الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصراع في "ناجورنو كاراباخ".. "الغاز" و"الأزمة الأوكرانية" يشكلان موقف الاتحاد الأوروبي

  • مشاركة :
post-title
الاتحاد الأوروبي وأذربيجان

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

التزم الاتحاد الأوروبي سياسة متزنة في تعامله مع أزمة أرمينيا وأذربيجان، الجارتين اللتين تخوضان نزاعًا مستمرًا منذ عقود حول إقليم ناجورنو كاراباخ، المنطقة الجبلية الانفصالية الواقعة في الأراضي الأذربيجانية، لكن الغالبية العظمى من سكانها هم من العرقية الأرمنية.

موقف أكثر صرامة

وفي عام 2020، خرجت باكو منتصرة من حرب استمرت ستة أسابيع، وأعادت السيطرة على مساحات واسعة من المنطقة.

ومنذ أن أطلقت باكو ما وصفته بأنشطة عسكرية لاستعادة سيطرتها على الإقليم في وقت سابق من الأسبوع، دعت عدة أصوات في البرلمان الأوروبي، الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه أذربيجان، نقلًا عن الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله".

دعوات لمعاقبة أذربيجان

وفي بيان مكتوب، دعا أربعة ممثلون بارزون للاتحاد الأوروبي، يشغلون مناصب رفيعة، الدول الأعضاء إلى إعادة النظر بشكل أساسي في علاقات الاتحاد مع أذربيجان، والنظر في فرض عقوبات على السلطات الأذرية المسؤولة"، فيما طالب أكثر من 60 برلمانيًا بفرض عقوبات في بيان منفصل، أمس الخميس.

ورغم دعمهم، فإن هؤلاء المسؤولين المنتخبين لا يتمتعون بنفوذ كبير في السياسة الخارجية، والسؤال هو ما إذا كانت حكومات الاتحاد الأوروبي ستتخذ قرارًا صارمًا، خاصة أنه توصل إلى اتفاق لتوريد الغاز مع باكو في العام الماضي، للمساعدة في استبدال الإمدادات المباشرة من روسيا.

الاتحاد الأوروبي وروسيا 

كان الاتحاد الأوروبي لاعبًا صغيرًا نسبيًا مقارنة بروسيا، التي توسطت في اتفاق سلام، اُعتُبر غير مواتٍ للأرمن في حرب عام 2020، فضلًا عن وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، إلى جانب تركيا، الحليف الوثيق والشريك الاقتصادي لأذربيجان، فضلًا عن أنها مورد رئيسي للأسلحة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهم المتظاهرون في العاصمة الأرمينية يريفان، رئيس الوزراء نيكول باشينيان، بالتخلي عن أرمن كاراباخ.

وبحسب "دويتشه فيله"، تنسق روسيا والاتحاد الأوروبي محادثات سلام منفصلة بين يريفان وباكو، في وقت تحتدم فيه المنافسة بين موسكو والغرب في حرب أوكرانيا.

الدعم التركي لأذربيجان

ومن العاصمة الجورجية تبليسي، قال مارسيل روثيج، محلل سياسي في مؤسسة "فريدريش إيبرت"، لـ"دويتشه فيله": " أصبحت أذربيجان أكثر جرأة من السابق بسبب الدعم التركي"، مشيرًا إلى أن دور أنقرة الكبير في إعادة تشكيل القوقاز جعل باكو أكثرًا ميلًا للمغامرة.

ورغم أن أرمينيا إلى جانب دول ما بعد الاتحاد السوفييتي الأخرى، في تحالف عسكري مع روسيا، يحظى رئيس الوزراء الأرميني بجاذبية متزايدة من الغرب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، بحسب "روثيج".

مفاوضات باكو ويريفيان

وفي وقت سابق من هذا العام، كلف الاتحاد الأوروبي بمهمة مدنية في أرمينيا استجابة لطلب من يريفان، بما في ذلك العمليات في عدة نقاط على طول الحدود مع أذربيجان، هدفها المعلن، وفقًا للموقع الإلكتروني لبعثة الاتحاد الأوروبي في أرمينيا، هو مراقبة الوضع على الأرض والمساهمة في الأمن البشري في المناطق المتضررة من النزاع.

ويشارك الاتحاد الأوروبي في مفاوضات مع باكو ويريفان، لكن ذلك لم يوقف الجولة الأخيرة من العنف بين البلدين.

ومع ذلك، وقع الاتحاد الأوروبي أيضًا اتفاقًا لتوريد الغاز مع باكو العام الماضي، حتى أن أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أشادت بأذربيجان ووصفتها بأنها "شريك حاسم" في تخفيف أزمة الطاقة، رغم المخاوف الجدية بين المراقبين الغربيين بشأن حالة الديمقراطية وانتهاكات حقوق الإنسان هناك.

مصلحة مشتركة

ومع احتدام الحرب بالفعل في أوكرانيا وانخراط عدد من اللاعبين الجيوسياسيين الأقوياء (الولايات المتحدة والصين وإيران وإسرائيل في منطقة القوقاز) فإن الوضع أصبح حساسًا، وفقا للإذاعة الألمانية.

وقالت ماركيتا جريجوروفا، البرلمانية التشيكية في الاتحاد الأوروبي، لـ"دويتشه فيله"، إن هدف الاتحاد الأوروبي هو "الحصول على منطقة مستقرة غير مهددة بالحروب".

وأضافت: "المصلحة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي تتمثل في ازدهار أرمينيا وأذربيجان، وتقليل النفوذ الروسي في أرمينيا والمنطقة، ومساعدة أذربيجان على تحقيق الديمقراطية وحل الصراع المستمر منذ عقود".

وقالت "جريجوروفا" إنها دعت منذ فترة طويلة الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور أكبر في التوسط في سلام طويل الأمد، ولكن هناك مخاطر مرتبطة بذلك، خاصة بسبب صفقة الغاز.

وتابعت: "إذا انخرطنا بعمق في قضية ناجورنو كاراباخ، فإن أذربيجان ستتراجع عن تزويد الاتحاد الأوروبي بالطاقة، على الأقل بالسعر والظروف الحالية".

وقالت إن الحل هو "التركيز على زيادة تنويع مواردنا، وبشكل سريع"، لافتة إلى أن العقوبات يمكن أن تكون خيارًا على الطاولة، لكن يتعين على الاتحاد الأوروبي أيضًا أن ينظر في إرفاق شروط باتفاقية الغاز.

اتهامات بالتطهير العرقي

مع مطالبة أذربيجان الآن بالسيطرة على ناجورنو كاراباخ، وتخلي الانفصاليين من أصل أرمني عن أسلحتهم، فإن مصدر القلق التالي هو الوضع الإنساني فضلاً عن استمرار المحادثات بين الجانبين.

وتغلق باكو الطريق الوحيد بين ناجورنو كاراباخ وأرمينيا، مما يؤدي إلى تعثر الإمدادات للمدنيين، وبعد القتال الأخير، فر العديد من الأرمن خارج ناجورنو كاراباخ، مما أدى إلى اتهامات بالتطهير العرقي.