما زلنا نسمح بمرور المدنيين من شمال غزة ومن مدينة غزة إلى الجنوب"، في حين ما زال هناك ما بين 300 إلى 400 ألف شخص في شمال القطاع الصغير، الذي يضم 2.4 مليون نسمة، إذ يعتبر الوضع الإنساني كارثيًا.
ويبلغ طول القطاع 41 كيلومترًا، فيما تُقدَّر مساحته الإجمالية بـ365 كيلومترًا مُربعًا، ويعيش القطاع المحاصر ظروف إنسانية صعبة للغاية، في ظل غياب تام للوقود والماء والكهرباء، التي توقفت منذ 7 أكتوبر الماضي.
وتواجه المناطق الشمالية من غزة، التي عزلها جيش الاحتلال عن الجنوب، ظروفًا أكثر قسوة، وطالها النصيب الأكبر من القصف الإسرائيلي المتواصل، لليوم الـ31 على التوالي.
وطالب الاحتلال سكان شمال غزة - البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة – مرارًا بالفرار إلى الجنوب، الذي لم يسلم من القصف الإسرائيلي الشامل.
وتزامنًا مع إعلان تقسيم غزة لقسمين، أمس الأحد، دعا جيش الاحتلال، مرة جديدة، السكان الباقين في شمال غزة، إلى التوجه للجنوب، عبر إلقاء منشورات تدعوهم للفرار إلى الجنوب.
وانضم أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى المعارضين لـ"التهجير القسري" للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، أمس الأحد، خلال لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
واقترب عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة، جرّاء القصف المتواصل منذ 7 أكتوبر، من 10 آلاف شهيد، بينهم 4800 طفل و2550 امرأة، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.