"لا الأرض ولا جسدي يُكفيني، فأنا أحب الحب الكبير، والخير والسلام والطبيعة، وأحترم حياة الناس، وأرى الكون من هذا المنظار، وبدونه ما أحب الحياة".. بهذه الكلمات عبّرت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي عن نفسها، ففي قلبها براح ونبرات صوتها تحمل نبض الوطن العربي، لذلك هى دائمًا مهمومة بالتعبير عن الأوطان، وهذه المرة قررت أن تعبر عن أحزان لبنان، وخصوصًا في الذكرى الثالثة من انفجار مرفأ بيروت بأغنية "حينما ترجع بيروت إلينا بالسلامة" التي كتبها نزار قباني قبل 40 عامًا من الآن، واختارت المخرج اللبناني شربل يوسف ليعبر بعدسته عما تريده.
تواصل موقع "القاهرة الإخبارية" مع شربل يوسف ليحكي لنا عن كواليس تحضير الكليب، والصعوبات التي واجهته، وكواليس التعاون مع السيدة ماجدة الرومي، كما كشف لنا عن جديده، ورأيه في وضع الأغنية اللبنانية حاليا.
التعاون بين شربل يوسف وماجدة الرومي لم يكن من قبيل المصادفة، إذ تجمع بينهما صداقة منذ خمس سنوات نتج عنها عدد من الأعمال، ويقول: "تعرفت عليها عندما اجتمعنا سويًا من أجل حلقة تلفزيونية خاصة، وبعدها عملنا على حفلها في افتتاح قصر القبة بمصر فقد كنت المخرج الخاص بالحفل عام 2020، وجمعنا من جديد حفلها في العلا - إحدى مدن المملكة السعودية- وتواصل معي أخيرًا شقيقها عوض الرومي وأخبرني بالأغنية وبدأت بالتحضير للعمل".
حينما عرضت الأغنية على "شربل" وضع أمامه هدفًا محددًا حكى عنه قائلًا: "كنت أريد الحفاظ على مستوى الأغاني والصورة التي تقدمها السيدة ماجدة الرومي، لأن لديها مستوى لم أرد أن أنزل عنه؛ لذلك صورنا العمل على مدار 6 أيام ليخرج بالشكل المناسب وكان التصوير بين مصر بشارع جامعة الدول العربية ولبنان".
"عندما ترجع بيروت إلينا بالسلامة" تضع المشاهد في مقارنة بين بيروت في الماضي والحاضر، وخصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت، لكن "شربل" كان حريصًا على ألا يضع مشاهد من الدمار الذي لحق بالبلد بعد هذا الحادث الأليم، وحول هذا يقول: "لم أفكر أن أضع مشاهد من الدمار حتى لا نكرر ما قُدم في أعمال أخرى، وكان على بالي أن أقدم شكلًا فنيًا مميزًا".
وعن الصعوبات التي واجهته في الكليب قال: "عندما نبدأ أي عمل تستغرق التحضيرات التي نعدها وقتًا حتى نسير في الطريق الصحيح، ولم يكن هناك صعوبات لأن فريق العمل متجانس، والمنتج المنفذ "ماريان كترا" هى بالأساس متخصصة بالأعمال السينمائية، لذلك خرج الكليب بشكل صحيح".
وأعرب "شربل" عن سعادته بالعمل مع السيدة ماجدة الرومي وحكى عن كواليس لقاءاتهما لتحضير العمل، وقال: "كنا نجلس سويًا ونحكي وكل منا يطرح وجهة نظره، والسيدة ماجدة أرادت أن توصل رسالة من الكليب، فهي ليست مجرد مطربة، وآراؤها دائمًا صائبة في كل النواحي، وتلقينا ردود فعل قوية على العمل بالنهاية، بعد هذا الجهد الذي تطلبه العمل".
عاد "شربل" بذاكرته معنا إلى وقت حدوث واقعة مرفأ بيروت وحكى قائلًا: "وقتها كنت قريبًا بنصف ساعة من المرفأ، وجميعنا حدث لنا "لخبطة" حتى الآن، هذه الواقعة تصيبنا بحزن شديد، ولو الشعب اللبناني تخطي كل الأزمات فهذا الشعور لا يمر، ولكن الحياة يجب أن تمر وتعودنا أن ننهض في كل مرة".
ويرى "شربل" أن وضع الأغنية اللبنانية حاليًا جيد جدًا، إذ يقول: "في فترة كورونا تراجعت الأوضاع بشكل لافت، ثم وقع انفجار بيروت، لكن حاليًا عاد الوضع لمكانته والأمور تتحسن بشكل مميز".
وحول أعماله الجديدة قال: "أحضر عددًا من البرامج التلفزيونية، وبالتأكيد هناك عدد من الأعمال سأحكى عنها قريبًا".