الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الخسائر كارثية.. حرائق "ماوي" في هاواي تحصد الأرواح وتلتهم الأراضي

  • مشاركة :
post-title
حرائق ماوي تحصد الأرواح وتلتهم الأراضي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تحولت جزيرة ماوي ثاني أكبر جزر هاواي الأمريكية إلى مكان منكوب، بفعل النيران الهائلة التي التهمت غاباتها وأراضيها، وتسببت في مقتل وإصابة العديد إلى جانب تشريد الآلاف من السكان والسياح، إذ تعتبر هذه الحرائق الأكثر فتكًا في تاريخ الجزيرة، لتصبح الجزيرة تحت رحمة حالة الطوارئ ويصاب الناس بالهلع والقلق.

قتلى ومشردون

بلغ عدد القتلى في الحرائق المدمرة التي اجتاحت جزيرة ماوي 6 أشخاص، فيما أصيب أكثر من مئتي شخص، وفقًا لتقرير وكالة "أسوشيتد برس الأمريكية"، نقلًا عن تصريحات مسؤولين محليين، كما أدت الحرائق الهائلة إلى تشريد الآلاف من السكان والسياح.

بداية الكارثة

بدأت الحرائق في التهام النباتات وانتشرت بسرعة كبيرة في المناطق المأهولة، بفعل هبوب رياح قوية تجاوزت سرعتها 60 ميلاً في الساعة، بسبب إعصار دورا لتجتاح مدينة لاهاينا الساحلية بسرعة مرعبة، ما أدى إلى اشتعال التقاطعات والمباني الخشبية في مركز المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، وتم إدراجها في السجل الوطني للأماكن التاريخية.

كما تسببت الحرائق في انقطاع الكهرباء والاتصالات عن أجزاء واسعة من الجزيرة، مما زاد من صعوبة الموقف.

محاولات النجاة

وللنجاة من الأدخنة والنيران، اضطر العشرات للقفز في المحيط حيث أنقذتهم سلطات خفر السواحل الأمريكية، وفقًا لما أشارت إليه صحيفة الجارديان البريطانية. 

ومن جهته، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإرسال كل المساعدات الاتحادية المتاحة لمساندة جهود الإطفاء والإغاثة، فيما عبّر عن تعازيه لضحايا الكارثة.

وأعلن جوش جرين، حاكم هاواي، أن الوضع خطير للغاية، وأن السلطات تعمل على إيواء نحو 4000 شخص في ملاجئ، وأجلت السلطات أكثر من 2000 شخص إلى مطار كاهولوي حفاظاً على سلامتهم، بحسب "أسوشيتد برس".

وحذرت السلطات من استمرار انتشار الحرائق بسبب استمرار الرياح العاتية، مشيرة إلى أنها لم تتمكن بعد من السيطرة على النيران. 

وقال المسؤولون إنهم لم يكونوا مستعدين لمواجهة حرائق متعددة وواسعة بهذا الشكل.

خسائر فادحة

ويُخشى أن تؤدي الحرائق إلى دمار اقتصادي وبيئي كبير في المنطقة، خاصة مع تضرر قطاع السياحة المهم، لذا تبذل السلطات قصارى جهدها لاحتواء الوضع ومساعدة المتضررين، فيما تواصل فرق الإطفاء محاولاتها لإخماد النيران قبل أن تسبب مزيدًا من الدمار.

وتشير صور الأقمار الصناعية إلى امتداد النيران لمساحات واسعة من لاهاينا، فيما لا تزال التفاصيل الكاملة للخسائر غير معروفة، لكن الأرقام الأولية تشير إلى حجم الكارثة، إذ تشرد آلاف الأشخاص ودُمرت مئات المنازل.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في المنطقة، وطالبت السكان باتباع إرشادات السلامة وعدم الاقتراب من مواقع الحرائق، كما نصحت السياح بتأجيل زياراتهم إلى حين استتباب الأمن، وفقا لـ"التليجراف".

الأثر على السكان المحليين

تعتبر لاهاينا بلدة ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، إذ إنها كانت عاصمة المملكة الهاوايية في الفترة من 1820 إلى 1845 تحت حكم الملكين كاميهاميها الثاني والثالث، وكانت أيضًا ميناءً رئيسيا لأسطول الصيد الشمالي الهادئ، ووصف شهود عيان المدينة "بأنها دُمرت تمامًا كأن سقطت عليها قنبلة"، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

أسباب الحرائق

يعزو الخبراء شدة وسرعة انتشار الحرائق إلى عوامل مناخية، إذ إنها اندلعت في ظل ظروف الرياح القوية والرطوبة المنخفضة التي حذر منها الديوان الوطني للأرصاد الجوية. 

وكانت هاواي تواجه ظروف الجفاف وكانت في منتصف موسمها الجاف، عندما أتت الرياح القوية الناجمة عن الإعصار دورا.