الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مواجهات بإقليم كاراباخ.. أرمينيا وأذريبجان على خط النار مجددا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تجددت المواجهة بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم ناجورنو كاراباخ من جديد، وهذا ما أشار إليه التحرك العسكري الأخير لأذربيجان داخل الإقليم بحجة مكافحة الإرهاب، وفي صباح اليوم الثلاثاء دخلت القوات الأذربيجانية، ناجورنو كاراباخ من جديد عبر شن ضربات جوية ومدفعية على مواقع عسكرية أرمينية، مُعلنة إجراء عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب.

وأعلن وزير الدفاع الأذربيجاني أن بلاده ستجلي السكان الأرمن من مناطق خطرة في إقليم ناجورنو كاراباخ، ما أثار مخاوف من تطهير عرقي محتمل.

حروب أذربيجان وأرمينيا

خاضت الجارتان أذربيجان وأرمينيا، الحرب مرتين بشأن ناجورنو كاراباخ، الأولى في أوائل التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ومرة أخرى في 2020.

منذ ديسمبر، فرضت أذربيجان حصارًا فعليًا على الطريق الوحيد المؤدي إلى الجيب من أرمينيا، المعروف باسم "ممر لاتشين".

ووفقًا لما أشارت شبكة "بي بي سي" فقد اتهمت وزارة الدفاع في باكو، اليوم الثلاثاء، القوات الأرمينية "بالقصف الممنهج" لمواقع الجيش، وقالت إنها ردت بشن "أنشطة محلية لمكافحة الإرهاب.. لنزع سلاح وضمان انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية من أراضينا".

تبادل للاتهامات

وأصرت على أنها لا تستهدف مدنيين أو منشآت مدنية، لكنها قالت بدلًا من ذلك إن "الأهداف العسكرية المشروعة فقط هي التي أصيبت بالعجز بسبب استخدام الأسلحة عالية الدقة".

ومن جانبهم؛ قال مسؤولون دفاعيون في الإقليم إن الجيش الأذربيجاني "انتهك وقف إطلاق النار على طول خط التماس بأكمله بضربات صاروخية ومدفعية". وتحدث ممثلون آخرون في كاراباخ عن "هجوم عسكري واسع النطاق".

وحثت روسيا في بيان لها البلدين على احترام وقف إطلاق النار الموقع بعد الحرب في عام 2020.

وقال تويفو كلار، الممثل الخاص الإقليمي للاتحاد الأوروبي، إن هناك "حاجة مُلحة لوقف إطلاق النار الفوري"، وفقًا لما أشارت وكالة تاس الروسية.

ويأتي الهجوم بعد أشهر من المفاوضات عالية المخاطر بوساطة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، في محاولة لتجنب تكرار حرب 2020 وإنهاء المجاعة المتفاقمة. 

مناوشات على خط التماس

وتشير المعلومات المتداولة، بحسب ما أوضحت مجلة بوليتيكو الأمريكية، إلى أن التصعيدات العسكرية الأخيرة تأتي بعد أشهر من المناوشات على خطوط التماس بين الجيشين الأذربيجاني والأرميني، إذ دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى وقف إطلاق النار والحل السياسي للنزاع، وفقًا للاتفاقيات الدولية غير أن الجانبين لم يتوصلا لحل.

وتشير مصادر وفقًا للمجلة، إلى أن القوات الأذربيجانية شنت هجومًا عسكريًا واسع النطاق باستخدام طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مواقع أرمينية، ما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات.

وتأتي هذه التصعيدات العسكرية الأذربيجانية في وقت حرج، إذ تتوتر العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا من جديد، بسبب عدم ترسيم الحدود وانقطاع المفاوضات بينهما، وتضع التحركات العسكرية الأذربيجانية ضغطًا إضافيًا على المجتمع الدولي للتوسط لإيقاف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي، إلا أن روسيا التي كانت تؤدي دور وساطة بين الطرفين أصبحت مشغولة بالحرب على أوكرانيا.

مزيد من التأزم بين باكو ويريفان

ووفقًا لما أشارت بوليتيكو، فإنه من المتوقع أن تؤدي التطورات العسكرية الأخيرة إلى مزيد من التأزم بين باكو ويريفان وتعقيد الأمور، لا سيما وأن الطرفين لم يبديا أي استعداد للتفاوض، بسبب الخلافات العميقة حول مستقبل الإقليم.

وتشير التقديرات إلى مخاطر تصعيد عسكري محتمل قد ينجم عن هذه التحركات ويؤدي لمزيد من الدمار والخسائر في الأرواح وتصعيد الأزمة إلى حرب شاملة، ما يشكل تهديدًا للاستقرار في منطقة القوقاز، وعلى المجتمع الدولي التحرك بسرعة لإيقاف إطلاق النار ومنع تصعيد المواجهة العسكرية وفتح قنوات حوار جديدة بين الطرفين.

مخاوف تطهير عرقي

بعد أن خاضت أرمينيا وأذربيجان حربًا حول ناجورنو كاراباخ في عام 2020، انهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا منذ ذلك الحين، مع سيطرة القوات الأذربيجانية على ممر لاتشين، وهو الطريق الذي يربط الإقليم بأرمينيا. ومنذ ذلك الحين، تقول منظمات الإغاثة إنها لم تتمكن من توصيل إمدادات الغذاء والوقود، وسط مخاوف متزايدة من "التطهير العرقي".

وفي رسالة تمت مشاركتها عبر وسطاء خارج المنطقة بسبب انقطاع الاتصال بالإنترنت، قال سيرجي جازاريان، وزير خارجية الحكومة غير المعترف بها، إن أذربيجان أرسلت قوات "من أجل تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية، وتتجه نحو التدمير الجسدي للسكان المدنيين، وتدمير الأعيان المدنية".

في يوليو، قال جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إن بروكسل "تشعر بقلق عميق بشأن الوضع الإنساني الخطير"، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام "بالنتائج التي تم التفاوض عليها ومستقبل مبني على المصالح المشتركة والثقة المتبادلة".