سارع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى إعلان انتهاء "الإذلال العلني" الذي تعرض له من سيد البيت الأبيض هذا العام، لكن مصادر أمريكية أوضحت أن ما جرى "اتفاق لا يرتقي إلى دعوة"، في إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية لن تتعامل معه باعتباره زعيمًا وحليفًا مهمًا، بحسب صحيفة هآرتس" الإسرائيلية.
اتفاق لا يرقى إلى دعوة
ونقلت الصحيفة الإٍسرائيلية عن مسؤولين أمريكيين مخاوفهم بشأن "التعديلات القضائية" التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الوضع الأمني المتوتر مع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما قلل من أهمية مكتب "نتنياهو" ولم يلتفت سوى لدعوة الرئيس الأمريكي التي أدى تأخرها إلى إحراج الحكومة الإسرائيلية.
وتوجه إسحاق هرتسوج، رئيس إسرائيل، اليوم الثلاثاء، للولايات المتحدة الأمريكية، للقاء نظيره الأمريكي، ومسؤولين آخرين، وذلك قبل أيام قليلة من تصويت البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" على المرحلة الثالثة من مشروع قانون يهدف إلى تقويض سلطة المحكمة العليا والحد من صلاحياتها.
ويشار إلى أنه مساء الاثنين، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا حول مكالمة هاتفية أجراها أخيرًا مع جو بايدن، تصدّر جانب واحد من المكالمة عناوين الصحف، وهي دعوة الرئيس بايدن رئيس الوزراء نتنياهو إلى اجتماع في الولايات المتحدة قريبًا"، في ظل الشواهد التي تؤكد إنزعاج البيت الأبيض من الائتلاف اليميني المتطرف في إسرائيل.
تراجع بايدن عن مقاطعة نتنياهو
في هذا الصدد، نقلت قناة "سي إن إن" الأمريكية، عن البيت الأبيض تأكيده أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ربما يلتقيان قبل نهاية العام، في خطوة لتخفيف التوتر الذي ساد العلاقات بينهما لفترة طويلة.
لكن الصحيفة الإٍسرائيلية قالت إن كبار مسؤولي البيت الأبيض لم يؤكدوا دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض، بل تحدثوا عن اجتماع مرتقب بحلول نهاية العام في مكان ما في الولايات المتحدة، فسره البعض بأنه قد يكون اجتماع الجمعية العامة للأممم المتحدة في أواخر سبتمبر، الذي يخطط كل منهما لزيارته.
خروج عن السيطرة
ورغم أن إسرائيل تعتبر الفتاة المدللة للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الائتلاف اليميني المتطرف الذي فاز أخيرًا في الانتخابات الإسرائيلية، تسبب في فتور العلاقات بين الإدارة الأمريكية الحالية، والمحسوبة على الحزب الديمقراطي، وذلك لأن الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل يضم أحزابًا ذات خلفية دينية وقومية متطرفة.
ويأتي الإعلان عن زيارة نتنياهو بعد أيام من تصريح الرئيس الأمريكي بأنه ربما يتدخل لتصحيح الوضع القائم في إسرائيل، معتبرا أن الوضع خرج عن السيطرة.
وتشهد تل أبيب احتجاجات للأسبوع الثامن والعشرين على التوالي، وذلك بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي قدمًا في مشروع قانون ترفضه المعارضة الإسرائيلية بزريعة أنه يهدف إلى القضاء على الديمقراطية.
كما تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة أوضاعًا أمنية هي الأسوأ منذ قدوم الحكومة الإسرائيلية التي تسعى للتوسع الاستيطاني وضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها، فضلا عن الاعتداءات التي يشنها المستوطنون ضد الشعب الفلسطيني برعاية وزراء في الحكومة.