في عالم السياسة الأمريكية، لا يمكن الجزم بأن الأحداث قد تأتي بأجوبة واضحة، وينطبق ذلك على الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ تثير مشاركته المحتملة في مناظرة رئاسية قادمة حمى التساؤلات والتكهنات، إذ تحمل تلك المناظرة المرتقبة في طياتها مفاتيح فهم مسار الحزب الجمهوري ومستقبل الانتخابات التمهيدية لعام 2024، إذ يحمل ترامب راية الريادة والجدل معًا، مشكّلًا لغزًا يجذب الأنظار ويثير الفضول.
ترامب اتخذ القرار
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، يسعى الرئيس السابق إلى تسليط الضوء عليه من خلال قراره المرتقب بشأن الانضمام إلى زملائه المرشحين في أول مناظرة أولية رئاسية للحزب الجمهوري في وقت لاحق من هذا الشهر، وكان ترامب يهدد بتخطي ذلك، مشيرًا إلى وضعه كمرشح أول في الانتخابات التمهيدية، لكنه صرح هذا الأسبوع لقناة "نيوزماكس" إنه لم يستبعد ذلك تمامًا، وأضاف أنه "قرر بالفعل" ما إذا كان سيحضر أم لا، لكنه قال إنه لن يعلن عن خططه حتى الأسبوع التالي، حتى أقرب إلى موعد الحدث، وبحسب الصحيفة، كان ترامب يتحدث عن إمكانية تخطي المناظرة منذ أواخر أبريل، كان الجدل حول مشاركته من عدمها موضوعًا ساخنًا في الأشهر التي تلت ذلك، لا سيما مع زيادة عدد المرشحين الجمهوريين، ليشملوا نائب الرئيس السابق مايك بنس، وآخرين.
ديسانتيس وكريستي
من جانبه، قال حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يحتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي عادة بعد ترامب، أنه "لا يحق لأي شخص أن يلقب نفسه بالمرشح الأول، وأن على ترامب الظهور وتقديم قضيته والإجابة على الأسئلة مثل بقيتنا كمرشحين، وقال حليف ترامب، وحاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي، الذي رشّح نفسه عن الحزب الجمهوري، إن ترامب سيكون "جبانًا" لعدم مشاركته، وذلك في رد على هجوم سابق لترامب، وقال كريستي موجهًا حديثه لترامب: "إذا كانت لديك الشجاع، فستظهر في النقاش وتوجه ذلك لي وجهًا لوجه".
مصدر إلهاء
ليس كل منافسي ترامب يريدون رؤيته في المناظرة، وقال حاكم أركنساس السابق آسا هاتشينسون هذا الأسبوع إن ترامب سيكون "مصدر إلهاء" على منصة المناظرة، من ناحية أخرى، يشير الخبراء إلى أن منافسي الحزب الجمهوري يمكن أن يستفيدوا من انتقاد ترامب خلال المناظرة، لكن من ناحية أخرى، قد يكون من الأسهل عليهم التحدث أكثر عن موضوعات أخرى إذا كان حاضرًا معهم، لكن الحديث عن ترامب سيظل أمرًا مهمًا في النقاش سواء حضر أم لا.
وفي تجمع حاشد في نيو هامبشاير هذا الأسبوع، أجرى ترامب استفتاءات علنية لمؤيديه حول ما إذا كان يجب أن يحضر المناظرة أم لا، كما سأل حشدًا في ولاية بنسلفانيا الشهر الماضي عما إذا كان يجب أن ينضم إلى 10 أو 12 شخصًا منافسًا في المناظرة وأجابه الحشد: لا، من جانبه قال رون بونجيان الخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري: "أسلوب ترامب الكلاسيكي هو خلق زخم حول حدث من خلال الكشف عن قراره بشأن المناظرة".
ترامب لا يزال في المقدمة
من جهة أخرى واصل ترامب الاقتراع متقدمًا على معظم منافسيه الأساسيين، وأظهر أحدث استطلاع أجرته مؤسسة "مورننج كونسلت" الذي تم إجراؤه الأسبوع الماضي، تقدم ترامب بنسبة 59٪، بفارق كبير عن ديسانتيس الذي حصل على نسبة 16٪، بينما حصل رجل الأعمال فيفيك راماسوامي على 8%، وحصل بنس على 6% فقط، وحصل المرشحون السبعة الآخرون على 3% أو أقل.
ترامب الأقوى انتخابيًا
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن بعض الخبراء يرون أن قاعدة ترامب الانتخابية موجودة بالفعل، وقوية، لدرجة أنه لا يهم ما إذا كان الرئيس السابق سينضم إلى المناظرة أم لا، وعلى الرغم من أن آخرين لاحظوا أن غيابه عن المناظرة يمكن أن يجعل من الممكن لمرشح آخر أن يبرز في ما يراه الكثيرون، لكن السؤال الفعلي هو ماذا لو لم يكن ترامب هو المرشح في حالة تهميش الحزب لترامب بسبب مشكلاته القانونية.