قبل 10 سنوات تقريبًا من اندلاع الحريق المدمر في بلدة لاهاينا الساحلية بجزيرة ماوي في هاواي هذا الأسبوع، الذي أودى بحياة 67 شخصًا على الأقل، حذر تقرير لباحثين أمريكيين من أن هذه المنطقة معرضة لخطر اندلاع حرائق شديد جدًا.
تحذير مبكر
وحدد التقرير الصادر عن مركز بحوث الحرائق البرية التابع لجامعة هاواي في مانوا عام 2014، منطقة لاهاينا على أنها واحدة من أكثر المناطق خطورة على جزيرة ماوي، من حيث مخاطر الحرائق البرية.
وقالت كلاير تسوجاوا، الباحثة الرئيسية في التقرير وأستاذة علم الحرائق بجامعة هاواي لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "من المحبط والمحزن حقًا أن نرى أنه كان بالإمكان القيام ببعض الأشياء"، في إشارة إلى توصيات التقرير باتخاذ إجراءات للحد من مخاطر الحرائق.
وأوضحت "تسوجاوا" أن التقرير حذر بشكل خاص من الأعشاب الجافة والأشجار غير الأصلية مثل الكازوارينا المزروعة في لاهاينا، والتي تشكل وقودًا سهل الاشتعال للنيران. كما دعا التقرير إلى زيادة الوعي العام حول مخاطر الحرائق البرية.
حريق مدمر تغذيه الرياح
اندلعت النيران يوم الثلاثاء الماضي في غابات لاهاينا، ثم امتدت بسرعة نحو البلدة ذات الطابع التاريخي والمناظر الخلابة على الساحل، ودمرت مئات المنازل وأجبرت آلاف السكان والسياح على الفرار على متن القوارب.
وقالت السلطات إن الرياح القوية ساعدت في نشر الحريق بشكل سريع، في حين لم تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة عليه. ولا تزال أسباب اندلاع الحريق قيد التحقيق.
وكان التقرير تنبأ بهذا السيناريو، حيث حذر من أن "ظروف الطقس المتطرفة مثل الرياح العالية ستؤدي إلى انتشار سريع للحرائق غير المراقبة".
توصيات التقرير
شملت توصيات التقرير، عدة جوانب، منها إدارة الوقود من خلال إزالة الأعشاب الجافة وتقليم الأشجار غير الأصلية القابلة للاحتراق بسهولة، وأيضًا تنفيذ حملات توعية عامة بمخاطر الحرائق البرية وكيفية الوقاية منها.
كما دعا التقرير إلى تحسين البنية التحتية من خلال إنشاء ممرات واسعة تعمل كحواجز للحد من انتشار النيران.
وتضمنت التوصيات أيضًا تعزيز استجابة إطفاء الحرائق من خلال توفير معدات وتدريبات إضافية لفرق الإطفاء، بالإضافة إلى تطوير خطط إخلاء محددة لإجلاء السكان بسرعة وكفاءة في حالات الطوارئ.
إهمال التوصيات
لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه التوصيات قد نُفذت بالفعل، إذ تشير التقارير إلى أن المنطقة ما زالت معرضة للخطر على الرغم من مرور عشر سنوات على إصدار ذلك التقرير.
وردًا على التقرير، قالت متحدثة باسم إدارة الغابات والحياة البرية في هاواي إن الوكالة نفذت بالفعل بعض توصيات التقرير، مثل إدارة الوقود وزيادة التوعية العامة.
لكنها أقرت بأن هناك المزيد مما يمكن القيام به، مشيرة إلى أن إدارة الغابات طلبت ميزانية إضافية للسنة المالية المقبلة لتعزيز جهود الوقاية من الحرائق والاستجابة لها.
من جهتها، قالت هيئة الدفاع المدني بهاواي إنها تعمل مع الوكالات الأخرى لتحديد الفجوات في الاستعداد والاستجابة للحرائق البرية بعد هذا الحادث المأساوي.
أسباب الحريق
ويأتي حريق لاهاينا بعد أشهر فقط من حريق آخر ضرب جزيرة ماوي وقضى على ما يقرب من 10,000 فدان.
وقال الخبراء إن تزايد حدة وتواتر الحرائق البرية في هاواي يرجع جزئيًا إلى تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وجفاف الغطاء النباتي، مما يوفر المزيد من الوقود للنيران.
وأكدوا أن اتخاذ إجراءات فعالة للحد من مخاطر هذه الكوارث من خلال تنفيذ توصيات مثل تلك الواردة في تقرير عام 2014 أمر بالغ الأهمية.